
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِلَيْلَـى بِـأَعْلَى ذِي مَعَـارِكَ مَنْزِلُ
خَلَاءٌ تَنَــادَى أَهْلُــهُ فَتَحَمَّلُــوا
تَبَــدَّلَ حَـالاً بَعْـدَ حَـالٍ عَهِـدْتُهُ
تَنَـــاوَحَ جِنَّــانٌ بِهِــنَّ وَخُبَّــلُ
عَلَى الْعُمْرِ وَاصْطَادَتْ فُؤَاداً كَأَنَّهُ
أَبُــو غَلِـقٍ فـي لَيْلَتَيْـنِ مُؤَجَّـلُ
أَلَـمْ تَرَيَـا إِذْ جِئْتُما أَنَّ لَحْمَها
بِـهِ طَعْـمُ شـَرْيٍ لَـمْ يُهَذَّبْ وَحَنْظَلُ
وَمَـا أَنـا مِمَّـنْ يَسـْتَنِيحُ بِشَجْوِهِ
يُمَــدُّ لَـهُ غَرْبَـا جَـزُورٍ وَجَـدْوَلُ
وَلَمَّـا رَأَيْـتُ الْعُـدْمَ قَيَّدَ نَائِلِي
وَأَمْلَـقَ مَـا عِنْـدِي خُطُـوبٌ تَنَبَّـلُ
فَقَرَّبْـتُ حُرْجُوجـاً وَمَجَّـدْتُ مَعْشـَراً
تَخَيَّرْتُهُــمْ فِيمـا أَطُـوفُ وَأَسـْأَلُ
بَنِـي مَالِـكٍ أَعْنِي بِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ
أَعُـــمُّ بِخَيْــرٍ صــَالِحٍ وَأُخَلِّــلُ
إِذَا أَبْـرَزَ الرَّوْعُ الْكَعَابَ فَإِنَّهُمْ
مَصـَادٌ لِمَـنْ يَـأْوِي إِلَيْهِمْ وَمَعْقِلُ
وَأَنْـتَ الَّذِي أَوْفَيْتَ فَالْيَوْمَ بَعْدَهُ
أَغَــرُّ مُمَــسٌّ بِالْيَــدَيْنِ مُحَجَّــلُ
تَخَيَّــرْتُ أَمْـراً ذَا سـَوَاعِدَ إِنَّـهُ
أَعَــفُّ وَأَدْنَــى لِلرَّشـَادِ وَأَجْمَـلُ
وَذَا شــُطُبَاتٍ قَــدَّهُ ابْـنُ مُجَـدَّعٍ
لَـــهُ رَوْنَـــقٌ ذِرِّيُّــهُ يَتَأَكَّــلُ
وَأَخْـرَجَ مِنْـهُ الْقَيْـنَ أَثْراً كَأَنَّهُ
مَـدَبٌّ دَبـاً سـُودٍ سـَرَى وَهْوَ مُسْهِلُ
وَبَيْضــَاءَ زَغْــفٍ نَثْلَــةٍ سـُلَمِيَّةٍ
لَهَـا رَفْـرَفٌ فَـوْقَ الْأَنَامِـلِ مُرْسَلُ
وَأَشـــْبَرَنِيهِ الْهــالِكِيُّ كَــأَنَّهُ
غَـدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ
مَعِـي مَـارِنٌ لَـدْنٌ يُخَلِّـي طَرِيقَـهُ
سـِنَانٌ كَنِبْـرَاسِ النِّهَـامِيِّ مِنْجَـلُ
تَقَــاكَ بِكَعْــبٍ وَاحِــدٍ وَتَلَــذُّهُ
يَـدَاكَ إِذَا مَـا هُـزَّ بِالْكَفِّ يَعْسِلُ
وَصـَفْرَاءَ مِـنْ نَبْـعٍ كَـأَنَّ نَذِيرَها
إِذَا لَـمْ تُخَفِّضـْهُ عَنِ الْوَحْشِ أَفْكَلُ
تَعَلَّمَهـا فِـي غِيلِهـا وَهْـيَ حَظْوَةٌ
بِــوَادٍ بِـهِ نَبْـعٌ طِـوَالٌ وَحِثْيَـلُ
وَبَــانٌ وَظَيَّــانٌ وَرَنْــفٌ وَشـَوْحَطٌ
أَلَـــفُّ أَثِيــثٌ نَــاعِمٌ مُتَغَيِّــلُ
فَمَظَّعَهــا حَـوْلَيْنِ مَـاءَ لِحَائِهـا
تُعَـالِي عَلَـى ظَهْرِ الْعَرِيشِ وَتُنْزَلُ
فَمَلَّـكَ بِـاللَّيْطِ الَّذِي تَحْتَ قِشْرِها
كَغِرْقِيـءِ بَيْـضٍ كَنَّهُ الْقَيْضُ مِنْ عَلُ
وَأَزْعَجَـهُ أَنْ قِيـلَ شـَتَّانَ مَا تَرَى
إِلَيْــكَ وَعُـودٌ مِـنْ سـَرَاءٍ مُعَطَّـلُ
ثَلَاثَــةُ أَبْــرَادٍ جِيَــادٍ وَجُرْجَـةٌ
وَأَدْكَـنُ مِـنْ أَرْيِ الـدَّبُورِ مُعَسـَّلُ
فَجِئْتُ بِبَيْعِــي مُولِيـاً لَا أَزِيـدُهُ
عَلَيْـهِ بِهـا حَتَّـى يَـؤُوبَ الْمُنَخَّلُ
وَذَاكَ ســِلَاحِي قَـدْ رَضـِيتُ كَمَـالَهُ
فَيَصـْدُفُ عَنِّـي ذُو الْجُنَاحِ الْمُعَبَّلُ
يَــدُبُّ إِلَيْـهِ خَاتِيـاً يَـدَّرِي لَـهُ
لِيَفْقُـرَهُ فِـي رَمْيِـهِ وَهْـوَ يُرْسـِلُ
رَأَيْـتُ بُرَيْـداً يَزْدَرِينِـي بِعَيْنِـهِ
تَأَمَّـلْ رُوَيْـداً إِنَّنِـي مَـنْ تَأَمَّـلُ
وَإِنَّكُمَـا يـا ابْنَيْ جَنابٍ وُجِدْتُما
كَمَنْ دَبَّ يَسْتَخْفِي وَفِي الْحَلْقِ جَلْجَلُ
أَوسُ بنُ حَجَرٍ، مِن بَنِي تَمِيمٍ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقَدَّمٌ، كانَ يُعَدُّ شاعِرَ مُضَرَ فِي الجاهِلِيَّةِ لَم يَتَقَدَّمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى نَشَأَ النّابِغَةُ وَزُهَيْرٌ فَأَخْمَلاهُ، وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، وَكانَ زُهَيْرٌ راوِيَتَهُ، وَقَدْ عَدَّهُ ابنُ سَلَّامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، وَكانَ أَوسٌ مُعاصِراً لِعَمْرِو بنِ هِندٍ، وَنادَمَ مُلُوكَ الحِيْرَةِ. عُمِّرَ طَوِيلاً وَتُوُفِّيَ نَحْوَ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.