
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا لَلرِّجـال لِصـَرْفِ الدَّهْرِ وَالْقَدَرِ
وَمـا لِشـَيْءٍ قَضـاهُ اللـهُ مِـنْ غِيَرِ
حَتَّــى خَدِيجَــةُ تَــدْعُونِي لِأُخْبِرَهـا
وَمـا لَنـا بِخَفِـيِّ الْغَيْـبِ مِـنْ خَبَرِ
فَكــانَ مــا سـَأَلَتْ عَنْـهُ لِأُخْبِرَهـا
أَمْـراً أَراهُ سـَيَأْتِي النَّاسَ عَنْ أُخُرِ
فَخَبَّرَتْنِــيَ عَــنْ أَمْــرٍ سـَمِعْتُ بِـهِ
فِيمـا مَضَى مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ وَالْعُصُرِ
بِـــأَنَّ أَحْمَــدَ يَــأْتِيهِ فَيُخْبِــرُهُ
جِبْـرِيلُ: إِنَّـكَ مَبْعُـوثٌ إِلَـى الْبَشَرِ
فَقُلْــتُ عَـلَّ الَّـذِي تَرْجِيـنَ يُنْجِـزُهُ
لَـكِ الْإِلَـهُ فَرَجِّـي الْخَيْـرَ وَانْتَظِرِي
وَأَرْســِلِيهِ إِلَيْنــا كَــيْ نُسـائِلَهُ
عَنْ أَمْرِهِ ما يَرَى فِي النَّوْمِ وَالسَّهَرِ
فَقـالَ حِيـنَ أَتانـا مَنْطِقـاً عَجَبـاً
يَقِـفُّ مِنْـهُ أَعـالِي الْجِلْـدِ وَالشَّعَرِ
إِنِّـي رَأَيْـتُ أَمِيـنَ اللـهِ واجَهَنِـي
فِـي صـُورَةٍ أُكْمِلَـتْ فِي أَهْيَبِ الصُّوَرِ
ثُـمَّ اسـْتَمَرَّ فَكـانَ الْخَـوْفُ يَذْعَرُنِي
مِمَّـا يُسـَلِّمُ مِـنْ حَـوْلِي مِـنَ الشَّجَرِ
فَقُلْتُ: ظَنِّـي -ومـا أَدْرِي أَيَصْدُقُنِي-
أَنْ سـَوْفَ يُبْعَـثُ يَتْلُـو مُنْزَلَ السُّوَرِ
وَسـَوْفَ يَأْتِيـكَ -إِنْ أَعْلَنْتَ دَعْوَتَهُمْ-
مِــنَ الْجِهــادِ بِلا مَــنٍّ وَلا كَــدَرِ
وَرَقةُ بن نَوْفَل بن أَسَد بن عبد العُزَّى، شاعرٌ مخضرمٌ مِنْ قريشٍ، وحكيمٌ كان يقرأُ التوراةَ والإنجيلَ في الجاهليّة، ويكتبُ العربيّة بالحروف العِبرانيّة، وهو من الأحنافِ الذين حرّموا على أنفسهم أكلَ ذبائحِ الأصنامِ، اختُلِف في دينِه فمنهم من قالَ إنّه كان يهوديًّا وآخرون يقولون كان مسيحيًّا، أدركَ بدايةَ بعثةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقيل إنّه آمن به، ويعدّه بعض المؤرّخين من الصّحابة. أمَّا شِعْره فقد سارَ فيه سَيْر الحِكْمة، ووصفَ في أبياتٍ له قصة تجارةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأموالِ خديجة.