
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقـد ألبسـتْ قـدَّ الربيـع يدُ المزنِ
ملابــسَ خضــرًا ذات لـونٍ علـى لـونِ
تفتَّحَــت الأكمــام عــن كــل زهـرة
وزهـرة قلـبي فـي كمـائمَ مـن حـزن
نديمــة روحـي كيـف أنـتِ فقـد ذوى
وقـد كان يزهي قبل بعد النوى غصني
نديمــة رُوحـي بَعـد بُعـدك لـم يكـن
ليضــحك لا واللــه مــن جـذل سـِنِّي
أمـــرُّ بـــروضٍ كنـــتِ بعــضَ وروده
وكنـتُ لـذاك البعـض مـن ورده أجني
فيـا لوعـة القلـب المُصاب إذا بدت
ورود خلـت فـي الروض من ذلك الحسن
ســلام علــى أحبــاب قلـبٍ لحُسـْنِهم
بقيــة نقـش فـي صـحائف مـن ذهنـي
رعــى اللـه مـن ورد الخـدود مقبلًا
ينمنمــه دمــع تحــدَّر مــن جفنـي
رعـى اللـه عهـدًا كـان يُحفـظ بيننا
وودًا طبعنــا فــوقه خــاتم الأمـن
رعـى اللـه أسـرارًا سـكرنا بخمرهـا
عشــية ضـمتنا يـد السـعد واليُمـن
حبيبــة روحـي خنـتِ بالعهـد بُعـدنا
ومـا كـان عهـدي هكـذا بـكِ أو ظني
نســيتُ ومــا أنســى بشــاطئ دجلـة
لواعــج وجْــدٍ حرَّكتهـا يـد اللحـن
نســيتُ ومــا أنسـى هنالـك بيننـا
سـفيرًا لوعـدٍ عنـك يحكيـه أو عنـي
نســيت ومــا أنسـى أحـاديث صـبوة
يرددهــا سـجع الحمـائم فـي أُذْنـي
نسـيت ومـا أنسـى مـن العمـر ساعة
هي العمر لو لم تعقب الوصل بالبين
حبيبـة روحـي أيـن أنـتِ وهـل لنـا
مـن الدهر يومٌ تلتقي العين بالعين
أيــذبل ورد الوصــل فينــا وإنـه
ربيـبُ دمـوع لـم تـزل منـكِ أو مني
نحــرت بلاد الـروم يـا غصـنها فمـا
لطـائرِ قلـبي فـي الجزيـرة مـن وكن
محمد حبيب بن سليمان بن عبيد الله بن خليل العبيدي الأعرجي الحسيني الهاشمي الموصلي. نسبته (العبيدي) إلى جده (عبيد الله بن خليل البصير) مفتي الموصل وكبير شعرائها في القرن العشرين، وصاحب الأبيات السائرة على كل لسان:قد حوى القرآن نورا وهدى فعصـى القـرآن من لا يعقلمولده الموصل سنة 1882، وفي عام 1911 تركها إلى بيروت ومنها إلى الأستانة حيث انتسب هناك إلى هيئة علماء الشام وفيها ألقى قصيدته "ألواح الحقائق" في التنديد بعدوان الطليان على طرابلس الغرب، وعاد من الأستانة سنة 1922م بمرسوم تعيينه مفتيا للموصل ومثل العراق في مؤتمر الخلافة الإسلامية المنعقد في القاهرة سنة (1926) ثم كان من كبار المقربين إلى الملك فيصل في العهد الملكي في العراق، وله في الترويج لسياسة فيصل قصائد منها قصيدته : (العرب الكرام بين السيوف والأقلام) أنشدها بين يدي فيصل لدى زيارته الموصل في صفر سنة 1340وأولها:قد آن للأقلام يعلو صريرها= وللأُسْد أن يبدو جهارًا زئيرها#وكان يجيد اللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية وله نظم في اللغات الثلاث ومن آثاره "خطبة نادي الشرق" 1912 و"جنايات الإنكليز على البشر عامة وعلى المسلمين خاصة" ( بيروت 1916 بعناية عز الدين هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي)و"حبل الاعتصام ووجوب الخلافة في دين الإسلام" ( بيروت 1916،) و"ماذا في عاصمة العراق من سم وترياق" ( الموصل 1934) و"النصح والإرشاد لقمع الفساد" ( الموصل 1946، ) و"الفتوى الشرعية في جهاد الصهيونية" ( الموصل 1947) و" الجراثيم الثلاث الامراء والعلماء والنساء- خ " و" الغليل في رحلة وادي النيل -خ".وكان صديقا حميما للشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، التقيا كثيرا في العراق والقدس بفلسطين وقد ذكره الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه:"عقود حياتي "