
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا عَلِّلانِــي قَبْــلَ نَـوْحِ النَّـوائِحِ
وَقَبْـلَ اطِّلاعِ النَّفْـسِ بَيْـنَ الْجَوانِحِ
وَقَبْـلَ غَـدٍ يـا لَهْـفَ نَفْسِي عَلَى غَدٍ
إِذا راحَ أَصــْحابِي وَلَســْتُ بِـرَائِحِ
إِذا راحَ أَصــْحابِي بِفَيْـضِ دُمُـوعِهِمْ
وغُــودِرْتُ فِـي لَحْـدٍ عَلَـيَّ صـَفائِحِي
يَقُولــونَ هَــلْ أَصــْلَحْتُمُ لِأَخِيكُــمُ
وَما الرَّمْسُ فِي الْأَرْضِ الْقِواءِ بِصالِحِ
يَقُولُـونَ لا تَبْعَـدْ وَهُـمْ يَـدْفِنُونَنِي
وَلَيْــسَ مَكـانُ الْبُعْـدِ إِلَّا ضـَرائِحِي
هُدبةُ بنُ خَشْرَمٍ العُذْرِيُّ، مِن شُعراءِ بادِيةِ الحجازِ، وَهُوَ شاعِرٌ فَصيحٌ مُقدَّمٌ، وكانَ رَاوِيَةَ الحُطَيئَةِ، وأَكثَرُ شِعرِهِ ما قالَهُ فِي أَواخِرِ حَياتِهِ حِينَ سُجِنَ وقُبَيلَ قَتْلِهِ، وكانَ هُدبَةُ قَد قَتَلَ زِيادَةَ بنِ زَيدٍ العُذْرِيَّ فِي خِلافٍ نَشَبَ بَينَهُما فَقُتِلَ بِهِ قَوَداً، وشِعرُ هُدبةَ فِي رَويَّتِهِ وبَدِيهَتِهِ سَواءٌ عِندَ الأَمنِ والخوفِ، لِقُدرَتِهِ وسُكونِ جَأْشِهِ وَقُوَّةِ غَريزَتِهِ، عاشَ حَتَّى زَمَنِ مُعاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيانَ وَتُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 50هـ/670م.