
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكــرتْ عهــد الحمـى مـن قـدم
فغــدت تــذرف دمعًــا مـن دمِ
ولــوت مثــل اليتـامى جيـدها
وكــذاك الــذل شــأن اليُتَّـم
وقفــت تنــدب مجــدًا ضــائعًا
فــي ديــار عافيــات الأرسـم
وقفــت ترثــي كرامًــا غـبروا
عرَّفـوا الأقـوام معنـى الكـرم
دوَّخـوا الأقطـار بالسـيف كمـا
دوَّنـــوا أســفارها بــالقلم
وقفــت تشــكو إلــى خالقهــا
نكبــة الشــرق وذل المســلم
ولقـــد ذاب حشـــاها كمـــدًا
فجــرى مــن عينهـا كالعنـدم
وجــرى مثــل الأيــامى دَمعهـا
رَبِّ مــن يمســح دمــع الأيــم
أو كثكلـــى فقــدت واحــدها
فهْـي مـا دام المـدى في مأتم
مــن بنــات العـرب إلا أنهـا
حســبوها مــن بنــات العجـم
موقـــف ينفطــر القلــب لــه
ويلــذ المــوت فــي مزدحـم
تلك عقبى الجهل يا بنت العلى
ورزايـــا أمــة لــم تعلــم
فانــدب العلــم لأقـوام قضـوا
شــهداء الجهــل فــي حيهــم
كيـــف تحيــا أُمَّــة جاهلــة
إنَّ بـــالعلم حيـــاة الأمـــم
وقفــت والطــرف منهـا شـاخص
وقفــة الملتجــئ المســترحمِ
بابتهــالٍ يــدها قــد رُفعــت
للســـموات بجُنـــح الظُّلَـــم
ربِّ رُحمــاك إليــك المشــتكى
هـل يفيـق القـوم مـن نـومهم
رب إن القـــوم أُســـْد ربضــت
وســتلقى المـوت إن لـم تقـم
فنهوضـًا يـا بنـي قـومي إلـى
شـــرف عـــالٍ ومجــد مُعلَــم
حيـثُ شـمس السـعي بـادٍ نورها
كـاد أن يُبصـرها حـتى العمـي
ليــس للإنســان إلا مــا سـعى
وأخــو الســعي حميـد الشـيم
فســلام اللــه يغشــى أوجهــاً
لسـوى نيـل العلـى لـم تبسم
وسـقى الغيـثُ قبـورًا لـو درى
أهلهـا مـا قـد جـرى لـم تنم
يـا نيامـاً ليتهـم تحت الثرى
عـاينوا مـا فـوقه فـي الحلم
فـاذرفنَّ الـدمع يـا جفـن علـى
أمـــة عضــت بنــان النــدم
تلك عُقبى الهزل يا بنت العلى
وتــواني القــوم فــي جـدهم
فانـدبي السـعي لقـوم كسـلوا
فأصـــيبوا بنبـــال النقــم
كيـــف تنجــو أُمَّــة خاملــة
إن بالســـعي نجـــاة الأمـــم
محمد حبيب بن سليمان بن عبيد الله بن خليل العبيدي الأعرجي الحسيني الهاشمي الموصلي. نسبته (العبيدي) إلى جده (عبيد الله بن خليل البصير) مفتي الموصل وكبير شعرائها في القرن العشرين، وصاحب الأبيات السائرة على كل لسان:قد حوى القرآن نورا وهدى فعصـى القـرآن من لا يعقلمولده الموصل سنة 1882، وفي عام 1911 تركها إلى بيروت ومنها إلى الأستانة حيث انتسب هناك إلى هيئة علماء الشام وفيها ألقى قصيدته "ألواح الحقائق" في التنديد بعدوان الطليان على طرابلس الغرب، وعاد من الأستانة سنة 1922م بمرسوم تعيينه مفتيا للموصل ومثل العراق في مؤتمر الخلافة الإسلامية المنعقد في القاهرة سنة (1926) ثم كان من كبار المقربين إلى الملك فيصل في العهد الملكي في العراق، وله في الترويج لسياسة فيصل قصائد منها قصيدته : (العرب الكرام بين السيوف والأقلام) أنشدها بين يدي فيصل لدى زيارته الموصل في صفر سنة 1340وأولها:قد آن للأقلام يعلو صريرها= وللأُسْد أن يبدو جهارًا زئيرها#وكان يجيد اللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية وله نظم في اللغات الثلاث ومن آثاره "خطبة نادي الشرق" 1912 و"جنايات الإنكليز على البشر عامة وعلى المسلمين خاصة" ( بيروت 1916 بعناية عز الدين هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي)و"حبل الاعتصام ووجوب الخلافة في دين الإسلام" ( بيروت 1916،) و"ماذا في عاصمة العراق من سم وترياق" ( الموصل 1934) و"النصح والإرشاد لقمع الفساد" ( الموصل 1946، ) و"الفتوى الشرعية في جهاد الصهيونية" ( الموصل 1947) و" الجراثيم الثلاث الامراء والعلماء والنساء- خ " و" الغليل في رحلة وادي النيل -خ".وكان صديقا حميما للشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء، التقيا كثيرا في العراق والقدس بفلسطين وقد ذكره الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في كتابه:"عقود حياتي "