
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يُـؤَرِّقُنِي التَّـذَكُّرُ حِيـنَ أُمْسِي
فَأُصـْبِحُ قَـدْ بُلِيـتُ بِفَرْطِ نُكْسِ
عَلَــى صـَخْرٍ وَأَيُّ فَتَـىً كَصـَخْرٍ
لِيَــوْمِ كَرِيهَـةٍ وَطِعـانِ حِلْـسِ
وَلِلخَصــْمِ الأَلَــدِّ إِذا تَعَـدَّى
لِيَأْخُــذَ حَــقَّ مَظْلُـومٍ بِقِنْـسِ
فَلَــمْ أَرَ مِثْلَــهُ رُزْءاً لِجِـنٍّ
وَلَــمْ أَرَ مِثْلَــهُ رُزْءاً لِإِنْـسِ
أَشـَدَّ عَلَـى صُرُوفِ الدَّهْرِ أَيْداً
وَأَفْصـَلَ في الخُطُوبِ بِغَيْرِ لَبْسِ
وَضــَيْفٍ طَــارِقٍ أَو مُســْتَجِيرٍ
يُــرَوَّعُ قَلْبُـهُ مِـنْ كُـلِّ جَـرْسِ
فَـــأَكْرَمَهُ وَآمَنَــهُ فَأَمْســَى
خَلِيّــاً بـالُهُ مِـنْ كُـلِّ بُـؤْسِ
يُـذَكِّرُنِي طُلُـوعُ الشـَّمْسِ صَخْراً
وَأَذْكُــرُهُ لِكُــلِّ غُـرُوبِ شـَمْسِ
وَلَـوْلا كَثْـرَةُ البَـاكِينَ حَوْلِي
عَلَـى إِخْـوَانِهِمْ لَقَتَلْـتُ نَفْسِي
وَلَكِــنْ لَا أَزَالُ أَرَى عَجُــولاً
وَباكِيَــةً تَنُـوحُ لِيَـوْمِ نَحْـسِ
أَرَاهـا والِهـاً تَبْكِـي أَخَاهَا
عَشــِيَّةَ رُزْئِهِ أَوْ غِــبَّ أَمْــسِ
وَمَـا يَبْكُـونَ مِثْـلَ أَخِي وَلَكِنْ
أُعَـزِّي النَّفْـسَ عَنْـهُ بِالتَّأَسِّي
فَلَا وَاللــهِ لَا أَنْســَاكَ حَتَّـى
أُفَـارِقَ مُهْجَتِـي وَيُشـَقُّ رَمْسـِي
فَقَـدْ وَدَّعْـتُ يَـوْمَ فِـرَاقِ صَخْرٍ
أَبِــي حَسـَّانَ لَـذَّاتِي وَأُنْسـِي
فَيَـا لَهْفِـي عَلَيْـهِ وَلَهْفَ أُمِّي
أَيُصْبِحُ في الضَّرِيحِ وَفِيهِ يُمْسِي
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.