
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَشـِدْتَ وَأَنْعَمْـتَ ابْـنَ عَمْـرٍو وَإِنَّما
تَجَنَّبْـتَ تَنُّـوراً مِـنَ النَّـارِ حامِيا
بِــدِينِكَ رَبّــاً لَيْــسَ رَبٌّ كَمِثْلِــهِ
وَتَرْكِـكَ أَوْثـانَ الطَّـواغِي كَما هِيا
وَإِدْراكَـكَ الـدِّينَ الَّـذِي قَدْ طَلَبْتَهُ
وَلَـمْ تَـكُ عَـنْ تَوْحِيـدِ رَبِّـكَ ساهِيا
فَأَصــْبَحْتَ فِـي دارٍ كَرِيـمٍ مُقامُهـا
تُعَلَّــلُ فِيهــا بِالْكَرامَــةِ لاهِيـا
تُلاقِـي خَلِيـلَ اللـهِ فِيها وَلَمْ تَكُنْ
مِنَ النَّاسِ جَبَّاراً إِلى النَّارِ هاوِيا
وَقَــدْ تُـدْرِكُ الْإِنْسـانُ رَحْمَـةَ رَبِّـهِ
وَلَـوْ كـانَ تَحْتَ الْأَرْضِ سَبْعِينَ وادِيا
أَقُــولُ إِذا جـاوَزْتُ أَرْضـاً مَخُوفَـةً
حَنانَيْــكَ لا تُظْهِـرْ عَلَـيَّ الْأَعادِيـا
حَنانَيْـكَ إِنَّ الْجِـنَّ كـانَتْ رَجـاءَهُمْ
وَأَنْــتَ إِلَهِــي رَبَّنــا وَرَجائِيــا
أَدِيـــنُ لِـــرَبٍّ يَســْتَجِيبُ وَلا أُرَى
أَدِيـنُ لِمَـنْ لا يَسـْمَعُ الدَّهْرَ داعِيا
أَقُــولُ إِذا صـَلَّيْتُ فِـي كُـلِّ بِيعَـةٍ
تَبـارَكْتَ قَـدْ أَكْفَـأْتُ بِاسْمِكَ داعِيا
وَرَقةُ بن نَوْفَل بن أَسَد بن عبد العُزَّى، شاعرٌ مخضرمٌ مِنْ قريشٍ، وحكيمٌ كان يقرأُ التوراةَ والإنجيلَ في الجاهليّة، ويكتبُ العربيّة بالحروف العِبرانيّة، وهو من الأحنافِ الذين حرّموا على أنفسهم أكلَ ذبائحِ الأصنامِ، اختُلِف في دينِه فمنهم من قالَ إنّه كان يهوديًّا وآخرون يقولون كان مسيحيًّا، أدركَ بدايةَ بعثةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقيل إنّه آمن به، ويعدّه بعض المؤرّخين من الصّحابة. أمَّا شِعْره فقد سارَ فيه سَيْر الحِكْمة، ووصفَ في أبياتٍ له قصة تجارةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأموالِ خديجة.