
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا يـا عَيْـنِ وَيْحَـكِ أَسْعِدِينِي
لِرَيْـبِ الدَّهْرِ وَالزَّمَنِ العَضُوضِ
وَلَا تُبْقِـي دُمُوعـاً بَعْـدَ صـَخْرٍ
فَقَـدْ كُلِّفْـتِ دَهْـرَكِ أَنْ تَفِيضِي
فَفِيضـِي بِالـدُّمْوعِ عَلَـى كَرِيمٍ
رَمَتْـهُ الحَادِثـاتُ وَلَا تَغِيضـِي
فَقَـدْ أَصـْبَحْتُ بَعْـدَ فَتَى سُلَيْمٍ
أُفَــرِّجُ هَـمَّ صـَدْرِي بِـالقَرِيضِ
أُســَائِلُ كُــلَّ وَالِهَـةٍ هَبُـولٍ
بَرَاها الدَّهْرُ كَالعَظْمِ المَهِيضِ
وَأُصــْبِحُ لَا أُعَـدُّ صـَحِيحَ جِسـْمٍ
وَلَا دَنِفــاً أُمَــرَّضُ كَـالمَرِيضِ
وَلَكِنِّــي أَبِيــتُ لِـذِكْرِ صـَخْرٍ
أَغُـصُّ بِسَلْسـَلِ المَـاءِ الغَضْيضِ
وَأَذْكُـرُهُ إِذا مـا الأَرْضُ أَمْسَتْ
هُجُــولاً لَـمْ تُلَمَّـعْ بِـالوَمِيضِ
فَمَـنْ لِلْحَـرْبِ إِذْ صارَتْ كَلُوحاً
وَشــَمَّرَ مُشــْعِلُوها لِلنُّهُــوضِ
وَخَيْـلٍ قَـدْ دَلَفْـتَ لَها بِأُخْرَى
كَـأَنَّ زُهاءَهـا سـَنَدُ الحَضـِيضِ
إِذَا مَـا القَوْمُ أَحْرَبَهُمْ تُبُولٌ
كَـذاكَ التَّبْـلُ يُطْلَبُ كَالقُرُوضِ
بِكُــلِّ مُهَنَّــدٍ عَضــْبٍ حُســَامٍ
رَقِيــقِ الحَـدِّ مَصـْقُولٍ رَحِيـضِ
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.