
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِــنْ طــارِقٍ زارَنـا يَعْسـِفُ
دُموعُـــكَ ســـافِحُها يَــذْرِفُ
أَمِ الْهَـمُّ ضـَافَكَ بَعْدَ الْهُجُوعِ
فَجَنْبِـــي لِضـــَائِفِهِ أَحْنَــفُ
يُخــالِفُنِي عَـنْ فِـرَاشٍ وَتِبْـرٍ
وَغَيْـــرِي بِمَضـــْجَعِهِ أَلْطَــفُ
لِمَــا خَبَّرَتْنِــيَ عَـنْ حِبْرِهـا
بِصــِدْقِ الْحَـدِيثِ وَقَـدْ يَحْلِـفُ
خَدِيجَــةُ عَــنْ خَبَــرٍ حَــادِثٍ
أَشــاعَ الْحَـدِيثَ بِـهِ الْأَشـْرَفُ
وَأَبْرَهَــةُ الْقَــسُّ فِـي ذِكْـرِهِ
غَــدَاةَ تَــرَاءَى لَـهُ الْأُسـْقُفُ
تَتَــابَعُ أَخْبَـارُهُمْ بِالصـَّوَابِ
وَغَيْـرِي بِمـا أَخْبَـرُوا أَعْـرَفُ
فَقَـالُوا لِأَحْمَـدَ قَـوْلاً عَجِيبـاً
تَكـــادُ الْبِلادُ بِــهِ تَرْجُــفُ
بِـأَنْ سـَوْفَ يَتْبَعُـهُ مِـنْ لُـؤَيٍّ
ذَوُو الـرَّأْيِ وَالْعِـزِّ والْأَضـْعَفُ
فَيَظْهَرُ فِي النَّاسِ مِنْ بَعْدِ حِيْنٍ
ضـــَياءٌ لَــهَ ســَبَلٌ مُســْدِفُ
فَيَتْبَــعُ ذَلِــكَ مَــنْ شــاءَهُ
وَيُصــْرَفُ عَـنْ ذَاكَ مَـنْ يُصـْرَفُ
فَخَيْـــرُ الْبَرِيَّــةِ أَتْبــاعُهُ
وَشــَرُّ الْبَرِيَّــةِ مَــنْ يَصـْدِفُ
فَيَـا لَيْتَنِـي كُنْـتُ فِـي دَهْرِهِ
فَيَعْلَـــمَ أَنِّـــيَ لا أَجْنَـــفُ
فَـأُبْلِيَ فِـي اللهِ خَيْرَ البَلاءِ
وَإِنْ كـــانَ ذَلِــكَ لا أُخْلِــفُ
مَوَاعِيــدَ مَـنْ كُنْـتُ وَاعَـدْتُهُ
وَمَــنْ أَنَــا فِـي بِـرِّهِ أَرْؤُفُ
وَإلَّا فَــــإِنِّي إِذَنْ ســــائِحٌ
وَفِهْـــرٌ بِأَوْطانِهـــا عُكَّــفُ
فَأُمْســِي وَأُصــْبِحُ فِـي هِمَّتِـي
وَبَيْنِـــي وَبَيْنَكُـــمُ نَفْنَــفُ
وَرَقةُ بن نَوْفَل بن أَسَد بن عبد العُزَّى، شاعرٌ مخضرمٌ مِنْ قريشٍ، وحكيمٌ كان يقرأُ التوراةَ والإنجيلَ في الجاهليّة، ويكتبُ العربيّة بالحروف العِبرانيّة، وهو من الأحنافِ الذين حرّموا على أنفسهم أكلَ ذبائحِ الأصنامِ، اختُلِف في دينِه فمنهم من قالَ إنّه كان يهوديًّا وآخرون يقولون كان مسيحيًّا، أدركَ بدايةَ بعثةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقيل إنّه آمن به، ويعدّه بعض المؤرّخين من الصّحابة. أمَّا شِعْره فقد سارَ فيه سَيْر الحِكْمة، ووصفَ في أبياتٍ له قصة تجارةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأموالِ خديجة.