
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَمَّـا رَأَيْـتُ البَـدْرَ أَظْلَـمَ كاسـِفاً
أَرَنَّ شـــَواذٌ بَطْنُـــهُ وَســـَوائِلُهْ
رَنِينـاً وَما يُغْنِي الرَّنِينُ وَقَدْ أَتَى
بِمَوْتِـكَ مِـنْ نَحْـوِ القُرَيَّـةِ حـامِلُهْ
لَقَدْ خارَ مِرْداساً عَلَى النَّاسِ قاتِلُهْ
وَلَـــوْ عــادَهُ كَنَّــاتُهُ وَحَلائِلُــهْ
وَقُلْــنَ أَلَا هَـلْ مِـنْ شـِفاءٍ يَنـالُهُ
وَقَـدْ مُنِـعَ الشـِّفاءَ مَـنْ هُوَ نائِلُهْ
وَفَضـَّلَ مِرْداسـاً عَلَـى النَّـاسِ حِلْمُهُ
وَأَنْ كُــلُّ هَــمٍّ هَمَّـهُ فَهْـوَ فـاعِلُهْ
وَأَنْ كُـلُّ وادٍ يَكْـرَهُ النَّـاسُ هَبْطَـهُ
هَبَطْــتَ وَمـاءِ مَنْهَـلٍ أَنْـتَ نـاهِلُهْ
تَرَكْــتَ بِــهِ لَيْلاً طَــوِيلاً وَمَنْـزِلاً
تَعَـادَى عَلَـى ظَهْـرِ الطَّرِيقِ عَواسِلُهْ
وَســَبْيٍ كَــآرامِ الصــَّرِيمِ تَرَكْتَـهُ
خِلالَ دِيـــارٍ مُســْتَكِيناً عَــواطِلُهْ
وَعُـدْتَ عَلَيْهِـمْ بَعْـدَ بُؤْسـَى بِـأَنْعُمٍ
فَكُلُّهُـــمُ تُعْنَــى بِــهِ وَتُواصــِلُهْ
مَتَـى مـا تُـوازِنْ ماجِداً يُعْتَدَلْ بِهِ
كَمَـا عَـدَّلَ المِيـزانَ بِالكَفِّ راطِلُهْ
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.