
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرى كــل طيــرٍ غــرَّدتْ تسـتفزني
عدمتُ شوادي الطير ما لي وما لها
وإن بارقًــا أبصـرتُ أَجَّـجَ زفرتـي
وإن أشــرقتْ شـمسٌ ذكـرتُ زوالهـا
وإن حرَّكـتْ أيـدي النسـائم ساكنًا
خشـيت علـى أوصال قلبي انفصالها
وترمـي قِسـِيُّ الفجـر أفئدةَ الـدُّجى
فأشـكو كما تشكو النجوم نبالها
أُنَهْنِـهُ مـن دمعي إذا الشمس آذنت
بغـرب وذيـل الأفـق وارى مثالهـا
وبـي هـاجسٌ مـن كـل لوحـة فطـرة
أُشــاهد معناهــا وأقـدر حالهـا
فتحزننــي هــذي وتلــك تســرني
وكــلٌّ معــانٍ قــد جهلـت مآلهـا
كـــأنيَ صـــب تيَّمتـــه مليحــة
فصـار يـرى فـي كـل شـيءٍ خيالها
ولا ظـبيَ لـي أشـكو إليـه جنايـة
علـــيَّ ولا خـــود أروم وصــالها
أظــن لروحــي مــن ورائيَ غـادة
وقــد حجبــت عَنِّـي لأمـر جمالهـا
بعمــرك مــا سـر الوجـود بغـامض
وإن جهلـتْ منَّـا اليميـن شـمالها
ومـا سـترت شـمس الحقيقـة نورها
وإن عميــت أبصـار قـوم حيالهـا
ومــا هــذه الأكـوان مزحـة عـابث
ولــو فقـه الإنسـان هـاب جلالهـا
حـرام علـى الإنسـان يشـقى بعقله
وعـار إذا ترضـى الهـداة ضـلالها
مهيـب صـدى الأفلاك فـي قبة الدجى
تسـائلنا هـل مـن يجيـب سـؤالها
وفــي سـاحة الأرواح نغْمـة شـاعر
تميـد بـه الـدنيا إذا هو قالها
مـتى يخلـع الإنسـانُ ثـوب غـروره
وتلبــس نفـس بعـد نقـص كمالهـا
تَبطَّــن غيًّــا واســتباح محرَّمًــا
وحــرَّم مـن هـذي الحيـاة حلالهـا
فلـو نطقـت أرض شـكت مـن سمائها
وحـتى سـهول الأرض تشـكو جبالهـا
تسـيل دمـوعي رحمـةً لبنـي الـورى
فرُحمـاك ربـي اقتصَّ ممن أسا لها
أعـوذ بـرب الأرض مـن شـر أهلهـا
ومـن عـثرات للـورى مـا أقالهـا
ومـا ينجلـي خيـر الحيـاة وشـرها
إذا لــم يُجـرِّد مجتلوهـا نصـالها
محمد حبيب بن سليمان بن عبيد الله بن خليل العبيدي الأعرجي الحسيني الهاشمي الموصلي. نسبته (العبيدي) إلى جده (عبيد الله بن خليل البصير) مفتي الموصل وكبير شعرائها في القرن العشرين، وصاحب الأبيات السائرة على كل لسان:قد حوى القرآن نورا وهدى فعصـى القـرآن من لا يعقلمولده الموصل سنة 1882، وفي عام 1911 تركها إلى بيروت ومنها إلى الأستانة حيث انتسب هناك إلى هيئة علماء الشام وفيها ألقى قصيدته "ألواح الحقائق" في التنديد بعدوان الطليان على طرابلس الغرب، وعاد من الأستانة سنة 1922م بمرسوم تعيينه مفتيا للموصل ومثل العراق في مؤتمر الخلافة الإسلامية المنعقد في القاهرة سنة (1926) ثم كان من كبار المقربين إلى الملك فيصل في العهد الملكي في العراق، وله في الترويج لسياسة فيصل قصائد منها قصيدته : (العرب الكرام بين السيوف والأقلام) أنشدها بين يدي فيصل لدى زيارته الموصل في صفر سنة 1340وأولها:قد آن للأقلام يعلو صريرها= وللأُسْد أن يبدو جهارًا زئيرها#وكان يجيد اللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية وله نظم في اللغات الثلاث ومن آثاره "خطبة نادي الشرق" 1912 و"جنايات الإنكليز على البشر عامة وعلى المسلمين خاصة" ( بيروت 1916 بعناية عز الدين هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي)و"حبل الاعتصام ووجوب الخلافة في دين الإسلام" ( بيروت 1916،) و"ماذا في عاصمة العراق من سم وترياق" ( الموصل 1934) و"النصح والإرشاد لقمع الفساد" ( الموصل 1946، ) و"الفتوى الشرعية في جهاد الصهيونية" ( الموصل 1947) و" الجراثيم الثلاث الامراء والعلماء والنساء- خ " و" الغليل في رحلة وادي النيل -خ".وكان صديقا حميما للشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، التقيا كثيرا في العراق والقدس بفلسطين وقد ذكره الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه:"عقود حياتي "