
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَنْ عَائِدِي اللَّيْلَةَ أَمْ مَنْ نَصِيحْ
بِــتُّ بِنَصــْبٍ فَفُــؤَادِي قَرِيـحْ
إِثْــرَ ســُلَيْمَى إِذْ هُـمُ جِيـرَةٌ
لَـوْ أَنَّ وَصـْلاً مِنْـكِ سَلْمى سَرِيحْ
بَــانَتْ فَأَمْسـَى قَلْبُـهُ هَائِمـاً
قَـدْ شـَفَّهُ وَجْـدٌ بِهَـا مَا يُرِيحْ
فِــي ســَلَفٍ أَرْعَــنَ مُثْعَنْجِــرٍ
يُقْــدُمُ أُولَـى ظُعُـنٍ كَـالطُّلُوحْ
عــالَيْنَ رَقْمـاً فَـاخِراً لَـوْنُهُ
مِــنْ عَبْقَـرِيٍّ كَنَجِيـعِ الذَّبِيـحْ
تَضـْحَكُ عَـنْ مِثْـلِ الْأَقَـاحِي حَوَى
مِـنْ دِيمَـةٍ سـَكْبِ سـَمَاءٍ دَلُـوحْ
كَأَنَّمَـــا رِيقَتُهَـــا نُطْفَـــةٌ
مِـنْ صـَفْوَةٍ شـِيبَتْ بِمَـاءٍ قَرِيحْ
يَـا سـَلْمَ إِنِّـي مِـنْ بَنِي مَالِكٍ
غَيْــرُ قَصــِيٍّ وَأَدِيمِــي صـَحِيحْ
يَنْفُــونَ عَنِّــي كُـلَّ ذِي جُـرْأَةٍ
ضـَرْبَكَ بِالسـَّوْطِ جَبِيـنَ الْجَمُوحْ
لَمَّـا رَأَيْـتُ الشـَّيْبَ قَدْ رَاعَنِي
وَالشـَّيْبُ وَاللَّـهِ مَعاً وَالْقُبُوحْ
حَمَلْــتُ بَــزِّي فَــوْقَ عَيْرَانَـةٍ
مُدْمَجَـــةٍ ذَاتَ جِــرَاءٍ ســَبُوحْ
مَرْفُوعُهَـــا زَوْلٌ وَمَوْضـــُوعُهَا
كَمَــرِّ غَيْــثٍ لَجِـبٍ وَسـْطَ رِيـحْ
تَثْعَــبُ بِالْفَـارِسِ ثَعْبـاً كَمَـا
يَثْعَـبُ بِـالْقَرْقَرِ مَـاءُ النَّضِيحْ
هِجْــتُ بِهَـا سـِرْبَ صـُوَارٍ كَمَـا
سـَلَّ بَنُـو الْقَيْـنِ سُيُوفًا تَلُوحْ
يَرْعَيْــنَ وَســْمِيّاً وَصـَى نَبْتُـهُ
فَـانْطَلَقَ اللَّـوْنُ وَدَقَّ الْكُشـُوحْ
وَجَامِـــلٍ خَــوَّعَ مِــنْ نِيبِــهِ
زَجْـرُ الْمُعَلَّـى أُصـُلاً وَالسـَّفِيحْ
يَحْســِبُ مَــنْ حَاوَلَنَــا أَنَّنَـا
حِمْيَـرُ مِنْ صَوْتِ الْوَغَى والنُّبُوحْ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).