
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتُبْكِـــرُ أَمْ أَنْــتَ الْعَشــِيَّةَ رائِحُ
وَفِـي الصـَّدْرِ مِنْ إِضْمارِكَ الْحُبَّ فادِحُ
لِفُرْقَـــةِ قَــوْمٍ لا نُحِــبُّ فِراقَهُــمْ
كَأَنَّــكَ عَنْهُــمْ بَعْـدَ يَـوْمَيْنِ نـازِحُ
وَأَخْبــارِ صــِدْقٍ خَبَّــرَتْ عَـنْ مُحَمَّـدٍ
يُخَبِّرُهــا عَنْــهُ إِذا غــابَ ناصــِحُ
فَتـاكِ الَّـذِي وَجَّهْـتِ يـا خَيْـرَ حُـرَّةٍ
بِغَــوْرٍ وَبِالنَّجْـدَيْنِ حَيْـثُ الصَّحاصـِحُ
إِلَى سُوقِ بُصْرَى فِي الرِّكابِ الَّتِي غَدَتْ
وَهُــنَّ مِــنَ الْأَحْمــالِ قُعْـصٌ دَوالِـحُ
فَخَبَّرَنــا عَــنْ كُــلِّ حِبْــرٍ بِعِلْمِـهِ
وَلِلْحَـــقِّ أَبْـــوابٌ لَهُــنَّ مَفاتِــحُ
بِـأَنَّ ابْـنَ عَبْـدِ اللـهِ أَحْمَـدَ مُرْسَلٌ
إِلَـى كُـلِّ مَـنْ ضـُمَّتْ عَلَيْـهِ الْأَباطِـحُ
وَظَنِّــي بِـهِ أَنْ سـَوْفَ يُبْعَـثُ صـادِقاً
كَمـا أُرْسـِلَ الْعَبْـدانِ هُـودٌ وَصـالِحُ
وَمُوســَى وَإِبْراهِيـمُ حَتَّـى يُـرَى لَـهُ
بَهــاءٌ وَمَنْشـُورٌ مِـنَ الـذِّكْرِ واضـِحُ
وَيَتْبَعُـــهُ حَيَّـــا لُـــؤَيٍّ جَماعَــةً
شـــَبابُهُمُ وَالْأَشـــْيَبُونَ الْجَحاجِــحُ
فَـإِنْ أَبْـقَ حَتَّـى يُـدْرِكَ النَّاسُ دَهْرَهُ
فَــإِنِّي بِــهِ مُسْتَبْشـِرُ الْـوُدِّ فـارِحُ
وَإِلَّا فَــإِنِّي يــا خَدِيجَــةُ فَـاعْلَمِي
عَـنَ ارْضـِكِ فِـي الْأَرْضِ الْعَرِيضَةِ سائِحُ
فَمُتَّبِــعٌ دِيــنَ الَّـذِي أَسـَّسَ الْهُـدَى
وَكُـلٌّ لَـهُ فَضـْلٌ عَلـى الـدِّينِ راجِـحُ
وَأَســـَّسَ بُنْيانــاً بِمَكَّــةَ ثابِتــاً
تَلَأْلَأُ فِيـــهِ بِـــالظَّلامِ الْمَصـــابِحُ
مُنِيفــاً عَلــى تَشــْيِيدِ كُـلِّ مُشـَيَّدٍ
عَلـى بـابِهِ ذِي الْعُرْوَتَيْـنِ الصَّفائِحُ
مَآبــاً لِأَفْنــاءِ الْقَبــائِلِ كُلِّهــا
تَخُــــبُّ إِلَيْــــهِ الْيَعْمَلاتُ الطَّلائِحُ
حَراجِيـجُ حَـرْبٍ قَـدْ كَلَلْـنَ مِنَ السُّرَى
تَعَلَّــقُ فِــي أَرْســاغِهِنَّ الســَّوابِحُ
وَرَقةُ بن نَوْفَل بن أَسَد بن عبد العُزَّى، شاعرٌ مخضرمٌ مِنْ قريشٍ، وحكيمٌ كان يقرأُ التوراةَ والإنجيلَ في الجاهليّة، ويكتبُ العربيّة بالحروف العِبرانيّة، وهو من الأحنافِ الذين حرّموا على أنفسهم أكلَ ذبائحِ الأصنامِ، اختُلِف في دينِه فمنهم من قالَ إنّه كان يهوديًّا وآخرون يقولون كان مسيحيًّا، أدركَ بدايةَ بعثةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقيل إنّه آمن به، ويعدّه بعض المؤرّخين من الصّحابة. أمَّا شِعْره فقد سارَ فيه سَيْر الحِكْمة، ووصفَ في أبياتٍ له قصة تجارةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأموالِ خديجة.