
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِــنْ حَــدَثِ الأَيَّــامِ عَيْنُــكِ تَهْمِـلُ
تُبَكِّـي عَلَـى صـَخْرٍ وَفِـي الـدَّهْرِ مُذْهِلُ
أَلا مَـــنْ لِعَيْــنٍ لا تَجِــفُّ دُمُوعُهــا
إِذا قُلْــتُ أَفْثَــتْ تَســْتَهِلُّ فَتَحْفِــلُ
عَلَــى ماجِــدٍ ضـَخْمِ الدَّسـِيعَةِ بـارِعٍ
لَــهُ ســَوْرَةٌ فِــي قَـوْمِهِ مـا تُحَـوَّلُ
فَمَــا بَلَغَــتْ كَــفُّ امْــرِئٍ مُتَنـاوِلٍ
مِـنَ المَجْـدِ إِلَّا حَيْـثُ مـا نِلْـتَ أَطْوَلُ
وَلا بَلَـغَ المُهْـدُونَ فـي القَـوْلِ مِدْحَةً
وَلا صــَدَقُوا إِلَّا الَّــذِي فِيــكَ أَفْضـَلُ
وَما الغَيْثُ في جَعْدِ الثَّرَى دَمِثِ الرُّبَى
تَبَعَّـــقَ فِيــهِ الوَابِــلُ المُتَهَلِّــلُ
بِأَوْســَعَ ســَيْباً مِــنْ يَـدَيْكَ وَنِعْمَـةً
تَعُــمُّ بِهــا بَـلْ سـَيْبُ كَفَّيْـكَ أَجْـزَلُ
وَجَـــارُكَ مَحْفُـــوظٌ مَنِيــعٌ بِنَجْــوَةٍ
مِــنَ الضــَّيْمِ لا يُــؤْذِى وَلا يَتَــذَلَّلُ
مِــنَ القَــوْمِ مَغْشـِيُّ الـرِّواقِ كَـأَنَّهُ
إِذا ســـِيمَ ضــَيْماً خــادِرٌ مُتَبَســِّلُ
شــَرَنْبَثُ أَطْــرَافِ البَنــانِ ضــُبارِمٌ
لَـهُ فـي عَرِيـنِ الغِيـلِ عِـرْسٌ وَأَشـبُلُ
هِزَبْــرٌ هَرِيـتُ الشـَّدْقِ رِئْبـالُ غابَـةٍ
مَخُـوفُ اللِّقـاءِ جـائِبُ العَيْـنِ أَنْجَـلُ
أَخُـو الجُودِ مَعْرُوفٌ لَهُ الجُودُ وَالنَّدَى
حَلِيفــانِ مــا دامَـتْ تِعـارُ وَيَـذْبُلُ
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.