
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفـا ذُو الْغَضا مِنْ أُمِّ عَمْرٍو فَأَقْفَرَا
وَغَيَّــرَهُ بَعْــدِي الْبِلَــى فَتَغَيَّــرا
وَبُــــدِّلَ أَهْلاً غَيْرَهـــا وَتَبَـــدَّلَتْ
بِــهِ بَــدَلاً مَبْــدىً سـِواهُ وَمَحْضـَرا
إِلــى عَصــَرٍ ثُــمَّ اسـْتَمَرَّتْ نَـواهُمُ
لِصـَرْفٍ مَضـَى عَـنْ ذاتِ نَفْسـِكَ أَعْسـَرا
وَكـانَ اجْتِمـاعُ الْحَـيِّ حَتَّـى تَفَرَّقُوا
قَلِيلاً وَكــانُوا بِــالتَّفَرُّقِ أَجْــدَرا
بَـلِ الـزَّائِرُ الْمُنْتـابُ مِنْ بَعْدِ شُقَّةٍ
وَطُــولِ ثَنــاءٍ هـاجَ شـَوْقاً وَذَكَّـرا
خَيـالٌ سـَرَى مِـنْ أُمِّ عَمْـرٍو وَدُونَهـا
تَنـائِفُ تُـرْدِي ذا الْهِبـابِ الْمُيَسَّرا
طَرُوقــاً وَأَعْقــابُ النُّجُـومِ كأَنَّهـا
تَــوالِي هِجــانٍ نَحْـوَ مـاءٍ تَغَـوَّرا
فَقُلْـتُ لَهـا أُوبِي فَقَدْ فاتَنا الصِّبا
وآذَنَ رَيْعـــانُ الشــَّبابِ فَــأَدْبَرا
وَحــالَتْ خُطُـوبٌ بَعْـدَ عَهْـدِكَ دُونَنـا
وَعَـدَّى عَـنِ اللَّهْـو الْعَـداءُ فَأَقْصَرا
أُمُـــورٌ وأَبْنــاءٌ وَحــالٌ تَقَلَّبَــتْ
بِنـا أَبْطُـنٌ يـا أُمَّ عَمْـرٍو وَأَظْهُـرا
أُصـِبْنا بِمـا لَـوْ أَنَّ رَضـْوَى أَصابَها
لَســَهَّلَ مِــنْ أَرْكانِهـا مـا تَـوَعَّرا
فَكَــمْ وَجَـدَتْ مِـنْ آمِـنٍ فَهْـوَ خـائِفٌ
وَذِي نِعْمَـــةٍ مَعْرُوفَـــةٍ فَتَنَكَّـــرا
بِــأَبْيَضَ يُسْتَســْقَى الْغَمـامُ بِـوَجْهِهِ
إِذا اخْتِيرَ قالُوا لَمْ يَقِلْ مَنْ تَخَيَّرا
ثِمـالِ الْيَتـامى يُبْرِىـءُ الْقَرْحَ مَسُّهُ
وَشــَهْمٍ إِذا ســِيمَ الدَّنِيَّـةَ أَنْكَـرا
صـَبُورٍ عَلَـى مَكْـرُوهِ ما يَجْشَمُ الْفَتَى
وَمُــرٍّ إِذا يُبْغَـى الْمَـرارَةُ مُمْقِـرا
مِـنَ الرَّافِعِيـنَ الْهَمَّ لِلذِّكْرِ وَالْعُلَى
إِذا لَـمْ يَنُـؤْ إِلَّا الْكَرِيـمُ لِيُـذْكَرا
وَرَيْـقٍ إِذا مـا الْخـابِطُونَ تَعالَمُوا
مَكــانَ بَقايـا الْخَيْـرِ أَنْ يَتـأَثَّرا
رُزِينــا فَلَـمْ نَعْثُـرْ لِـوَقْعَتِهِ بِنـا
وَلَـوْ كـانَ مِـنْ حَـيٍّ سـِوانا لَأَعْثَـرا
وَمــا دَهْرُنــا أَلَّا يَكُــونَ أَصـابَنا
بِثِقْــلٍ وَلَكِنَّــا رُزِينــا لِنَصــْبِرا
فَــزالَ وَفِينـا حاضـِرُوهُ فَلَـمْ يَجِـدْ
لِــدَفْعِ الْمَنايــا حاضــِرٌ مُتـأَخَّرا
كَـأَنْ لَـمْ يَكُـنْ مِنَّـا وَلَمْ نَسْتَعِنْ بِهِ
عَلَــى نائِبــاتِ الـدَّهْرِ إِلَّا تَـذَكُّرا
وَإِنَّـا عَلَـى غَمْـزِ الْمَنُـونِ قَناتَنـا
وَجَــدِّكَ حــامُو فَرْعِهــا أَنْ يُهَصـَّرا
بِجُرْثُومَــةٍ فِـي فَجْـوَةٍ حِيـلَ دُونَهـا
ســُيُولُ الْأَعــادِي خِيفَـةً أَنْ تَنَمَّـرا
أَبَـى ذَمُّنـا إِنَّـا إِذا قـالَ قَوْمُنـا
بِأَحْســابِنا أَثْنَــوْا ثَنـاءً مُحَبَّـرا
وَإِنّـا إِذا مـا النَّاسُ جاءَتْ قُرُومُهُمْ
أَتَيْنـا بِقَـرْمٍ يَفْـرَعُ النَّـاسَ أَزْهَرا
تَــرَى كُــلَّ قَــرْمٍ يَتَّقِيــهِ مَخافَـةً
كَمـا تَتَّقِـي الْعُجْمُ الْعَزِيزَ الْمُسَوَّرا
وَمُعْضــِلَةٍ يُـدْعَى لَهـا مَـنْ يُزِيلُهـا
إِذا ذُكِــرَتْ كــانَت سـَناءً وَمَفْخَـرا
دَفَعْــتُ وَقَـدْ عَـيَّ الرِّجـالُ بِـدَفْعِها
وَأَصـْبَحَ مِنِّـي مِـدْرَهُ الْقَـوْمِ أَوْجَـرا
أَخَــذْنا بِأَيْــدِينا فَعـادَ كَرِيهُهـا
مُخِفّـاً وَمَـوْلىً قَـدْ أَجَبْنـا لِنَنْصـُرا
بِغَيْــرِ يَــدٍ مِنْــهُ وَلا ظُلْـمِ ظـالِمٍ
نَصــَرْناهُ لَمَّـا قـامَ نَصـْراً مُـؤَزَّرا
فَـإِنْ نَنْـجُ مِنْ أَهْوالِ ما خافَ قَوْمُنا
عَلَيْنـا فَـإِنَّ اللـهَ مـا شـاءَ يَسَّرا
فَـإِنْ غالَنـا دَهْـرٌ فَقَـدْ غالَ قَبْلَنا
مُلُــوكَ بَنِـي نَصـْرٍ وَكِسـْرَى وَقَيْصـَرا
وآباؤُنــا مــا نَحْــنُ إِلَّا بَنُــوهُمُ
سـَنَلْقَى الَّـذِي لاقُـوا حِمامـاً مُقَدَّرا
وَعَـوْراءَ مِـنْ قَـوْلِ امْرِىءٍ ذِي قَرابَةٍ
تَصــامَمْتُها وَلَــوْ أَســاءَ وَأَهْجَـرا
كَرامَـــةَ حَــيٍّ غِيــرَةً واصــْطِناعَةً
لِــدابِرَةٍ إِنْ دَهْرُنــا عــادَ أَزْوَرا
وَذِي نَيْــرَبٍ قَــدْ عـابَنِي لِينـالَنِي
فَــأَعْيَى مَـداهُ عَـنْ مَـدايَ فَأَقْصـَرا
وَكَــذَّبَ عَيْــبَ الْعــائِبِينَ سـَماحَتِي
وَصـَبْرِي إِذا مـا الْأَمْـرُ عَـضَّ فَأَضْجَرا
وَإِنِّـي إِذا مـا الْمَـوْتُ لَمْ يَكُ دُونَهُ
مَـدى الشـِّبْرِ أَحْمِي الْأَنْفَ أَنْ أَتَأَخَّرا
وَأَمْـرٍ كَنَصـْلِ السـَّيْفِ صـَلْتاً حَـذَوْتُهُ
إِذا الْأَمْـرُ أَعْيَـى مَوْرِدَ الْأَمْرِ مَصْدَرا
فَــإِنْ يَــكُ دَهْـرٌ نـابَنِي فَأَصـابَنِي
بِرَيْـبٍ فَمـا تُشـْوِي الْحَـوادِثُ مَعْشَرا
فَلا خاشـــِعٌ لِلنَّكْــبِ مِنْــهُ كآبَــةً
وَلا جــازِعٌ إِنْ صــَرْفُ دَهْــرٍ تَغَيَّـرا
وَقَــدْ أَبْقَــتِ الْأَيَّـامُ مِنِّـي حَفِيظَـةً
عَلـى جُـلِّ مـا لاقَيْـتُ وَاسـْماً مُشَهَّرا
فَلَســْتُ إِذا الضــَّرَّاءُ نـابَتْ بِجُبَّـأٍ
وَلا قَصــِفٍ إِنْ كــانَ دَهْــرٌ تَنَكَّــرا
هُدبةُ بنُ خَشْرَمٍ العُذْرِيُّ، مِن شُعراءِ بادِيةِ الحجازِ، وَهُوَ شاعِرٌ فَصيحٌ مُقدَّمٌ، وكانَ رَاوِيَةَ الحُطَيئَةِ، وأَكثَرُ شِعرِهِ ما قالَهُ فِي أَواخِرِ حَياتِهِ حِينَ سُجِنَ وقُبَيلَ قَتْلِهِ، وكانَ هُدبَةُ قَد قَتَلَ زِيادَةَ بنِ زَيدٍ العُذْرِيَّ فِي خِلافٍ نَشَبَ بَينَهُما فَقُتِلَ بِهِ قَوَداً، وشِعرُ هُدبةَ فِي رَويَّتِهِ وبَدِيهَتِهِ سَواءٌ عِندَ الأَمنِ والخوفِ، لِقُدرَتِهِ وسُكونِ جَأْشِهِ وَقُوَّةِ غَريزَتِهِ، عاشَ حَتَّى زَمَنِ مُعاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيانَ وَتُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 50هـ/670م.