
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَرَكْـبٍ كَـأَنَّ الرِّيـحَ تَطْلُـبُ عِنْدَهُمْ
لَهَـا تِـرَةً مِـنْ جَـذْبِها بِالْعَصائِبِ
يَغُضــُّونَ أَطْــرَافَ الْعِصـِيِّ كَأَنَّهـا
تُخَــزِّمُ بِـالْأَطْرَافِ شـَوْكَ الْعَقَـارِبِ
سـَرَوْا يَخْبِطُـونَ اللَّيْلَ وَهْيَ تَلُفُّهُمْ
عَلَـى شـُعَبِ الْأَكْـوَارِ مِـنْ كُلِّ جَانِبِ
إِذَا مَا رَأَوْا نَاراً يَقُولُونَ لَيْتَها
وَقَـدْ خَصـِرَتْ أَيْـدِيهِمُ نَـارُ غَـالِبِ
إِلَـى نَارِ ضَرَّابِ الْعَرَاقِيبِ لَمْ يَزَلْ
لَـهُ مِـنْ ذُبَـابَيْ سـَيْفِهِ خَيْرُ حَالِبِ
تَـدُرُّ بِـهِ الأَنْسَاءُ في لَيْلَةِ الصَّبَا
وَتَنْتَفِـخُ اللَّبَّـاتُ عِنْـدَ التَّـرائِبِ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.