
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مَـن بِمَغـدى الشـَّمسِ أَو بِمَراحِها
أَو مَــن يَكــونَ بِقرنِهـا المُتنـازِحِ
قُــل لِلقَوافِــل وَالغـزيِّ إِذا غَـزَوا
وَالبـــاكِرينَ وَلِلمُجِـــدِّ الـــرَّائِحِ
إِنَّ الســـَّماحَةَ وَالمُـــروءَةَ ضــُمِّنا
قَـبراً بمَـرو عَلـى الطَّريـقِ الواضـِحِ
فَــإِذا مَــرَرتَ بِقَــبرِهِ فَـاعقِر بِـهِ
كُــومَ الهِجــانِ وَكُــلَّ طِــرفٍ سـابِحِ
وَاِنضــَح جَــوانِبَ قَــبرِهِ بِــدِمائِها
فَلَقَـــد يَكــونُ أَخــا دَمٍ وَذَبــائِحِ
وَاظهَـــر بِبِزَّتـــهِ وَعَقــدِ لــوائِهِ
وَاِهتِــف بــدَعوة مُصــلتينَ شــَرامِحِ
آبَ الجُنـــودَ مُعقِّبـــاً أَو قــافِلاً
وَأَقـــامَ رَهـــنَ حفيــرَةٍ وَضــَرائِحِ
وَأَرى المَكــارِمَ يَــومَ زيـلَ بِنَعشـِهِ
زالَـــت بِفَضـــلِ فَضــائِلٍ وَمَــدائِحِ
وَخَلَـــت مَنـــابِرُهُ وَحُـــطَّ ســُروجُهُ
عَـــن كُــلِّ ســَلهَبَةٍ وَطِــرفٍ طامِــحِ
وَكَفــى لَنــا حَزَنــاً بِبَيــتٍ حَلَّــهُ
أُخــرى المنـونَ فَلَيـسَ عَنـهُ بِبـارِحِ
رَجَفَـــت لِمَصـــرَعِه البِلادُ فَأَصــبَحَت
مِنّــا القُلــوبُ لِـذاكَ غَيـرَ صـَحائِحِ
وِإِذا يُنــاحُ عَلــى اِمــرئٍ فَتَعلَّمـن
أَنَّ المُغيــرَةَ فَــوقَ نَــوحِ النـائِحِ
يَبكــي المُغيــرَةَ دينُنـا وَزَمانُنـا
وُالمُعــــوِلاتُ بِرَنَّــــةٍ وَتَصــــايُحِ
مــاتَ المُغيــرَةُ بَعــدَ طـولِ تَعَـرُّضٍ
لِلقَتـــلِ بَيـــنَ أَســـنَّةٍ وَصــفائِحِ
وَالقَتـلُ لَيـسَ إِلـى القِتـال وَلا أَرى
حَيّـــاً يُـــؤَخِّرُ لِلشــَّفيقِ النّاصــِحِ
لِلَّــــهِ دَرُّ مَنيَّـــةٍ فـــاتَت بِـــهِ
فَلَقَــد أَراهُ يَــرُدُّ غَــربَ الجامِــحِ
هَلا أَتَتـــــهُ وَفَــــوقَهُ بِزّاتُــــهُ
يَغشــى الأَســِنَّةَ فَــوقَ نَهــدٍ قـارِحِ
فـــي جَحفَــلٍ لَجِــبٍ تَــرى أَعلامَــهُ
مِنـــهُ تُعَضــِّلُ بِالفَضــاءِ الفاســِحِ
يَقـصُ السـُّهولَةَ وَالحُزونَـةَ إِذا غَـدا
بِزهــاءِ أَرعَــنَ مِثــلِ لَيــلٍ جانِـحِ
وَلَقَــــد أَراهُ مُجَفِّفـــاً أَفراســـُهُ
يَغشــى مَراجِـحَ فـي الوَغـا بِمراجِـحِ
فِتيــانُ عادِيَــةٍ لَهُـمُ مَـرَسُ الـوَغى
ســـَنّوا بِســـُنَّةٍ مُعلِميــنَ جَحاجِــحِ
لَبِسـوا سـَوابِغَ فـي الحُـروبِ كَأَنَّهـا
غُــدُرٌ تحَيِّــرُ فــي بُطــونِ أَباطِــحِ
وَإِذا الضـِّرابُ عَـنِ الطعـانِ بَدا لَهُم
ضــَرَبوا بمُرهَفَــةِ الصــُّدورِ جَـوارِحِ
لَــو عِنــدَ ذَلِــكَ قــارَعَتهُ منيّــةٌ
لحمــى الحِـواءَ وَضـَمَّ سـَرحَ السـّارِحِ
كَنــتَ الغيــاثَ لِأَرضــِنا فَتَرَكتَنــا
فَــاليَومَ نَصــبِرُ لِلزَّمــانِ الكالِـحِ
الآنَ لَمّــا كُنــتَ أكمــلَ مــن مَشـى
وَاِفتَــرَّ نابُــكَ عَـن شـَباةِ القـارِحِ
وَتكــامَلَت فيــكَ المُــروءَةُ كُلُّهــا
وَأَعَنــتَ ذَلِــكَ بِالفَعــالِ الصــّالِحِ
فَــاِنعَ المُغيـرَةَ لِلمُغيـرَةِ إِذ غَـدَت
شـــَعواءَ مُجحِــرَةً لِنَبــحِ النّابِــحِ
صـــَفّانِ مُختَلِفـــانِ حيــنَ تَلاقَيــا
آبـــوا بـــوَجه مُطَلِّــقٍ أَو ناكِــحِ
وَمُدَحّـــجٍ كَـــرِهَ الكُمــاةُ نِزالَــهُ
شــاكِيَ الســِّلاح مُســايفٍ أَو رامِــحِ
قَـــد زارَ كَبــشٌ كَتيبَــةً بِكَتيبَــةٍ
يـــردي لِكَوكَبِهـــا بِــرأَسٍ ناطِــحِ
غَيــــــرانَ دونَ حَريمـــــه وَتِلاده
حــامي الحَقيقَــةِ لِلعــدوّ مُكافِــحِ
ســَبَقَت يَــداكَ لَــهُ بِعاجِــلٍ طَعنَـةٍ
شـــَهَقَت لمنفــذها أصــولٌ جوانِــحِ
وَالخَيـلُ تَعثُـر فـي الدِّماءِ وقَد جَرى
فَــوقَ النُّحــور دِماؤُهــا بِســرائِحِ
فَتَلهَفـــي لَهفـــي عَلَيـــهِ كُلَّمــا
خيـفَ الغِـرار عَلـى المُـدَرِّ الماسـِحِ
تَشــفي بِحلمِــكَ لابــنِ عَمُــكَ جَهلَـهُ
وَتُــرُدُّ عَنــهُ كِفــاحَ كُــلِّ مُكافِــحِ
وإِذا يَصـولُ بِـك ابـنُ عَمِّـكَ لَـم يَصُل
بِمواكِـــلٍ وَكَـــلٍ غَـــداةَ تَجايُــحِ
صــِلٌّ يَمــوتُ ســليمهُ قَبــل الرُّقـى
وَمخاتِـــــلٌ لِعَــــدوّهِ بِتَصــــافُحِ
وَإِذا الأُمـورُ عَلـى الرِّجـالِ تَشـابَهَت
فَتَــــوَزَّعَت بِمَغــــالِقٍ وَمَفاتِــــحِ
فَتَـــلَ الســَّحيلَ بِمُــبرَمٍ ذي مــرَّةٍ
دونَ الرِّجــالِ بِفَضــلِ عَقــلٍ راجِــحِ
وَأَرى الصــَّعالِكَ بِــالمُغيرَةِ أَصـبَحَت
تَبكــي عَلــى طَلـقِ اليَـدينِ مُسـامِحِ
كانَ الرَّبيع لَهُم إِذا انتَجَعوا النَّدى
وَخَبَـــت لَوامِــعُ كُــلِّ بَــرقٍ لامِــحِ
مَلـــكٌ أَغَـــرُّ مُتَــوَّجٌ يَســمو لَــهُ
طَــرفُ الصــَّديقِ وَغُـضَّ طَـرف الكاشـِحِ
دَفّـاعُ أَلويَـةِ الحُـروبِ إِلـى العِـدى
بِســـُعودِ طَيـــرِ ســَوانِحٍ وَبَــوارِحِ
كــانَ المُهَلّــبُ بِــالمُغيرَةِ كَالَّـذي
أَلقــى الــدِّلاءَ إِلــى كفيـتٍ مـائِحِ
فَأَصــابَ جُمّــة مُســتَقى فَســَقى لَـهُ
فـــي حَوضـــِهِ بِنَـــوازِعٍ وَمَواتِــحِ
أَيــام لَــو يَحتَــلُّ وَســطَ مَفــازَةٍ
فاضـــَت معاطِشـــُها بِشــربٍ ســائِحِ
إِنَّ المهــالِبَ لا يَــزالُ لَهُــمُ فَـتىً
يَمـــري قَــوادِمَ كُــلِّ حَــربٍ لاقِــحِ
بِالمُقرَبـــاتِ لَواحِقـــاً أَقرابُهــا
تَجتـــابُ عَـــرضَ سَباســِبٍ وَصَحاصــِحِ
تُـــردي بِكُـــلِّ مُدَجّـــجٍ ذي نَجــدةٍ
كَالأُســدِ بَيــنَ عَرينِهــا المُتنـاوِحِ
مُتَلَبِّبَــاً تَهفــو الكَتــائِبُ حَــولَهُ
مُلـحَ البُطـونِ مِـن النَّضـيحِ الرَّاشـِحِ
يا عينُ فَاِبكي ذا الفِعالِ وَذا النَّدى
بِمَـــدامِعٍ ســـَكبٍ تَجيـــءُ ســَوافِحِ
وَابكيـهِ فـي الزَّمَـنِ العُثـور لكلِّنا
وَلِكُــــلِّ أَرمَلَــــةٍ وَرَهــــبٍ رازِحِ
فَلَقَـــد فَقَــدتِ مُســَوِّداً ذا نجــدَةٍ
كَالبَــدرِ أَزهَــرَ ذا جَــداً وَنوافِـحِ
كـــانَ المَلاكَ لـــدينِنا وَرَجائِنــا
وَملاذَنـــا فــي كُــلِّ خَطــبٍ فــادِحِ
فَمَضـــى وَخَلَّفنـــا لِكُـــلِّ عَظيمَــةٍ
وَلِكُــــلِّ أَمــــرٍ ذي زَلازِلَ جامِـــحِ
مـا قُلـتُ فيـكَ فَـأَنتَ أَهـلُ مَقـالَتي
بَــل قـد يُقصـِّرُ عَنـكَ مَـدحُ المـادِحِ
وفي "بغية الطلب" ترجمة مطولة له. وفيها: (وذكر أبو جعفر محمد بن عثمان في تاريخه أن أبا أمامة كنية زياد الأعلم لا الأعجم، قال ابن العديم:والصحيح أن أبا أمامة كنية زياد الأعجم، ويحتمل أن يكون كنية لهما جميعاً