
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سلوا الموصل الحدباء عن علمائها
وقـد أقفلـت أبـواب كـل المدارسِ
إذا مـا طـوت كـف الزمان علومهم
وكـانوا كأمثـال الطلول الدوارس
فمـن ينشـر الـدين المُـبين لأهله
ويحميـه مـن طعـنٍ بـه مـن معاكس
يُعلِّمهــم أن يسـألوا أمـر دينهـم
ويكشـف عـن ليـلٍ من الجهل دامس
ســلام علــى عهــد السـلام وإنـه
ســلام حزيـن دامـع العيـن عـابس
يُفَكِّــر فــي حـظ العمـائم بعـدها
كمــا فكــرت نـاس بحـظ القلانـس
فيربــط كفيــه علـى قلـب ثاكـل
ويمســح عــن خـديه دمعـة بـائس
ولـو أبصـرتْ عينـاي للعلم ناصرًا
لمــا كنـتُ أبكيـه بمقلـة بـائس
فيــا لهفـي للعلـم مـن خفـرائه
إذا لـم يكونـوا دونـه مثل حارس
ويــا أســفى للمجـد مجـد محمـد
إذا مـا انطوى يومًا بطيِّ المدارس
عليـك سـلام اللـه منـي ابـنَ هاشم
وروحـي فدا نعليك يا ابن الأشاوس
أترضـى بنـار الجهـل تحـرق أمـة
أنـرتَ لهـا بـالعلم أفق النفائس
كتابــك فينــا مـن يُفسـرُه لنـا
إذا مــا فقـدنا كـل هـادٍ ودارس
حــديثك مـن يرويـه عنـك مسلسـلًا
فنـأمن فيـه مـن شـرور الدسـائس
شـريعتك الغـراء مـن يهتـدي بها
إذا مـا خلـت منها حدود المجالس
فعطفًــا رسـولَ اللـه إنَّ مصـابنا
أليـم لـدى حـظٍّ مـن الـدهر تاعس
مُصــابٌ عظيــم مــا نبُثُّــك بعضـه
وأعظــم منـه مـا بِطـيِّ الهـواجس
كــأن صــدور المســلمين مراجـلٌ
غَلــت فـوق نـارٍ لا تضـيء لقـابس
فيـا حسـرات القلـب هـل لـك مخرج
وحتـامَ فيـهِ أنـت رهـن المحـابس
إليـك إلهـي المشـتكى من ذُنوبنا
ويـا نفـس تُوبي من شرور الوساوس
ويـا نفحـات الفيـض من أرض طيبة
أتُقبــل عنـد اللـه توبـة يـائس
عليــك شــفيعَ المُــذنبين تحيـة
مـن القـوم مـن رطـب هنـاك ويابس
محمد حبيب بن سليمان بن عبيد الله بن خليل العبيدي الأعرجي الحسيني الهاشمي الموصلي. نسبته (العبيدي) إلى جده (عبيد الله بن خليل البصير) مفتي الموصل وكبير شعرائها في القرن العشرين، وصاحب الأبيات السائرة على كل لسان:قد حوى القرآن نورا وهدى فعصـى القـرآن من لا يعقلمولده الموصل سنة 1882، وفي عام 1911 تركها إلى بيروت ومنها إلى الأستانة حيث انتسب هناك إلى هيئة علماء الشام وفيها ألقى قصيدته "ألواح الحقائق" في التنديد بعدوان الطليان على طرابلس الغرب، وعاد من الأستانة سنة 1922م بمرسوم تعيينه مفتيا للموصل ومثل العراق في مؤتمر الخلافة الإسلامية المنعقد في القاهرة سنة (1926) ثم كان من كبار المقربين إلى الملك فيصل في العهد الملكي في العراق، وله في الترويج لسياسة فيصل قصائد منها قصيدته : (العرب الكرام بين السيوف والأقلام) أنشدها بين يدي فيصل لدى زيارته الموصل في صفر سنة 1340وأولها:قد آن للأقلام يعلو صريرها= وللأُسْد أن يبدو جهارًا زئيرها#وكان يجيد اللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية وله نظم في اللغات الثلاث ومن آثاره "خطبة نادي الشرق" 1912 و"جنايات الإنكليز على البشر عامة وعلى المسلمين خاصة" ( بيروت 1916 بعناية عز الدين هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي)و"حبل الاعتصام ووجوب الخلافة في دين الإسلام" ( بيروت 1916،) و"ماذا في عاصمة العراق من سم وترياق" ( الموصل 1934) و"النصح والإرشاد لقمع الفساد" ( الموصل 1946، ) و"الفتوى الشرعية في جهاد الصهيونية" ( الموصل 1947) و" الجراثيم الثلاث الامراء والعلماء والنساء- خ " و" الغليل في رحلة وادي النيل -خ".وكان صديقا حميما للشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، التقيا كثيرا في العراق والقدس بفلسطين وقد ذكره الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه:"عقود حياتي "