
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـدْ أَتَـانِي عَـنْ مُرَيْـئٍ مَأْلَـكٌ
لِابْنَـةِ الْحَصـَّاءِ أَنْ هَبْهـا فَجُدْ
قُلْــتُ بِــاللَّهِ لَــهُ تُزْبَـدُها
فَاسـْلُها يـا أُذُنَـيْ هِـرٍّ صـَرِدْ
مُهْرَةُ الْحَاسِرِ وَالدَّارِعِ ذِي الـْ
ـبَيْضَةِ الْمَلْسَاءِ وَالْحِنْوِ الْجَحِدْ
رَبُّهــا أَوْضــَعُ جَــرْمٍ وَاحِـداً
فِــي لِقــاحٍ إِرَمِيَّــاتٍ رُفُــدْ
يَهْــزِجُ الْحَــالِبُ مِـنْ رَجَّتِهـا
هَزَجَ الضِّبْعَانِ فِي الْعِيْصِ الْحَصِدْ
بَيْــدَ لا تَعْثُــرُ بـالرِّدْفِ وَلا
تُسـْلِمُ الْحَـيَّ إِذا الْحَـيُّ طُـرِدْ
مَـنْ هُنـا لِـي مِنْ صَدِيقٍ فَلْيَعُدْ
لِيَعُــدْنِي إِنَّنِـي الْيَـوْمَ كَمِـدْ
مِــنْ خُطُــوبٍ تَرَكَتْنِــي قَلِقـاً
قَلَـقَ الْمِحْـوَرِ بِـالْكَتِّ الْمَسـَدْ
بَيَّتَتْنِــــي بِهُمُـــومٍ شـــُرَّعٍ
خَلَسـَتْ نَـوْمِي وَأَحْـذَتْنِي السُّهُدْ
لَيْــتَ شــِعْرِي وَلِلَيْــتٍ نَبْـوَةٌ
أَيْنَ صارَ الرُّوحُ إذْ بانَ الْجَسَدْ
بَيْنَمــا الْمَـرْءُ شـِهابٌ ثَـاقِبٌ
ضــَرَبَ الــدَّهْرُ ســَنَاهُ فَخَمَـدْ
يَخْــدَعُ الْجَلْـدَ وَيُـوْدِي جَهْـرَةً
وَيَقُـودُ الْمَـوْتَ لِلَحَيْـنِ الْأَسـَدْ
وَلَبَيْنَـا الْمَـرْءُ يَهْـوِي قُـدُماً
أَفْســَدَ الــدَّهْرُ غِنَـاهُ فَفَسـَدْ
وَبِجَهْــــدٍ يَتَضـــَنَّى عَيْشـــَهُ
عَاضــَهُ الــدَّهْرُ ثَـراءً فَمَجَـدْ
لا يَضـُرُّ الْعَجْـزُ ذا الجَـدِّ وَلا
يَنْفَـعُ الْمَحْـرُومَ إِيْضـَاعٌ وَكَـدّْ
نَــاعِمٌ فِــي أَهْلِـهِ ذُو غِبْطَـةٍ
وَمُنَــاصٍ عَيْـشَ سـُوءٍ فِـي كَبَـدْ
رَكِـبَ اللُّـجَّ إِلـى اللُّـجِّ إِلـى
غَمَـرَاتِ الْبَحْرِ ذِي الْمَوْتِ الْأَشَدّْ
حِيــنَ أَرْسـَى كُـلُّ مَـنْ يَعْرِفُـهُ
وَارْتَمَــى الْآذِيُّ مِنْـهُ بِالزَّبَـدْ
عَـاجِزُ الْحِيلَـةِ مُسْتَرْخِي الْقُوَى
جَــاءَهُ الــدَّهْرُ بِمَـالٍ وَوَلَـدْ
وَلَبِيـــبُ أَيِّـــدٌ ذُو حِيلَـــةٍ
مُحْكَـمُ الْمِـرَّةِ مَـأْمُونُ الْعُقَـدْ
خَصــَّهُ الــدَّهْرُ وغَطَّــى حَزْمَـهُ
وانْتَضــاهُ مِــنْ عَبِيـدٍ وَسـَبَدْ
امرُؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكِنْدِيّ، يُلقّبُ بالملك الضّلّيل وبذي القُروح. شاعرٌ جاهليٌّ كبيرٌ من قبيلةِ كندة الّتي شكّلت مملكةً في نجد قبل الإسلام، تُوفّيَ نحو 85ق.ه/545م. عاشَ مرحلتينِ بارزتينِ من حياته؛ ابتدأت الأولى منذُ صباه وتميّزت بالتّرفِ واللَّهو النّاتجينِ عن كونِهِ ابناً لأسرةٍ ملكيّة، والأخرى ابتدأت بمقتل أبيه الملك حُجر بن الحارث على يد قبيلةِ أسد، وهي مرحلة امتازت بالحروب وطلب الثّأرِ والتنقّل بين القبائل العربيّة إلى أن وصلَ إلى قيصرِ الرّوم طلباً للمساعدة، وهناك أهداهُ الملكُ حلّةً مسمومةً جعلته يموتُ بمرضٍ جلديّ. يُعَدّ شاعراً من أهمّ الشّعراء العرب على مرّ العُصور؛ فهو من أصحاب الطّبقة الأولى وله المعلّقة الأشهر في الأدب العربيّ، وقد اعتُنِيَ بديوانه عناية بالغة في القديم والحديث. أمّا موضوعاتُ شعرِه فتركّز على الوصف والطّبيعة والأطلال ووصفِ الفرس والصّيد والمرأة واللّهو، بالإضافة إلى الشّعر المقولِ في التأريخِ لمقتل أبيه والأحداث اللّاحقة.