
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذَكَـرْتُ أَخِـي بَعْـدَ نَـوْمِ الخَلِـيِّ
فَانْحَـدَرَ الـدَّمْعُ مِنِّـي انْحِدارا
وَخَيْــــلٍ لَبِســـْتَ لِأَبْطالِهـــا
شــَلِيلاً وَدَمَّــرْتَ قَوْمـاً دَمـارا
تَصـــَيَّدُ بِالرُّمْـــحِ رَيْعانَهــا
وَتَهْتَصـِرُ الكَبْـشَ مِنْها اهْتِصارا
فَأَلْحَمْتَهـا القَـوْمَ تَحْـتَ الوَغَى
وَأَرْســَلْتَ مُهْـرَكَ فِيهـا فَغـارَا
يَقِيــــنَ وَتَحْســـَبُهُ قَـــافِلاً
إِذا طــابَقَتْ وَغَشـِينَ الحِـرارَا
فَــذَلِكَ فــي الجَــدِّ مَكْرُوهُــهُ
وَفي السِّلْمِ تَلْهُو وَتُرْخِي الإِزَارا
وَهَــــاجِرَةٍ حَرُّهــــا صـــاخِدٌ
جَعَلْــتَ رِدَاءَكَ فِيهــا خِمــارا
لِتُــدْرِكَ شــَأْواً عَلَــى قُرْبِــهِ
وَتَكْسـِبَ حَمْـداً وَتَحْمِـي الذِّمارا
وَتُـرْوِي السـِّنانَ وَتُـرْدِي الكَمِيَّ
كَمِرْجَــلِ طَبَّاخَــةٍ حِيــنَ فَـارا
وَتُغْشـِي الخُيُـولَ حِيـاضَ النَّجِيعِ
وَتُعْطِـي الجَزِيلَ وَتُرْدِي العِشَارا
كَـــأَنَّ القُتُـــودَ إِذا شــَدَّها
عَلَـى ذِي وُسـُومٍ تُبَـارِي صـِوارا
تَمَكَّـــنَ فــي دِفْــءِ أَرْطــاتِهِ
أَهَــاجَ العَشــِيُّ عَلَيْـهِ فَثَـارا
فَـــدارَ فَلَمَّـــا رَأَى ســِرْبَها
أَحَــسَّ قَنِيصــاً قَرِيبـاً فَطَـارا
يُشــــَقَّقُ ســـِرْبالُهُ هـــاجِراً
مِـنَ الشـَّدِّ لَمَّـا أَجَـدَّ الفِرارا
فَبــــاتَ يُقَنِّـــصُ أَبْطالَهـــا
وَيَنْعَصـِرُ المـاءُ مِنْـهُ انْعِصارا
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.