
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكــر الحمـى ومرابـع الأخـدان
أجــرى دمــوع مكابــد الأحـزان
وغـدا بـه قلقـاً شميط الدار لا
ينفــك مــن شـوق إلـى الأوطـان
طــوراً يئن وتــارة يبكـي علـى
زمـن الصـبا الماضـي على نعمان
يهــتز مـن طـرب إذا مـا غـردت
قمريــة ســحراً علــى الأغصــان
وينــوح شــوقاً للـذين فراقهـم
جلــب الهمـوم لقلبـه الولهـان
ما واصلت في البعد عيناه الكرى
إلا الســـهاد وأدمــع الأشــجان
روحـي فداكم فاسمحوا يا سادتي
بوصـــالكم للهــائم الحيــران
حتـام هـذا الهجر منكم والجفا
وإلــى مــتى أبكـي بـدمع قـان
وحيــاتكم لــولاكم مــا شــفني
وجــد ولا حــل الهــوى بجنـاني
بلّـغ نسـيمَ الصبح إن جئت الحمى
عنـــي ســلاماً عصــبةَ الإيمــان
واشـرح لهم حال الكئيب وقل لهم
منّــوا عليــه بنظــرة وتــدان
أيـن المسـيح لكـي يعالـج قلبه
ذاك الكليــم بصــارم الهجـران
ووصـالكم هـو في الحقيقة مرهمٌ
لفــــؤاده ومســـرة للعـــاني
فعســى تليــن قلـوبهم لمـتيم
صـــرفته قســـوتها عــن الخلان
ويفـوز بعـد البعـد من ألطافهم
بــدنوهم فــي أجمــل الأحيــان
مـالي سـواكم يـا كـرام وأنتـمُ
مــن كــل خـوف معقلـي وأمـاني
أولاكــم الرحمــن عـزاً مثلمـا
أولــى العلا للعــالم الربـاني
اللــوذعي إلــه دادا المقتـدى
نجــل الكــرام ونخبـة الأعيـان
لقمــان هــذا الـدهر أفلاطـونه
فــي كــل علــم فـائق الأقـران
بحـر الفضـائل والندى من فخره
ضـاهى السـها قـدراً عظيم الشان
ريحانـــة الآداب هــذا طيبــه
يغنيــك عــن روح وعــن ريحـان
قد حزت يا كنز العلوم جواهر ال
معقـــول والمنقــول والقــرآن
طـوبى لشـخص يقتنـي منك الهنا
فليفخــرنّ علــى ذوي العرفـان
لـولاك مـا عـرف البـديع ولا بدت
شـمس المعـاني فـي سـماء بيان
جــل الــذي أولاك فضــلاً شـائعاً
فــي هــذه الأصــقاع والبلـدان
فاسـلم وعش ما هز مضنى هائماً
ذكــر الحمــى ومرابـع الأخـدان
أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري الشرواني: أديب يماني، سكن الحديدة ومدينة زبيد وغيرهما من جهات تهامة (باليمن) ونزل كلكتة. من كتبه (نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن - ط) و (حديقة الأفراح لإزاحة الأتراح - ط) في لطائف اليمنيين والحجازيين وأدباء مصر والشام والعراق وغيرهم، و (الجوهر الوقاد - ط) في شرح بانت سعاد و (المناقب الحيدرية - ط) صنفه للسلطان حيدر، الملقب بغازي الدين صاحب (لكنو) في الهند، وقد زاره في دار سلطنته، سنة 1233 و (العجب العجاب فيما يفيد الكتاب - ط) (عن أعلام الزركلي ومراجعه في الترجمة: نيل الوطر ١: ٢١٢ وإيضاح المكنون ١: ٣٨٥ ومعجم المطبوعات 1120.)وانظر في صفحة القصيدة الأولى ما حكاه عبد الرزاق البيطار في ترجمته له في كتابه "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر"