
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا لــم يمحِّـص مـن شـوائبه الـودُّ
فلا ســالمت ســلمى ولا واصـلت هنـدُ
أرقــتُ وعـاف الليـلُ وصـلي وعفتُـه
ومـا زال حتى الفجر يعبث بي السهد
كــأنَّ الكــرى صــب كــأني رقيبـه
كــأنَّ الـدُّجى قلـب كـأني بـه وجـد
وبـي تحـت جنـح الليـل نـار هـواجس
بنـور سـناها تهتـدي العمي والرمد
أُصـــعِّد أنفاســـًا كـــأن شــرارها
كــواكبُ ليــلٍ ملــء أحشـائه وقْـد
أُصـــعِّد أنفاســـًا نضـــحن بعــبرة
علـى كبـد العليـاء مـن حرهـا برد
كــأنَّ فُــؤادي خافقًـا بيـن أضـلُعي
بقيـــة أوهـــام تخللهـــا نقــد
فــؤادي فــرت كــف الخطـوب إهـابه
فقـل فـي حـراب شـف عـن وخزها جلد
طــويتُ علـى وخـز الضـمير جوانحًـا
أهـاب بهـا دون التَّجلـد مـا يبـدو
أعــاتب دهــرًا لـم ترعنـي صـروفه
ولكـن حـرًّا كـاده فـي الـوغى عبـد
ومـا صـدني عـن منهـج الحـق باطـل
ورُبَّ همــام زاد فــي عزمــه الصـد
بكيــت شــبابًا مَزَّقتـه يـد الضـنى
علــى أنـه للـدهر مـن نسـجه بـرد
ومــا أســفي أنــي أمــوت صـبابة
ولكنَّنــي آســى ليــومٍ لــه وعــد
أمــاني عــافت دون ضــوء نهارهــا
ديـاجرُ ليـلٍ كـان يخبـو به الزند
سـأرعى نجومًـا دائبـات علـى السرى
وأرقــب فجـرًا ليـس مـن ليلـه بـد
فيـا وطنـي إن لـم تـرق فيك عيشتي
فسـوف يـروق العيـش يومًـا لمن بعد
ويــا أمــة حنــت لســالف مجــدها
ليهنـأْ برغم الدَّهر يومًا لك المجد
ســيحمد يــوم الـروع غيـر كمـاته
وينــدب أبْطَــالًا لــه مــوكب فـرد
كــأني بعــدنان وقـد ضـاء فجرهـا
ولاح بــذيل الأفــق طالعهـا السـعد
كــأنهمُ شــمس كــأنَّ الهــدى ضــحى
كـأَنَّ بنـي الغـبراء فـي ظلهم وفد
كــأنَّ العُلــى حلــي كــأنهمُ يــد
كــأنَّ الــورى جيـد كـأنَّهم العقـد
ومـن رد فـي نحـر العِـدى سهم كيدها
كفتـه العِـدى شـرًّا وأهنـأه الـرد
فيـا ابن الغد المأمول والزهر باسم
ربيــب دمـوع مـن كـرامٍ لـه جـدوا
أهـــابوا بـــأقلام كــأنَّ صــريرها
خلال بــروقٍ مــن قرائحهــم رعــد
أهـــابوا بــأقلام كــأنَّ مــدادها
قــذائف نــارٍ والطـروس لهـا وقـد
بعيشـك عيـش الرَّغـد هـل أنـت ذاكر
عظــام عظـام منهـمُ عيشـك الرغـد؟
فَمُــرَّ بهــم يومًــا وحَــيِّ قبـورهم
بأزهــار عليـاء لهـا لحـدهم مهـد
عفــاء علــى حــر طــواه زمــانه
ومــا لاســمه نشـرٌ إذا ذكـر النـد
لــدى هيكـل لا تأكـل النـارُ جنبَـه
ويَفجُـر ينبوعًـا لـه الحجـر الصـلد
ربيـب الحمـى هـل أنـت مـوفٍ بعهده؟
عليـك أيـا راعـي الحمى للحمى عهد
أترعــى بــروض ثــم تغفــل وَردهـ؟
عليــك حـرامٌ ذلـك الـروض والـوَرد
أتــروي بمــاءٍ ثــم تهمـل وِردهـ؟
عليــك حـرامٌ ذلـك المـاء والـوِرد
ظلمـــت ديــارًا أقفــرت جنباتهــا
وأمحلــن لا شــيح هنــاك ولا رنــد
فلا ســـقت الأنـــواء إلا مفـــاوزًا
بطـون ثراهـا لـو وعـت للعلى لحد
مراتـــع غـــزلانٍ تحـــرم صـــيدها
مصـارع أُسـْدٍ حـل منهـا لنا الصيد
دفنَّــا بهــا مُلكًــا وعـزًّا ومفخـرًا
جنــائز مجـد نعيهـا للـورى مجـد
رثاهـا كتـاب اللـه والـوحي مثلما
بكاها الهدى والحزم والعزم والرشد
دفنَّــا بهــا نـورًا لبسـنا بهـاءه
ولكنــه ســرعان مـا أخلـق الـبرد
فهـل مـن لعاب الشمس حِيكت ثيابُنا؟
علـى أنَّ خيـط الفجـر في الأفْق ممتد
مـتى تنشـر الأمـوات مـن طـي رمسـها
وتمشـي الهُوينا من مرابطها الأُسْد؟
رويــدك ليــس الأمــر مزحـة عـابث
ولا تصــدق الآمــال إن كــذب الجـد
عفـاء علـى الـدُّنيا إذا غَـمَّ خيرها
وعــارٌ إذا ينـزو علـى منـبر قـرد
وطئت بأقـــدامي جباهًـــا حريصــةً
يلــوح بهـا سـطر مـن الـذل مسـود
حـــرام ســجود المــرء إلا لرَبِّــه
وقَـدٌّ حنـاه الـذل أولـى بـه القِـدُّ
إذا مخــرت فلـكٌ إلـى سـاحل المنـى
فأوشــكْ بجــزرٍ للمنــى بعـده مَـد
يعــز علــى المكسـال يقضـي لبانـة
ولا يقطــع البتــار يصـحبه الغمـد
وخيـر أمـانيِّ الرِّجـال أولـي النُّهـى
سـطورٌ مِـنَ التَّاريـخ يحمـدها الخلد
لئن كـان فـي الإثـراء حليـة عاطـلٍ
فــإنَّ كريـم النَّفـس حليتـه الحمـد
رعـى اللـهُ آمـالًا خبـا الزند عندها
وخفــف آلامًــا ورى عنــدها الزنـد
محمد حبيب بن سليمان بن عبيد الله بن خليل العبيدي الأعرجي الحسيني الهاشمي الموصلي. نسبته (العبيدي) إلى جده (عبيد الله بن خليل البصير) مفتي الموصل وكبير شعرائها في القرن العشرين، وصاحب الأبيات السائرة على كل لسان:قد حوى القرآن نورا وهدى فعصـى القـرآن من لا يعقلمولده الموصل سنة 1882، وفي عام 1911 تركها إلى بيروت ومنها إلى الأستانة حيث انتسب هناك إلى هيئة علماء الشام وفيها ألقى قصيدته "ألواح الحقائق" في التنديد بعدوان الطليان على طرابلس الغرب، وعاد من الأستانة سنة 1922م بمرسوم تعيينه مفتيا للموصل ومثل العراق في مؤتمر الخلافة الإسلامية المنعقد في القاهرة سنة (1926) ثم كان من كبار المقربين إلى الملك فيصل في العهد الملكي في العراق، وله في الترويج لسياسة فيصل قصائد منها قصيدته : (العرب الكرام بين السيوف والأقلام) أنشدها بين يدي فيصل لدى زيارته الموصل في صفر سنة 1340وأولها:قد آن للأقلام يعلو صريرها= وللأُسْد أن يبدو جهارًا زئيرها#وكان يجيد اللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية وله نظم في اللغات الثلاث ومن آثاره "خطبة نادي الشرق" 1912 و"جنايات الإنكليز على البشر عامة وعلى المسلمين خاصة" ( بيروت 1916 بعناية عز الدين هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي)و"حبل الاعتصام ووجوب الخلافة في دين الإسلام" ( بيروت 1916،) و"ماذا في عاصمة العراق من سم وترياق" ( الموصل 1934) و"النصح والإرشاد لقمع الفساد" ( الموصل 1946، ) و"الفتوى الشرعية في جهاد الصهيونية" ( الموصل 1947) و" الجراثيم الثلاث الامراء والعلماء والنساء- خ " و" الغليل في رحلة وادي النيل -خ".وكان صديقا حميما للشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، التقيا كثيرا في العراق والقدس بفلسطين وقد ذكره الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه:"عقود حياتي "