
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِخَوْلَــــةَ أَطْلَالٌ بِبُرْقَـــةِ ثَهْمَـــدِ
تَلُـوحُ كَبَـاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ الْيَدِ
وُقُوفــاً بِهَــا صـَحْبِي عَلَـيَّ مَطِيَّهُـمْ
يَقُولُــونَ لا تَهْلِــكْ أَســىً وَتَجَلَّــدِ
كَـــأَنَّ حُــدُوجَ الْمَالِكيَّــةِ غُــدْوَةً
خَلَايَــا ســَفِينٍ بِالنَّوَاصــِفِ مِـنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّـةٌ أَوْ مِـنْ سـَفِينِ ابْـنِ يَـامِنٍ
يَجُــورُ بِهَـا الْمَلّاَحُ طَـوْراً وَيَهْتَـدِي
يَشـُقُّ حَبَـابَ الْمَـاءِ حَيْزُومُهَـا بِهَـا
كَمَـا قَسـَمَ التُّـرْبَ الْمُفَايِـلُ بِالْيَدِ
وَفِـي الْحَـيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ الْمَرْدَ شَادِنٌ
مُظَـــاهِرُ ســِمْطَيْ لُؤْلُــؤٍ وَزَبَرْجَــدِ
خَــذُولٌ تُرَاعِــي رَبْرَبــاً بِخَمِيلَــةٍ
تَنَــاوَلُ أَطْــرَافَ الْبَرِيـرِ وَتَرْتَـدِي
وَتَبْســِمُ عَــنْ أَلْمَــى كَـأَنَّ مُنَـوِّراً
تَخَلَّــلَ حُـرَّ الرَّمْـلِ دِعْـصٌ لَـهُ نَـدِي
ســَقَتْهُ إِيَــاةُ الشــَّمْسِ إِلَّا لِثَـاتِهِ
أُســِفَّ وَلَــمْ تَكْــدِمْ عَلَيْـهِ بِإِثْمِـدِ
وَوَجْــهٌ كَـأَنَّ الشـَّمْسَ حَلَّـتْ رِدَاءَهَـا
عَلَيْــهِ نَقِــيُّ اللَّــوْنِ لَـمْ يَتَخَـدَّدِ
وَإِنّـي لَأُمْضـِي الهَـمَّ عِنْـدَ احْتِضـَارِهِ
بِعَوْجَــاءَ مِرْقَـالٍ تَـرُوحُ وَتَغْتَـدِي
أَمُــونٍ كَــأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَسـَأْتُهَا
عَلَــى لَاحِــبٍ كَــأَنَّهُ ظَهْــرُ بُرْجُـدِ
جُمَاليَّــةٍ وَجْنَـاءَ تَـرْدِي كَأَنَّهَـا
ســَفَنَّجَةٌ تَبْــرِي لِأَزْعَــرَ أَرْبَــدِ
تُبَـارِي عِتَاقـاً نَاجِيَـاتٍ وَأَتْبَعَـتْ
وَظِيفـاً وَظِيفـاً فَـوْقَ مَـوْرٍ مُعَبَّـدِ
تَرَبَّعَـتِ القُفَّيْـنِ فِـي الشـَّوْلِ تَرْتَعِي
حَـــدَائِقَ مَـــوْلِيِّ الأَســِرَّةِ أَغْيَــدِ
تَرِيــعُ إِلَـى صـَوْتِ المُهِيـبِ وَتَتَّقِـي
بِــذِي خُصــَلٍ رَوْعَــاتِ أَكْلَـفَ مُلْبِـدِ
كَـــأَنَّ جَنَـــاحَيْ مَضــْرَحِيٍّ تَكَنَّفَــا
حِفَـافَيْهِ شـُكَّا فِـي العَسـِيبِ بِمَسـْرَدِ
فَطَــوْراً بِـهِ خَلْـفَ الزَّمِيـلِ وَتَـارَةً
عَلَـــى حَشــَفٍ كَالشــِّنِّ ذَاوٍ مُجَــدَّدِ
لَهَـا فَخِـذَانِ أُكْمِـلَ النَّحْـضُ فِيهِمَـا
كَأَنَّهُمَـــا بَابَـــا مُنِيــفٍ مُمَــرَّدِ
وَطَـــيُّ مَحَـــالٍ كَــالحَنِيِّ خُلُــوفُهُ
وَأَجْرِنَـــةٌ لُـــزَّتْ بِـــدَأْيٍ مُنَضــَّدِ
كَــأَنَّ كِنَاســَيْ ضــَالَةٍ يَكْنُفَانِهَــا
وَأَطْــرَ قِســِيٍّ تَحْــتَ صــُلْبٍ مُؤَيَّــدِ
لَهَـــا مِرْفَقَـــانِ أَفْتَلَانِ كَأَنَّهَـــا
تَمُـــرُّ بِســـَلْمَيْ دَالِـــجٍ مُتَشــَدَّدِ
كَقَنْطَــرَةِ الرُّومِــيِّ أَقْســَمَ رَبُّهَــا
لَتُكْتَنَفَـــنْ حَتَّــى تُشــَادَ بِقَرْمَــدِ
صــُهَابِيَّةُ العُثْنُـونِ مُؤْجَـدَةُ القَـرَا
بَعِيـدَةُ وَخْـدِ الرِّجْـلِ مَـوَّارَةُ اليَـدِ
أُمِـرَّتْ يَـدَاهَا فَتْـلَ شـَزْرٍ وَأُجْنِحَـتْ
لَهَــا عَضــُدَاهَا فِــي سـَقِيفٍ مُسـَنَّدِ
جَنُــوحٌ دُفَـاقٌ عَنْـدَلٌ ثُـمَّ أُفْرِعَـتْ
لَهَــا كَتِفَاهَــا فِـي مُعَـالَىً مُصـَعَّدِ
كَـأَنَّ عُلُـوبَ النِّسـْعِ فِـي دَأَيَاتِهَا
مَـوَارِدُ مِـنْ خَلْقَـاءَ فِي ظَهْرِ قَرْدَدِ
تَلَاقَــى وَأَحْيَانــاً تَبِيــنُ كَأَنَّهَـا
بَنَــائِقُ غُــرٌّ فِــي قَمِيـصٍ مُقَـدَّدِ
وَأَتْلَــعُ نَهَّــاضٌ إِذَا صــَعَّدَتْ بِـهِ
كَســُكَّانِ بُوصــِيٍّ بِدِجْلَــةَ مُصــْعِدِ
وَجُمْجُمَـــةٌ مِثْــلُ العَلَاةِ كَأَنَّمَــا
وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ
وَخَــدٌّ كَقِرْطَـاسِ الشـَآمِيْ وَمِشـْفَرٌ
كَسـِبْتِ اليَمَـانِيْ قَـدُّهُ لَـمْ يُجَـرَّدِ
وَعَيْنَــانِ كَالمَــاوِيَّتَيْنِ اسـْتَكَنَّتَا
بِكَهْفَـيْ حِجَـاجَيْ صـَخْرَةٍ قَلْـتِ مَوْرِدِ
طَحُـورَانِ عُـوَّارَ القَـذَى فَتَرَاهُمَا
كَمَكْحُــولَتَيْ مَــذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَــدِ
وَصــَادِقَتَا ســَمْعِ التَّــوَجُّسِ لِلسـُّرَى
لِهَجْـــسٍ خَفِـــيٍّ أَوْ لِصــَوْتٍ مُنَــدَّدِ
مُؤَلَّلَتَــانِ تَعْــرِفُ العِتْــقَ فِيهِمَـا
كَســـَامِعَتَيْ شــَاةٍ بِحَوْمَــلَ مُفْــرَدِ
وَأَرْوَعُ نَبَّـــاضٌ أَحَـــذُّ مُلَمْلَـــمٌ
كَمِــرْدَاةِ صــَخْرٍ فِــي صـَفِيحٍ مُصـَمَّدِ
وَأَعْلَـمُ مَخْـرُوتٌ مِـنَ الأَنْـفِ مَـارِنٌ
عَتِيـقٌ مَتَـى تَرْجُـمْ بِـهِ الأَرْضَ تَزْدَدِ
وَإِنْ شـِئْتُ سـَامَى وَاسِطَ الكُورِ رَأْسُهَا
مَخافَــةَ مَلــويٍّ مِــنَ القَـدِّ مُحصـَدِ
وَإِن شـِئتُ سـامى واسِطَ الكورِ رَأسُها
وَعَــامَتْ بِضـَبْعَيْهَا نَجَـاءَ الخَفَيْـدَدِ
عَلَـى مِثْلِهَـا أَمْضـِي إِذَا قَالَ صَاحِبِي
أَلَا لَيْتَنِــي أَفْـدِيكَ مِنْهَـا وَأَفْتَـدِي
وَجَاشـَتْ إِلَيْـهِ النَّفْـسُ خَوْفـاً وَخَالَهُ
مُصـَاباً وَلَـوْ أَمْسـَى عَلَـى غَيْرِ مَرْصَدِ
إِذَا الْقَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتىً خِلْتُ أَنَّنِي
عُنِيــتُ فَلَــمْ أَكْســَلْ وَلَـمْ أَتَبَلَّـدِ
أَحَلْــتُ عَلَيْهَــا بِـالقَطِيعِ فَأَجْـذَمَتْ
وَقَــدْ خَــبَّ آلُ الأَمْعَــزِ المُتَوَقِّــدِ
فَــذَالَتْ كَمَـا ذَالَـتْ وَلِيـدَةُ مَجْلِـسٍ
تُــرِي رَبَّهَــا أَذْيَــالَ سـَحْلٍ مُمَـدَّدِ
وَلَســـــْتُ بِحَلَّالِ التَِلَاعِ مَخَافَـــــةً
وَلَكِـنْ مَتَـى يَسـْتَرْفِدِ الْقَـوْمُ أَرْفِـدِ
فَـإِنْ تَبْغِنِـي فِي حَلْقَةِ الْقَوْمِ تَلْقَنِي
وَإِنْ تَقْتَنِصـْنِي فِـي الْحَـوَانِيتِ تَصْطَدِ
مَتَــى تَـأْتِنِي أُصـْبِحْكَ كَأْسـاً رَوِيَّـةً
وَإِنْ كُنْـتَ عَنْها ذَا غِنىً فَاغْنَ وَازْدَدِ
وَإِنْ يَلْتَــقِ الْحَـيُّ الْجَمِيـعُ تُلَاقِنِـي
إِلَـى ذِرْوَةِ الْبَيْـتِ الرَّفِيـعِ الْمُصَمَّدِ
نَــدَامَايَ بِيــضٌ كَــالنُّجُومِ وَقَيْنَـةٌ
تَــرُوحُ عَلَيْنَــا بَيْـنَ بُـرْدٍ وَمَجْسـَدِ
رَحِيـبٌ قِطَـابُ الْجَيْـبِ مِنْهَـا رَقِيقَـةٌ
بِجَــسِّ النَّــدَامَى بَضــَّةُ الْمُتَجَــرَّدِ
إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِينَا انْبَرَتْ لَنَا
عَلَــى رِســْلِهَا مَطرُوقَـةً لَـمْ تَشـَدَّدِ
إِذَا رَجَّعَـتْ فِـي صـَوْتِهَا خِلْـتَ صَوْتَهَا
تَجَـــاوُبَ أَظْــآرٍ عَلَــى رُبَــعٍ رَدِي
وَمَـا زَالَ تَشـْرَابِي الْخُمُـورَ وَلَـذَّتِي
وَبَيْعِــي وَإِنْفَـاقِي طَرِيفِـي وَمُتْلَـدِي
إِلَـى أَنْ تَحَـامَتْنِي الْعَشـِيرَةُ كُلُّهَـا
وَأُفْــرِدْتُ إِفْـرَادَ الْبَعِيـرِ الْمُعَبَّـدِ
رَأَيْــتُ بَنِــي غَبْـرَاءَ لَا يُنْكِرُونَنِـي
وَلَا أَهْــلُ هَــذَاكَ الطِّـرَافِ الْمُمَـدَّدِ
أَلَا أَيُّهَــذَا اللّائِمِـي أَحْضـُرَ الْـوَغَى
وَأَنْ أَشـْهَدَ اللَّـذَّاتِ هَـلْ أَنْتَ مُخْلِدِي
فَــإِنْ كُنْـتَ لَا تَسـْطِيعُ دَفْـعَ مَنِيَّتِـي
فَـدَعْنِي أُبَادِرْهَـا بِمَـا مَلَكَـتْ يَـدِي
وَلَــوْلَا ثَلَاثٌ هُـنَّ مِـنْ عِيشـَةِ الْفَتَـى
وَجَـدِّكَ لَـمْ أَحْفِـلْ مَتَـى قَـامَ عُـوَّدِي
فَمِنْهُــنَّ ســَبْقِي الْعَــاذِلَاتِ بِشـَرْبَةٍ
كُمَيْـتٍ مَتَـى مَـا تُعْـلَ بِالْمَاءِ تُزْبِدِ
وَكَــرِّي إِذَا نَـادَى الْمُضـَافُ مُحَنَّبـاً
كَســِيدِ الْغَضــا نَبَّهْتَــهُ الْمُتَـوَرِّدِ
وَتَقْصـِيرُ يَـوْمَ الـدَّجْنِ وَالدَّجْنُ مُعْجِبٌ
بِبَهْكَنَــةٍ تَحْــتَ الطِّــرَافِ الْمُعَمَّـدِ
كَــأَنَّ البُرَيْــنَ وَالدَّمَالِيـجَ عُلِّقَـتْ
عَلَــى عُشــَرٍ أَوْ خِــرْوَعٍ لَـمْ يُخَضـَّدِ
كَرِيــمٌ يُــرَوّي نَفْســَهُ فِـي حَيَـاتِهِ
سـَتَعْلَمُ إِنْ مُتْنَـا غَـداً أَيُّنَا الصَّدِي
أَرَى قَبْــرَ نَحَّــامٍ بَخِيــلٍ بِمَــالِهِ
كَقَبْــرِ غَــوِيٍّ فِـي الْبَطَالَـةِ مُفْسـِدِ
تَــرَى جُثْـوَتَيْنِ مِـنْ تُـرَابٍ عَلَيْهِمَـا
صــَفَائِحُ صــُمٌّ مِــنْ صــَفِيحٍ مُنَضــَّدِ
أَرَى الْمَـوْتَ يَعْتَـامُ الْكِرَامَ وَيَصْطَفِي
عَقِيلَــةَ مَــالِ الْفَــاحِشِ الْمُتَشـَدِّدِ
أَرَى الْعَيْـشَ كَنْـزاً نَاقِصـاً كُلَّ لَيْلَةٍ
وَمَـا تَنْقُـصِ الْأَيَّـامُ وَالـدَّهْرُ يَنْفَـدِ
لَعَمْـرُكَ إِنَّ الْمَـوْتَ مَـا أَخْطَأَ الْفَتَى
لَكَـالطِّوَلِ الْمُرْخَـى وَثِنَيَـاهُ بِالْيَـدِ
فَمَـا لِـي أَرَانِـي وَابْـنَ عَمِّيَ مَالِكاً
مَتَــى أَدْنُ مِنْـهُ يَنْـأَ عَنِّـي وَيَبْعُـدِ
يَلُـــومُ وَمَــا أَدْرِي عَلَامَ يَلُــومُنِي
كَمَـا لَامَنِـي فِـي الْحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ
وَأَيْأَســَنِي مِــنْ كُــلِّ خَيْـرٍ طَلَبْتُـهُ
كَأَنَّــا وَضــَعْنَاهُ إِلَـى رَمْـسِ مُلْحَـدِ
عَلَـى غَيْـرِ ذَنْـبٍ قُلْتُـهُ غَيْـرَ أَنَّنِـي
نَشــَدْتُ فَلَــمْ أُغْفِـلْ حَمُولَـةَ مَعْبَـدِ
وَقَرَّبْــتُ بِــالْقُرْبَى وَجَــدِّكَ إِنَّنِــي
مَتَــى يَــكُ أَمْــرٌ لِلْنَكِيثَـةِ أَشـْهَدِ
وَإِنْ أُدْعَ لِلْجُلَّـى أَكُـنْ مِـنْ حُمَاتِهَـا
وَإِنْ يَأْتِـكَ الْأَعْـدَاءُ بِالْجَهْـدِ أَجْهَـدِ
وَإِنْ يَقْـذِفُوا بِالْقَـذْعِ عِرْضـَكَ أَسْقِهِمْ
بِكَـأْسِ حِيَـاضِ الْمَـوْتِ قَبْـلَ التَّهَـدُّدِ
بِلَا حَــــدَثٍ أَحْــــدَثتُهُ وَكَمُحْـــدِثٍ
هِجَــائِي وَقَـذْفِي بِالشـَّكاةِ وَمُطْـرَدِي
فَلَـوْ كَـانَ مَـوْلَايَ امْـرَأً هُـوَ غَيْـرَهُ
لَفَــرَّجَ كَرْبِــي أَوْ لَأَنْظَرَنِــي غَــدِي
وَلَكِــنَّ مَــوْلَايَ امْــرُؤٌ هُـوَ خَـانِقِي
عَلَـى الشـُّكْرِ وَالتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَدِ
وَظُلْــمُ ذَوِي الْقُرْبَــى أَشـَدُّ مَضَاضـَةً
عَلَـى الْمَرْءِ مِنْ وَقْعِ الْحُسَامِ الْمُهَنَّدِ
فَــذَرْنِي وَعِرْضــِي إِنَّنِـي لَـكَ شـَاكِرٌ
وَلَـوْ حَـلَّ بَيْتِـي نَائِيـاً عِنْـدَ ضَرْغَدِ
فَلَـوْ شـَاءَ رَبِّـي كُنْـتُ قَيْسَ بْنَ خَالِدٍ
وَلَـوْ شـَاءَ رَبِّـي كُنْتُ عَمْروَ بْنَ مَرْثَدِ
فَأَصــْبَحْتُ ذَا مَــالٍ كَثِيـرٍ وَزَارَنِـي
بَنُـــونَ كِـــرَامٌ ســـَادَةٌ لِمُســَوَّدِ
أَنَـا الرَّجُـلُ الضـَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَهُ
خِشَاشــًا كَــرَأْسِ الْحَيَّــةِ الْمُتَوَقِّـدِ
وَآلَيْــتُ لَا يَنْفَــكُّ كَشــْحِي بِطَانَــةً
لِعَضــْبٍ رَقِيــقِ الشــَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّــدِ
أَخِــي ثِقَــةٍ لَا يَنْثَنِـي عَـنْ ضـَرِيبَةٍ
إِذَا قِيــلَ مَهْلاً قَــالَ حَـاجِزُهُ قَـدِي
حُســَامٍ إِذَا مَـا قُمْـتُ مُنْتَصـِراً بِـهِ
كَفَـى الْعَـوْدَ مِنْهُ الْبَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ
إِذَا ابْتَـدَرَ الْقَـوْمُ السـِّلَاحَ وَجَدْتَنِي
مَنِيعــاً إِذَا بَلَّــتْ بِقَــائِمِهِ يَـدِي
وَبَــرْكٍ هُجُـودٍ قَـدْ أَثَـارَتْ مَخَـافَتِي
بَوادِيَهَـــا أَمْشــِي بِعَضــْبٍ مُجَــرَّدِ
فَمَـــرَّتْ كَهَــاةٌ ذَاتُ خَيْــفٍ جُلَالَــةٌ
عَقِيلَــةُ شــَيْخٍ كَالْوَبِيــلِ يَلَنْــدَدِ
يَقُــولُ وَقَـدْ تَـرَّ الْوَظِيـفُ وَسـَاقُهَا
أَلَســْتَ تَـرَى أَنْ قَـدْ أَتَيْـتَ بِمُؤْيِـدِ
وَقَــالَ أَلَا مَــاذَا تَــرَوْنَ بِشــَارِبٍ
شـــَدِيدٍ عَلَيْنَـــا بَغْيُــهُ مُتَعَمِّــدِ
وَقَــالَ ذَرُوهُ إِنَّمَــا نَفْعُهَــا لَــهُ
وَإِلَّا تَكُفُّــوا قَاصــِيَ الْبَـرْكِ يَـزْدَدِ
فَظَــلَّ الإِمَــاءُ يَمْتَلِلْــنَ حُوَارَهَــا
وَيُسـْعَى عَلَيْنَـا بِالسـَّدِيفِ المُسـَرْهَدِ
فَـإِنْ مُـتُّ فَـانْعِينِي بِمَـا أَنَا أَهْلُهُ
وَشـُقِّي عَلَـيَّ الْجَيْـبَ يَـا ابْنَةَ مَعْبَدِ
وَلَا تَجْعَلِينِــي كَــامْرِئٍ لَيْــسَ هَمُّـهُ
كَهَمِّــي وَلَا يُغْنِــي غَنَـائِي وَمَشـْهَدِي
بَطِيـءٍ عَـنِ الْجُلَّـى سَرِيعٍ إِلَى الْخَنَى
ذَلُــولٍ بِأَجْمَــاعِ الرِّجَــالِ مُلَهَّــدِ
فَلَـوْ كُنْـتُ وَغْلاً فِـي الرِّجَـالِ لَضَرَّنِي
عَـــدَاوَةُ ذِي الْأَصــْحَابِ وَالْمُتَوَحِّــدِ
وَلَكِـنْ نَفَـى عَنِّـي الرِّجَـالَ جَرَاءَتِـي
وَصــَبْرِي وَإِقْـدَامِي عَلَيْهِـمْ وَمَحْتَـدِي
لَعَمْــرُكَ مَــا أَمْــرِي عَلَــيَّ بِغُمَّـةٍ
نَهَــارِي وَلَا لَيْلِــي عَلَــيَّ بِســَرْمَدِ
وَيَـوْمٍ حَبَسـْتُ النَّفْـسَ عِنْـدَ عِرَاكِهَـا
حِفَاظــاً عَلَــى عَــوْرَاتِهِ وَالتَّهَـدُّدِ
عَلَـى مَوْطِنٍ يَخْشَى الْفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى
مَتَـى تَعْتَـرِكْ فِيـهِ الْفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ
وَأَصـــْفَرَ مَضــْبُوحٍ نَظَــرْتُ حِــوَارَهُ
عَلَـى النَّـارِ وَاسـْتَوْدَعتُهُ كَـفَّ مُجْمِدِ
أَرَى الْمَـوْتَ أَعْـدَادَ النُّفُوسِ وَلَا أَرَى
بَعِيـداً غَـداً مَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ غَدِ
سـَتُبْدِي لَـكَ الْأَيَّـامُ مَـا كُنْتَ جَاهِلاً
وَيَأْتِيــكَ بِالْأَخْبَـارِ مَـنْ لَـمْ تُـزَوِّدِ
وَيَأتِيـكَ بِالْأَخْبَـارِ مَـنْ لَـمْ تَبِعْ لَهُ
بَتَاتـاً وَلَـمْ تَضـْرِبْ لَـهُ وَقْـتَ مَوْعِدِ
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).