
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا مــا لِعَيْنِـكِ أَمْ مـا لَهَـا
لَقَـدْ أَخْضـَلَ الـدَّمْعُ سـِرْبالَها
أَبَعْدَ ابْنِ عَمْرٍو مِنَ آلِ الشَّرِيـ
ــدِ حَلَّـتْ بِـهِ الأَرْضُ أَثْقالَهـا
فَــآلَيْتُ آســَى عَلَــى هالِــكٍ
وَأَســْأَلُ باكِيَــةً مــا لَهــا
لَعَمْــرُ أَبِيــكَ لَنِعْـمَ الفَتَـى
تَحُــشُّ بِــهِ الحَـرْبُ أَجْـذَالَها
حَدِيـدُ السـِّنانِ ذَلِيـقُ اللِّسانِ
يُجَــازِي المَقــارِضَ أَمْثَالَهـا
هَمَمْــتُ بِنَفْســِيَ كُـلَّ الهُمُـومِ
فَــأَوْلَى لِنَفْســِيَ أَوْلَـى لَهـا
ســَأَحْمِلُ نَفْســِي عَلَــى آلَــةٍ
فَإِمَّــا عَلَيْهــا وَإِمَّــا لَهـا
فَـإِنْ تَصْبِرِ النَّفْسُ تُلْقَ السُّرُورَ
وَإِنْ تَجْـزَعِ النَّفْـسُ أَشـْقَى لَها
نُهِيـنُ النُّفُـوسَ وَهَـوْنُ النُّفُوسِ
يَــوْمَ الكَرِيهَــةِ أَبْقَـى لَهـا
وَنَعْلَــمُ أَنَّ مَنايــا الرِّجـالِ
بالِغَــةٌ حَيْــثُ يُحْلَــى لَهــا
لِتَجْـرِ المَنِيَّةُ بَعْدَ الفَتَى الـ
ـــمُغادَرِ بِــالمَحْوِ أَذْلَالَهــا
وَرَجْرَاجَــةٍ فَوءقَهــا بِيضــُها
عَلَيْهــا المُضــاعَفُ أَمْثَالَهـا
كَكِـرْفِئَةِ الغَيْـثِ ذاتِ الصـَّبِيرِ
تَرْمِــي السـَّحابَ وَيُرْمَـى لَهـا
وَخَيْـــلٍ تَكَــدَّسُ بِالــدَّارِعِينَ
نــازَلْتَ بِالســَّيْفِ أَبْطَالَهــا
وَقافِيَــةٍ مِثْــلِ حَـدِّ السـِّنانِ
تَبْقَــى وَيَــذْهَبُ مَــنْ قالَهـا
تَقُــدُّ الذُّؤَابَــةَ مِــنْ يَـذْبُلٍ
أَبَــتْ أَنْ تُفــارِقَ أَوْعَالَهــا
نَطَقْــتَ ابْـنَ عَمْـرٍو فَسـَهَّلْتَها
وَلَـمْ يَنْطِـقِ النَّـاسُ أَمْثَالَهـا
فَــإِنْ تَــكُ مُــرَّةُ أَوْدَتْ بِــهِ
فَقَــدْ كــانَ يُكْثِـرُ تَقْتالَهـا
فَخَــرَّ الشــَّوامِخُ مِــنْ قَتْلِـهِ
وَزُلْزِلَــــتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهـــا
وَزَالَ الكَــواكِبُ مِــنْ فَقْــدِهِ
وَجُلِّلَـــتِ الشـــَّمْسُ أَجْلَالَهــا
وَداهِيَــــةٍ جَرَّهـــا جـــارِمٌ
تُبِيــنُ الحَواضــِنُ أَحْمالَهــا
كَفاهـا ابْـنُ عَمْرٍو وَلَمْ يَسْتَعِنْ
وَلَـوْ كـانَ غَيْـرُكَ أَدْنَـى لَهـا
وَلَيْــــسَ بِـــأَوْلَى وَلَكِنَّـــهُ
سـَيَكْفِي العَشـِيرَةَ مـا غالَهـا
بِمُعْتَــــرَكٍ ضــــَيِّقٍ بَيْنَـــهُ
تَجُـــرُّ المَنِيَّـــةُ أَذْيالَهــا
تُطَاعِنُهـــا فَـــإِذا أَدْبَــرَتْ
بَلَلْــتَ مِــنَ الـدَّمِّ أَكْفَالَهـا
وَبِيــضٍ مَنَعْـتَ غَـداةَ الصـُّياحِ
تَكْشـــِفُ لِلـــرَّوْعِ أَذْيالَهــا
وَمُعْمَلَـــةٍ ســـُقْتَها قاعِــداً
فَــأَعْلَمْتَ بِالســَّيْفِ أَغْفالَهـا
وَناجِيَـــةٍ كَأَتَــانِ الثَمِيــلِ
غـــادَرْتَ بِالخِــلِّ أَوْصــالَها
إِلَــى مَلِــكٍ لا إِلَــى ســُوقَةٍ
وَذَلِــكَ مــا كَــانَ أُكْلاً لَهـا
وَتَمْنَــحُ خَيْلَــكَ أَرْضَ العِــدَى
وَتَنْبُــذُ بِــالغَزْوِ أَطْفالَهــا
وَنَــوْحٍ بَعَثْــتَ كَمِثْــلِ الإِراخِ
آنَســـَتِ العَيْـــنُ أَشــْبالَها
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.