
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبِنْــتَ صـَخْرٍ تِلْكُمـا البَاكِيَـةْ
لَا بَـــاكِيَ اللَّيْلَــةَ إِلَّا هِيَــهْ
أَوْدَى أَبُــو حَســَّانَ وَاحَســْرَتا
وَكَــانَ صــَخْرٌ مَلِــكُ العالِيَـةْ
وَيْلَايَ مـــا أُرْحَــمُ وَيْلاً لِيَــهْ
إِذْ رَفَـعَ الصَّوْتَ النَّدَى النَّاعِيَةْ
كَــذَّبْتُ بِــالحَقِّ وَقَــدْ رَابَنِـي
حَتَّـى عَلَـتْ أَبْياتُنـا الوَاعِيَـةْ
بِالسـَّيِّدِ الحُلْـوِ الأَمِيـنِ الَّـذِي
يَعْصـِمُنا فـي السـَّنَةِ العادِيَـةْ
لَكِــنَّ بَعْــضَ القَــوْمِ هَيَّابَــةٌ
فـي القَـوْمِ لا تَغْبِطُـهُ البادِيَةْ
لَا يَنْطِـقُ العُـرْفَ وَلَا يَلْحَـنُ الْـ
ـــعَزْفَ وَلَا يَنْفُــذُ بِالغازِيَــةْ
إِنْ تُنْصــَبِ القِـدْرُ لَـدَى بَيْتِـهِ
فَغَيْرُهـــا يَحْتَضــِرُ الجادِيَــةْ
لَكِـــنْ أَخِـــي أَرْوَعُ ذُو مِــرَّةٍ
مِــنْ مِثْلِـهِ تَسـْتَرْفِدُ الباغِيَـةْ
لا يَنْطِــقُ النُّكْــرَ لَــدَى حُـرَّةٍ
يَبْتـارُ خَالِي الهَمِّ في الغاوِيَةْ
إِنَّ أَخِــــي لَيْـــسَ بِتَرْعِيَّـــةٍ
نِكْـسٍ هَـواءِ القَلْـبِ ذِي ماشـِيَةْ
عَطَّـــافُهُ أَبْيَـــضُ ذُو رَوْنَـــقٍ
كَـالرَّجْعِ فـي المُدْجِنَةِ السَّارِيَةْ
فَــوْقَ حَثِيــثِ الشـَّدِّ ذُو مَيْعَـةٍ
يَقْـدُمُ أُولَـى العُصـَبِ الماضـِيَةْ
لَا خَيْــرَ فــي عَيْـشٍ وَإِنْ سـَرَّنا
وَالــدَّهْرُ لَا تَبْقَـى لَـهُ باقِيَـةْ
كُــلُّ امْــرِئٍ ســُرَّ بِــهِ أَهْلُـهُ
سـَوْفَ يُـرَى يَوْمـاً عَلَـى ناحِيَـةْ
يَـا مَـنْ يَـرَى مِنْ قَوْمِنا فَارِساً
فِي الخَيْلِ إِذْ تَعْدُو بِهِ الضَّافِيَةْ
تَحْتَــكَ كَبْــداءٌ كُمَيْــتٌ كَمَــا
أُدْرِجَ ثَــوْبُ اليُمْنَـةِ الطَّاوِيَـةْ
إِذْ لُحِقَــتْ مِــنْ خَلْفِهـا تَـدَّعِي
مِثْــلَ سـَوامِ الرَّجُـلِ الغادِيَـةْ
يَكْفَأُهــا بِـالطَّعْنِ فِيهـا كَمـا
ثَلَّــمَ بَــاقِي جَبْـوَةِ الجابِيَـةْ
تَهْــوِي إِذَا أُرْسـِلْنَ مِـنْ مَنْهَـلٍ
مِثْـلَ عُقـابِ الدُّجْنَـةِ الدَّاجِيَـةْ
عــــارِضُ ســـَحْماءَ رُدَيْنِيَّـــةٍ
كَالنَّــارِ فِيهــا آلَـةٌ ماضـِيَةْ
أَشــْرَبَها القَيْــنُ لَـدَى سـَنَّها
فَصـَارَ فِيهـا الحُمَـةُ القاضـِيَةْ
أَنَّــى لَنــا إِذْ فاتَنَـا مِثْلُـهُ
لِلْخَيْــلِ إِذْ جَــالَتْ وَلِلْعادِيَـةْ
أُقْســِمُ لَا يَقْعُــدُ فــي بَلْــدَةٍ
نَائِيَــةٍ عَــنْ أَهْلِــهِ قاصــِيَةْ
فَأَقْصــَدُ الســَّيْرِ عَلَــى وَجْهِـهِ
لَـمْ يَنْهَـهُ النَّاهِي وَلَا النَّاهِيَةْ
الخَنْساءُ هِيَ تُماضِرُ بِنْتُ عَمرٍو بنِ الحارِثِ بنِ الشَّرِيدِ، مِن بَنِي سُلَيمٍ، شاعِرَةٌ مُخَضْرَمَةٌ، عاشَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَتْ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَتْ، وَوَفَدَتْ عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مع قومِها، فَكانَ الرسول يَسْتَنْشِدُها وَيُعْجِبُهُ شِعْرُها، اشْتُهِرَتْ بِرِثائِها لِأَخَوَيْها صَخْرٍ وَمُعاوِيَةَ اللَّذَيْنِ قُتِلا فِي الجاهِلِيَّةِ، وَتُعَدُّ الخَنْساءُ أَشْهَرَ شاعِراتِ العَرَبِ، تُوُفِّيَتْ نَحْوَ عامِ 24ه/645م.