
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جـاؤُوا معاً فَيْلَقاً جَأْواءَ مُشْعَلَةً
لِلْمَـوْتِ تُمْـرِي وَلِلْأَبْطـالِ تَقْتَسـِرُ
صـَرِيفُ أَنْيابِها صَوْتُ الْحَدِيدِ إِذا
فَـضَّ الْحَدِيثَ بِها أَبْناؤُها الْوُفُرُ
وَدَرُّهـا الْمَوْتُ يُقْرَى فِي مَخالِبِها
لِلْـوارِدينَ يُـوَفِّي شـُرْبَهُ الْقَـدَرُ
مَـنِ اقْتَراهـا قَرَتْ كَفَّاهُ حَتْفَهُما
أَوِ اجْتَلاهـا بَـدا مِنْهـا لَهُ غِيَرُ
فِـي جَوِّها الْبِيضُ وَالْماذِيُّ مُخْتَلِطٌ
وَالْجُـرْدُ وَالْمُرْدُ وَالْخَطِيَّةُ السُّمُرُ
حَتَّـى إِذا واجَهَتْهُـمْ وَهْـيَ كالِحَةٌ
شـَوْهاءُ مِنْها حِمامُ الْمَوْتِ يُنْتَظَرُ
جــاءَتْ بِكُــلِّ كَمِـيٍّ مُعْلِـمٍ ذَكَـرٍ
فِـي كَفِّـهِ ذَكَـرٌ يَسـْعَى بِـهِ ذَكَـرُ
مُسـْتَوْرِدِينَ الْـوَغَى لِلْمَـوْتِ رَدَّهُمُ
يَـوْمَ الْحِفـاظِ عَلـى ذُوَّادِهِمْ عَسِرُ
لَهُمْ سَرابِيلُ مِنْ ماءِ الْحَدِيدِ وَمِنْ
نَضـْحِ الـدِّماءِ سـَرابِيلٌ لَهُمْ أُخَرُ
مُظــاهَراتٌ عَلَيْهِـمْ يَـوْمَ بَأْسـِهِمُ
لَوْنـانِ جُـوْنٌ وَأُخْـرَى فَوْقَها حُمُرُ
فِـي يَوْمِ حَتْفٍ يُهالَ النَّاظِرُونَ لَهُ
مـا إِنْ تَبِيـنُ بِـهِ شـَمْسٌ وَلا قَمَرُ
فَـالْبِيضُ يَهْتِفْـنَ وَالْأَبْصارُ طامِحَةٌ
مِمَّـا تَـرى وَخُـدُودُ الْقَوْمِ تَنْعَفِرُ
تَكْســُوهُمُ مُرْهَفـاتٌ غَيْـرُ مُحْدَثَـةٍ
يَشـْفِي اخْتِلاسُ ظُباهـا مَنْ بِهِ صَعَرُ
هِنْدِيَّـةٌ كاشـْتِعالِ الْبَرْقِ يَعْصِمُهُمْ
بِهـا مَغـاوِيرُ عَـنْ أَحْسابِهِمْ غُيُرُ
الرَّبِيعُ بنُ زِيادِ العَبْسِيُّ، سَيِّدٌ مِنْ ساداتِ قَبِيلَةِ عَبْسٍ، وَأَحَدُ دُهاةِ العَرَبِ وَشُجْعانِهِمْ، وَهُوَ أَحَدُ الكَمَلَةِ مِن أَوْلادِ فاطِمَةَ بِنْتِ الخُرْشُبِ إِحْدَى المُنْجَباتِ فِي العَرَبِ، وَكانَ الرَّبِيعُ مقرّباً مِنَ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ ملكِ الحِيْرَةِ، ثُمَّ أَقْصاهُ النُّعْمانُ عَنْ مَجْلِسِهِ بِسَبَبِ حادِثَةٍ وَقَعَتْ بَيْنَ الرّبيعِ ولَبيدِ بنِ رَبيعةَ، وَقَدْ شَهِدَ الرَّبِيعُ حَرْبَ داحِس وَالغَبراءَ وَكانَ مِنْ قادَةِ عَبْسٍ فِيها.