
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا إِنَّ أَصـْحابَ الْكَنيـفِ وَجَـدْتُهُمْ
كَما النَّاسِ لَمّا أَخْصَبُوا وَتَمَوَّلُوا
وَإِنِّــي لَمَــدْفوعٌ إِلَــيَّ وَلاؤُهُـمْ
بِمــاوانَ إِذْ نَمْشـي وَإِذْ نَتَمَلَّـلُ
وَإِذْ مـا يُرِيحُ الْحَيُّ صَرْماءَ جَونَةً
يَنُـوسُ عَلَيهـا رَحْلُهـا مـا يُحَلَّلُ
مُوَقَّعَـةُ الصـَّفْقَينِ حَـدْباءُ شـارِفٌ
تُقَيَّــدُ أَحيانـاً لَـدَيهِمْ وَتُرْحَـلُ
عَلَيها مِنَ الْوِلْدانِ ما قَدْ رَأَيْتُمُ
وَتَمْشــي بِجَنْبَيهـا أَرامِـلُ عُيَّـلُ
وَقُلْـتُ لَهـا يـا أُمَّ بَيضاءَ فِتْيَةٌ
طَعــامُهُمُ مِـنَ القُـدورِ المُعَجَّـلُ
مَضـيغٌ مِـنَ النِّيبِ الْمَسانِ وَمُسْخَنٌ
مِـنَ الْمـاءِ نَعْلـوهُ بِآخَرَ مِنْ عَلُ
فَـإِنّي وَإِيَّـاكُمْ كَـذي الْأُمِّ أَرْهَنَتْ
لَـهُ مـاءَ عَينَيهـا تُفَـدِّي وَتَحْمِلُ
فَلَمَّــا تَرَجَّــتْ نَفْعَــهُ وَشـَبابَهُ
أَتَـتْ دُونَهـا أُخْـرى حَديداً تُكَحَّلُ
فَبـاتَتْ لِحَـدِّ الْمِرْفَقَيـنِ كِلَيهِما
تُوَحْــوِحُ مِمّــا نابَهـا وَتُوَلْـوِلُ
تُخَيَّـرُ مِـنْ أَمْرَيـنِ لَيسـا بِغِبْطَةٍ
هُمـا الثَّكْـلُ إِلَّا أَنَّهـا قَدْ تَجَمَّلُ
كَليلَـةِ شـَيباءَ الَّتي لَسْتُ ناسِياً
وَلَيلَتِنـا إِذْ مَـنَّ مـا مَـنَّ قِرْمَلُ
بِدَيمومَـةٍ مـا إِنْ تَكادُ تَرى بِها
مِـنَ الظَّمَـأِ الْكَـومَ الْجِلادَ تُنَوَّلُ
أَقـولُ لَـهُ يـا مـالِ أُمُّـكَ هابِلٌ
مَـتى حُبِسـَتْ عَلـى الأَفَيَّـحِ تُعْقَـلُ
تُنَكَّـــرُ آيــاتُ الْبِلادِ لِمالِــكٍ
وَأَيْقَـنَ أَنْ لا شـَيءَ فيهـا يُقَـوَّلُ
هو عروة بن الورد بن حابس العبسيّ، من قبيلةِ عبس المنحدرةِ من قبائلِ غطفان النزاريّة العدنانيّة، كُنيتُهُ أَبو نجد، شاعِرٌ وفارسٌ من رؤوسِ الصّعاليكِ في العصرِ الجاهليّ، وقد لُقِّبَ بأبي الصّعاليك لأنّه كان يحمي الصّعاليك ويقودُهم في الغارات، كما أنّه أحدُ المنظّرين الكبار للصّعلكة في الشّعر الجاهليّ؛ فقد نظّرَ لضرورةِ ثورةِ الصّعاليك على الأغنياء وإعادة علاقات التّوازن الاقتصاديّ في المجتمع. اشتُهِرَ بكرمِهِ وجودِهِ وحمايتِه للضّعفاء والملهوفين ودعوته إلى مكارم الأخلاق. تدورُ معظمُ قصائدُه حول الصّعلكة وضرورة الضّرب في الأرض بحثاً عن الرّزق، كما أنّ له قصائد في بعض الشؤون القبليّة في عصرِه.