
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنِّــي مِــنَ الْقَـوْمِ الَّـذِينَ إِذَا
أَزِمَ الشــِّتَاءُ وَدُوخِلَــتْ حُجَــرُهْ
يَوْمــاً وَدُونِيَــتِ الْبُيــوتُ لَـهُ
فَثَنَــى قُبَيْــلَ رَبِيعِهِــمْ قِـرَرُهْ
رَفَعُــوا الْمَنِيـحَ وَكَـانَ رِزْقُهُـمُ
فِــي الْمُنْقِيَــاتِ يُقِيمُـهُ يَسـَرُهْ
شــَرْطاً قَوِيمــاً لَيْــسَ يَحْبِســُهُ
لَمَّـــا تَتَــابَعَ وِجْهَــةً عَســَرُهْ
تَلقَــى الْجِفَــانَ بِكُــلِّ صـَادِقَةٍ
ثُمَّـــتْ تُــرَدَّدُ بَيْنَهُــمْ حِيَــرُهْ
وَتَــرَى الْجِفَـانَ لَـدَى مَجَالِسـِنَا
مُتَحَيَّــــرَاتٍ بَيْنَهُـــمْ ســـُؤُرُهْ
فَكَأَنَّهَـــا عَقْــرَى لَــدَى قُلُــبٍ
يَصــْفَرُّ مِــنْ أَغْرَابِهَــا صــَقَرُهْ
إِنّـــا لَنَعْلَـــمُ أَنْ ســَيُدْرِكُنَا
غَيْــثٌ يُصــِيبُ ســَوَامَنَا مَطَــرُهْ
وَإِذَا الْمُغِيــرَةُ لِلْهِيَــاجِ غَـدَتْ
بِســـُعَارِ مَــوْتٍ ظَــاهِرٍ ذُعُــرُهْ
وَلَّــوْا وَأَعْطَوْنَـا الَّـذِي سـُئِلُوا
مِــنْ بَعْــدِ مَــوْتٍ ســَاقِطٍ أُزُرُهْ
إِنَّـــا لَنَكْســُوهُمْ وَإِنْ كَرِهُــوا
ضـــَرْباً يَطِيــرُ خِلَالَــهُ شــَرَرُهْ
وَالْمَجْـــدُ نَنْمِيـــهِ وَنُتْلِـــدُهُ
وَالْحَمْــدُ فِــي الْأَكْفَـاءِ نَـدَّخِرُهْ
نَعْفُو كَمَا تَعْفُو الْجِيَادُ عَلَى الْـ
ــــعِلَّاتِ وَالْمَخْـــذُولُ لَا نَــذَرُهْ
إِنْ غَــابَ عَنءهُ الْأَقْرَبُــونَ وَلَـمْ
يُصـــْبَحْ بِرَيِّــقِ مَــائِهِ شــَجَرُهْ
إِنَّ التَّبَــالِيَ فِـي الْحَيَـاةِ وَلَا
يُغْنِــي نَــوَائِبَ مَاجِــدٍ عُــذَرُهْ
كُــلُّ امْــرِئٍ فِيمَــا أَلَــمَّ بِـهِ
يَوْمـاً يَبِيـنُ مِـنَ الْغِنَـى فُقُـرُهْ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).