
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا عَلِّلانِــــــي والْمُعَلِّــــــلُ أَرْوَحُ
وَيَنْطِــقُ مــا شـاءَ اللِّسـانُ الْمُسـَرَّحُ
بإجَّانَـــةٍ لَــوْ أَنَّهــا خَــرَّ بــازِلٌ
مِــنَ الْبُخْـتِ فِيهـا ظَـلَّ لِلشـِّقِّ يَسـْبَحُ
وَقَــاقُزَّةٍ تَجْــرِي عَلَــى مَتْــنِ صـَفْوَةٍ
تَمُــرُّ لَنــا مَــرّاً ســَنِيحاً وَتَبْــرَحُ
رَفَعْــتُ بِهــا كَفِّــي وَنــادَمَنِي بِهـا
أَغَـــرُّ كَصـــَدْرِ الْهُنْــدُوانِيِّ شــَرْمَحُ
مَتَــى يَــرَ مِنِّـي نَبْـوَةً لا يُشـِدْ بِهـا
وَمــا يَـرَ مِـنْ أَخْلاقِـيَ الصـِّدْقَ يَفْـرَحُ
أَغـــادٍ غُـــدُوّاً أَنْـــتَ أَمْ مُتَــرَوِّحُ
لَعَــلَّ الْأَنَــى حَتَّــى غَــدٍ هُــوَ أَرْوَحُ
لَعَــلَّ الَّــذِي حــاوَلْتَهُ فِــي تَئِيَّــةٍ
يُواتِيــكَ وَالْأَمْــرَ الَّـذِي خِفْـتَ يَنْـزَحُ
وَلِلــدَّهْرِ فِــي أَهْــلِ الْفَتَــى وَتِلادِهِ
نَصــِيبٌ كَقَســْمِ اللَّحْـمِ أَوْ هُـوَ أَبْـرَحُ
وَحِــبَّ إِلـى الْإِنْسـانِ مـا طـالَ عُمْـرُهُ
وإِنْ كـانَ يُشـْقَى فِـي الْحَيـاةِ وَيُقْبَـحُ
تَغُرُّهُــمُ الــدُّنْيا وَتَأْمِيــلُ عَيْشــِها
أَلا إِنَّمـــا الــدُّنيا غُــرُورٌ مُتَــرِّحُ
وَآخِــرُ مــا شــَيْءٍ يَعُولُــكَ والَّــذِي
تَقـــادَمَ تَنْســاهُ وَإِنْ كــانَ يُفْــرِحُ
وَيَــوْمٍ مِــنَ الشــِّعْرَى تَظَــلُّ ظِبـاؤُهُ
بِســُوقِ الْعِضــاهِ عُــوَّذاً مــا تَبَـرَّحُ
شـَدِيدِ اللَّظـى حـامِي الْوَدِيقَـةِ رِيحُـهُ
أَشــَدُّ لَظــىً مِــنْ شَمْسـِهِ حِيـنَ يَصـْمَحُ
تَنَصــَّبَ حَتَّــى قَلَّــصَ الظِّــلُّ بَعْــدَما
تَطــاوَلَ حَتَّــى كـادَ فِـي الْأَرْضِ يَمْصـَحُ
أَزِيــزَ الْمَطايــا ثُـمَّ قُلْـتُ لِصـُحْبَتِي
وَلَــمْ يَنْزِلُــوا: أَبْرَدْتُــمُ فتَرَوَّحُـوا
فَراحُـوا سـِراعاً ثُـمَّ أَمْسـَوْا فَأَدْلَجُوا
فَهَيْهــاتَ مِـنْ مُمْسـاهُمُ حَيْـثُ أَصـْبَحُوا
وَخَــرْقٍ كــأَنَّ الرَّيْــطَ تَخْفِــقُ فَـوْقَهُ
مَــعَ الشــَّمْسِ لا بَـلْ قَبْلَهـا يَتَضَحْضـَحُ
عَلَى حِينَ يُثْنِي الْقَوْمُ خَيْراً عَلَى السُّرَى
وَيَظْهَــرُ مَعْــرُوفٌ مِــنَ الصـُّبْحِ أَفْصـَحُ
نَفَـى الطَّيْـرَ عَنْـهُ وَالْأَنِيـسَ فَمـا يُرَى
بِــهِ شــَبَحٌ وَلا مِــنَ الطَّيْــرِ أَجْنَــحُ
قَطَعْـــتُ بِمِرْجـــاعٍ يَكُــونُ جَنِينُهــا
دَمــاً قِطَعـاً فِـي بَوْلِهـا حِيـنَ تَلْقَـحُ
يَـــداها يَـــدا نَوَّاحَــةٍ مُســْتعانَةٍ
عَلَــى بَعْلِهــا غَيْــرَى فَقـامَتْ تَنَـوَّحُ
تَجُــودُ يَـداها فَضـْلَ مـا ضـَنَّ دَمْعُهـا
عَلَيْـــهِ فَتـــاراتٍ تَـــرِنُّ وَتَصـــْدَحُ
لَهــا مُقْلَتــا غَيْـرَى أُتِيـحَ لِبَعْلِهـا
إِلَــى صــِهْرِها صــِهْرٌ ســَنِيٌّ وَمَنْكَــحُ
فَلَمَّــا أَتاهــا مــا تَلبَّــسَ بَعْـدَها
بِصــاحِبها كــادَتْ مِـنَ الْوَجْـدِ تَنْبَـحُ
فَقــامَتْ قَــذُورَ النَّفْــسِ ذاتَ شـَكِيمَةٍ
لَهــا قَــدَمٌ فِــي قَوْمِهــا وَتَبَحْبُــحُ
يُخَفِّضــُها جاراتُهـا وَهْـيَ طامِـحُ الــْ
فُــؤادِ وَعَيْناهــا مِــنَ الشـَّرِّ أَطْمَـحُ
فَـدَعْ ذا وَلَكِـنْ هَـلْ تَـرَى ضـَوْءَ بـارِقٍ
قَعَــدْتُ لَــهُ مِـنْ آخِـرِ اللَّيْـلِ يَلْمَـحُ
يُضــِيءُ صــَبِيراً مِــنْ ســَحابٍ كــأَنَّهُ
جِبــالٌ عَلاهــا الثَّلْـجُ أَوْ هُـوَ أَوْضـَحُ
فَلَمَّــا تَلافَتْــهُ الصــَّبا قَرْقَـرَتْ بِـهِ
وَأَلْقَـــى بِــأَرْواقٍ عَزالِيــهِ تَســْفَحُ
طِـــوالٌ ذُراهُ فِــي الْبُحُــورِ كــأَنَّهُ
إِذا ســارَ مَجْــذُوذُ الْقَــوائِمِ مُكْبَـحُ
ســـَقَى أُمَّ عَمْـــروٍ والســَّلامُ تَحِيَّــةٌ
لَهــا مِنْــكَ والنَّــائِي يَـوَدُّ وَيَنْصـَحُ
ســِجالٌ يَســُحُّ الْمــاءَ حَتَّـى تَهـالَكَتْ
بُطُــونُ رَوابِيــهِ مِــنَ الْمــاءِ دُلَّـحُ
أَجَـــشُّ إِذا حَنَّــتْ تَــوالِيهِ أَرْزَمَــتْ
مَطــافِيلُهُ تِلْقــاءَ مــا كـادَ يَرْشـَحُ
فَلَــمْ يَبْـقَ مِمَّـا بَيْنَنـا غَيْـرَ أَنَّنِـي
مُحِــبٌّ وَأَنِّــي إِنْ نَــأَتْ ســَوْفَ أَمْـدَحُ
وَإِنَّ حَرامـــاً كُـــلُّ مـــالٍ مَنَعْتُــهُ
تُرِيـــدِينَهُ مِمَّـــا نُرِيـــحُ وَنَســْرَحُ
وَعَهْــدِي بِهــا وَالْحَــيُّ يَـدْعُونَ غِـرَّةً
لَهــا أَنْ يَراهــا النَّـاظِرُ الْمُتَصـَفِّحُ
مِــنَ الْخَفِــراتِ الْبِيـضِ تَحْسـِبُ أَنَّهـا
إِذا حـــاوَلتْ مَشــْياً نَزِيــفٌ مُرَنَّــحُ
وَفِيمـا مَضـَى مِـنْ سـالِفِ الدَّهْرِ لِلْفَتَى
بَلاءٌ وَفِيمـــــا بَعْــــدَهُ مُتَمَنَّــــحُ
قَلِيــلٌ مِـنَ الْفِتْيـانِ مَـنْ هُـوَ صـابِرٌ
مُثِيــبٌ بِحَــقِّ الــدَّهْرِ فِيمــا يُـرَوِّحُ
عَلَـى أَنَّ عِرْفانـاً إِذا لَـمْ يَكُـنْ لَهُـمْ
يَـدانِ بِمـا لَـمْ يَمْلِكُـوا أَنْ يُزَحْزَحُوا
هُدبةُ بنُ خَشْرَمٍ العُذْرِيُّ، مِن شُعراءِ بادِيةِ الحجازِ، وَهُوَ شاعِرٌ فَصيحٌ مُقدَّمٌ، وكانَ رَاوِيَةَ الحُطَيئَةِ، وأَكثَرُ شِعرِهِ ما قالَهُ فِي أَواخِرِ حَياتِهِ حِينَ سُجِنَ وقُبَيلَ قَتْلِهِ، وكانَ هُدبَةُ قَد قَتَلَ زِيادَةَ بنِ زَيدٍ العُذْرِيَّ فِي خِلافٍ نَشَبَ بَينَهُما فَقُتِلَ بِهِ قَوَداً، وشِعرُ هُدبةَ فِي رَويَّتِهِ وبَدِيهَتِهِ سَواءٌ عِندَ الأَمنِ والخوفِ، لِقُدرَتِهِ وسُكونِ جَأْشِهِ وَقُوَّةِ غَريزَتِهِ، عاشَ حَتَّى زَمَنِ مُعاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيانَ وَتُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 50هـ/670م.