
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَحَلَـتْ قُتَيْلَةُ عِيرَها قَبْلَ الضُّحَى
وَأَخالُ أَنْ شَحَطَتْ بِجارَتِها النَّوَى
أَوَ كُلَّمـا رَحَلَـتْ قُتَيْلَـةُ غُـدْوَةً
وَغَــدَتْ مُفارِقَــةً لِأَرْضـِهِمُ بَكَـى
وَلَقَـدْ رَكِبْتُ عَلَى السَّفِينِ مُلَجَّجاً
أَذَرُ الصَّدِيقَ وَأَنْتَحِي دارَ الْعِدَى
وَلَقَـدْ دَخَلْـتُ الْبَيْتَ يُخْشَى أَهْلُهُ
بَعْـدَ الْهُدُوِّ وَبَعْدَما سَقَطَ النَّدَى
فَوَجَـدْتُ فِيـهِ طَفْلَـةً قَـدْ زُيِّنَـتْ
بِـالْحَلْيِ تَحْسَبُهُ بِها جَمْرَ الْغَضا
فَنَعِمْـتُ بـالاً إِذْ أَتَيْـتُ فِراشَها
وَسـَقَطْتُ مِنْها حِينَ جِئْتُ عَلَى هَوَى
فَبِتِلْـكَ لَـذَّاتُ الشـَّبابِ قَضَيْتُها
عَنِّـي فَسـائِلْ بَعْضـَهُمْ ماذا قَضَى
قَـدْحَ الـذُّبابِ فَلَيْسَ يُورِي قَدْحَهُ
لا حاجَــةً قَضــَّى وَلا مـالاً نَمـا
فَـارْفَعْ ضـَعِيفَكَ لا يَحُلْ بِكَ ضَعْفُهُ
يَوْمـاً فتُدْرِكَهُ الْعَواقِبُ قَدْ نَما
يَجْزِيـكَ أَوْ يُثْنِـي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ
أَثْنَـى عَلَيْكَ بِما فَعَلْتَ كَمَنْ جَزَى
إَِنَّ الْكَرِيـمَ إِذا أَرادَ وِصـالَنا
لَـمْ يُلْفِ حَبْلِي واهِياً رَثَّ الْقُوى
أَرْعَــى أمـانَتَهُ وَأَحْفَـظُ غَيْبَـهُ
جَهْـدِي فَيَـأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ ما أَتَى
وَرَقةُ بن نَوْفَل بن أَسَد بن عبد العُزَّى، شاعرٌ مخضرمٌ مِنْ قريشٍ، وحكيمٌ كان يقرأُ التوراةَ والإنجيلَ في الجاهليّة، ويكتبُ العربيّة بالحروف العِبرانيّة، وهو من الأحنافِ الذين حرّموا على أنفسهم أكلَ ذبائحِ الأصنامِ، اختُلِف في دينِه فمنهم من قالَ إنّه كان يهوديًّا وآخرون يقولون كان مسيحيًّا، أدركَ بدايةَ بعثةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقيل إنّه آمن به، ويعدّه بعض المؤرّخين من الصّحابة. أمَّا شِعْره فقد سارَ فيه سَيْر الحِكْمة، ووصفَ في أبياتٍ له قصة تجارةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأموالِ خديجة.