
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـذَا الَّـذِي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ
وَالبَيْـتُ يَعْرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ
هَـذَا ابْـنُ خَيْـرِ عِبَادِ اللهِ كُلِّهِمُ
هَـذَا التَقِيُّ النَقِيُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ
هَــذَا ابْنُ فَاطِمَـةٍ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ
بِجَــدِّهِ أَنْبِيـاءُ اللهِ قَـدْ خُتِمُوا
وَلَيْــسَ قَوْلُـكَ مَـنْ هَـذَا بِضَـائِرِهِ
العُـرْبُ تَعْـرِفُ مَـنْ أَنكَرْتَ وَالعَجَمُ
كِلْتَـا يَـدَيْهِ غِيَـاثٌ عَـمَّ نَفْعُهُمَـا
يُسْــتَوْكَفَانِ وَلَا يَعْرُوهُمَــا عَــدَمُ
سـَهْلُ الخَلِيقَـةِ لَا تُخْشَـى بَـوَادِرُهُ
يَزِينُـهُ اثْنَانِ حُسْنُ الخَلْقِ وَالشِّيَمُ
حَمَّـالُ أَثْقَالِ أَقْوَامٍ إِذَا افْتُدِحُوا
حُلْــوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُـو عِنْـدَهُ نَعَمُ
مَــا قَـالَ لَا قَـطُّ إِلّا فِـي تَشـَهُّدِهِ
لَــوْلَا التَشــَهُّدُ كَـانَتْ لَاءَهُ نَعَـمُ
عَــمَّ البَرِيَّـةَ بِالإِحْسَـانِ فَانْقَشَعَتْ
عَنْهَـا الغَيَـاهِبُ وَالإِمْلَاقُ وَالعَـدَمُ
إِذَا رَأَتْــهُ قُرَيْـشٌ قَـالَ قَائِلُهَـا
إِلــى مَكَارِمِ هَـذَا يَنْتَهِـي الكَرَمُ
يُغْضـِي حَيَــاءً وَيُغْضَى مِـنْ مَهَابَتِهِ
فَمَـــا يُكَلَّـــمُ إِلَّا حِيــنَ يَبْتَسِمُ
بِكَفِّـهِ خَيْـــزُرَانٌ رِيحُـــهُ عَبِــقٌ
مِـنْ كَـفِّ أَرْوَعَ فِـي عِرْنِينِـهِ شـَمَمُ
يَكَـــادُ يُمْسـِكُهُ عِرْفَــانُ رَاحَتِـهِ
رُكْـنُ الحَطِيـمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ
اللــهُ شـَرَّفَهُ قِـــدْماً وَعَظَّمَـــهُ
جَـرَى بِـذَاكَ لَـهُ فِـي لَوْحِهِ القَلَمُ
أَيُّ الخَلَائِقِ لَيْسـَتْ فِـــي رِقَـابِهِمُ
لَأَوَّلِيَّـــةِ هَـــذَا أَوْ لَــهُ نِعَــمُ
مَــنْ يَشْـكُرِ اللهَ يَشْكُرْ أَوَّلِيَّةَ ذَا
فَالـدِّينُ مِـنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الأُمَمُ
يُنْمَى إِلَى ذُرْوَةِ الدِّينِ الَّتِي قَصُرَتْ
عَنْهَـا الأَكُـفُّ وَعَنْ إِدْرَاكِهَا القَدَمُ
مَــنْ جَـدُّهُ دَانَ فَضْلُ الأَنْبِيـاءِ لَهُ
وَفَضْــلُ أُمَّتِــهِ دَانَـتْ لَـهُ الأُمَـمُ
مُشْــتَقَّةٌ مِـنْ رَسُـولِ اللهِ نَبْعَتُـهُ
وَفَضْــلُ أُمَّتِــهِ دَانَـتْ لَـهُ الأُمَـمُ
يَنْشـَقُّ ثَـوْبُ الـدُّجَى عَنْ نُورِ غُرَّتِهِ
كَالشَّمْسِ تَنْجَابُ عَنْ إِشْرَاقِهَا الظُلَمُ
مِـــنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُـمْ دِيـنٌ وَبُغْضـُهُمُ
كُفْــرٌ وَقُربُهُــمُ مَنْجــىً وَمُعْتَصـَمُ
مُقَـــدَّمٌ بَعْــدَ ذِكْرِ اللهِ ذِكْرُهُـمُ
فِـي كُـلِّ بَـدْءٍ وَمَخْتُـومٌ بِهِ الكَلِمُ
إِنْ عُـدَّ أَهْلُ التُّقَى كَانُوا أَئِمَّتَهُمْ
أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ قِيلَ هُمُ
لَا يَسْـــتَطِيعُ جَــوَادٌ بَعْـدَ جُودِهِمُ
وَلَا يُــدَانِيهِمُ قَــوْمٌ وَإِنْ كَرُمُـوا
هُـمُ الغُيُـوثُ إِذَا مَـا أَزْمَةٌ أَزَمَتْ
وَالأُسْـدُ أُسْدُ الشَّرَى وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ
لَا يُنْقِــصُ العُسـْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمُ
سـِيَّانِ ذَلِـكَ إِنْ أَثْرَوْا وَإِنْ عَدِمُوا
يُسْــتَدفَعُ الشَرُّ وَالبَلْـوَى بِحُبِّهِـمُ
وَيُسْــتَرَبُّ بِــهِ الإِحْسَـانُ وَالنِّعَـمُ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.