
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعَمْــرِي لَقَــدْ أَوْفَـى وَزَادَ وَفـاؤُهُ
عَلَــى كُــلِّ جـارٍ جـارُ آلِ الْمُهَلَّـبِ
أَمَـرَّ لَهُـمْ حَبْلاً فَلَمَّـا ارْتَقَـوْا بِـهِ
أَتَــى دُونَــهُ مِنْهُـمْ بِـدَرْءٍ وَمَنْكِـبِ
وَقَـالَ لَهُـمْ حُلُّـوا الرِّحـالَ فَـإِنَّكُمْ
هَرَبْتُـمْ فَأَلْقُوهـا إِلَـى خَيْـرِ مَهْـرَبِ
أَتَـوْهُ وَلَـمْ يُرْسـِلْ إِلَيْهِمْ وَمَا أَلَوْا
عَـنِ الْأَمْنَـعِ الْأَوْفَـى الْجِوَارِ الْمُهَذَّبِ
فَكَـانَ كَمَـا ظَنُّـوا بِـهِ وَالَّذي رَجَوْا
لَهُـمْ حِيـنَ أَلْقَـوْا عَـنْ حَرَاجِيجَ لُغَّبِ
إِلَـى خَيْـرِ بَيْـتٍ فِيـهِ أَوْفَـى مُجَاوِرٍ
جِــوَاراً إِلَـى أَطْنَـابِهِ خَيْـرَ مَـذْهَبِ
خَبَيْــنَ بِهِــمْ شـَهْراً إِلَيْـهِ وَدُونَـهُ
لَهُــمْ رَصـَدٌ يُخْشـَى عَلَـى كُـلِّ مَرْقَـبِ
مُعَرَّقَـــةَ الْأَلْحِــي كَــأَنَّ خَبِيبَهــا
خَبِيـــبُ نَعَامـــاتٍ رَوَايِــحَ خُضــَّبِ
إِذا تَرَكُـــوا مِنْهُــنَّ كُــلَّ شــِمَلَّةٍ
إِلَـــى رَخَمَـــاتٍ بِــالطَّرِيقِ وَأَذْؤُبِ
حَـذَوْا جِلْـدَها أَخْفَـافَهُنَّ الَّـتي لَها
بَصــَائِرُ مِــنْ مَخْرُوقِهــا الْمُتَقَـوِّبِ
وَكَـمْ مِـنْ مُنَـاخٍ خـائِفٍ قَـدْ وَرَدْنَـهُ
حَــرىً مِـنْ مُلِمَّـاتِ الحَـوَادِثِ مُعْطَـبِ
وَقَعْـنَ وَقَـدْ صـَاحَ الْعَصافِيرُ إِذْ بَدَا
تَبَاشـِيرُ مَعْـرُوفٍ مِـنَ الصـُّبْحِ مُغْـرَبِ
بِمِثْـلِ سـُيُوفِ الْهِنْـدِ إِذْ وَقَعَـتْ وَقَدْ
كَسـَا الْأَرْضَ بَـاقِي لَيْلِهـا الْمُتَجَـوِّبِ
جَلَـوْا عَـنْ عُيُـونٍ قَـدْ كَرِينَ كَلا وَلا
مَـعَ الصـُّبْحِ إِذْ نَـادَى أَذَانُ الْمُثَوِّبِ
عَلَــى كُــلِّ حُرْجُــوجٍ كَـأَنَّ صـَرِيفَها
إِذَا اصــْطَكَّ نَابَاهــا تَرَنُّـمُ أَخْطَـبِ
وَقَــدْ عَلِــمَ اللَّائِي بَكَيْــنَ عَلَيْكُـمُ
وَأَنْتُــمْ وَرَاءَ الْخَنْــدَقِ الْمُتَصــَوِّبِ
لَقَـدْ رَقَـأَتْ مِنْهـا الْعُيُـونُ وَنَـوَّمَتْ
وَكَــانَتْ بِلَيْــلِ النَّـائِحِ الْمُتَحَـوِّبِ
وَلَــوْلا ســُلَيْمانُ الْخَلِيفَــةُ حَلَّقَـتْ
بِهِـمْ مِـنْ يَـدِ الْحَجَّـاجِ أَظْفَارُ مُغْرِبِ
كَـأَنَّهُمُ عِنْـدَ ابْـنِ مَـرْوَانَ أَصـْبَحُوا
عَلَـى رَأْسِ غَيْنَـا مِـنْ ثَبِيـرٍ وَكَبْكَـبِ
أَبَى وَهْوَ مَوْلَى الْعَهْدِ أَنْ يَقْبَلَ الَّتي
يُلَامُ بِهــا عِــرْضُ الْغَـدُورِ الْمُسـَبَّبِ
وَفَــاءَ أَخِـي تَيْمـاءَ إِذْ هُـوَ مُشـْرِفٌ
يُنَــادِيهِ مَغْلُـولاً فَـتىً غَيْـرُ جَـأْنَبِ
أَبُـوهُ الَّـذِي قَـالَ اقْتُلُـوهُ فَـإِنَّنِي
ســَأَمْنَعُ عِرْضــِي أَنْ يُسـَبَّ بِـهِ أَبِـي
فَإِنَّــا وَجَـدْنا الْغَـدْرَ أَعْظَـمَ سـُبَّةً
وَأَفْضـَحَ مِـنْ قَتْـلِ امْـرِئٍ غَيْـرِ مُذْنِبِ
فَـأَدَّى إِلَـى آلِ امْـرِءِ الْقَيْـسِ بَـزَّهُ
وَأَدْراعَـــهُ مَعْرُوفَــةً لَــمْ تُغَيَّــبِ
كَمَـا كَانَ أَوْفَى إِذْ يُنَادِي ابْنُ دَيْهَثٍ
وَصـــِرْمَتُهُ كَـــالْمَغْنَمِ الْمُتَنَهَّـــبِ
فَقَـامَ أَبُـو لَيْلَـى إِلَيْـهِ ابْنُ ظَالِمٍ
وَكَـانَ إِذَا مَـا يَسـْلُلِ السـَّيْفَ يَضْرِبِ
وَمَـا كَـانَ جَـاراً غَيْـرَ دَلْـوٍ تَعَلَّقَتْ
بِحَبْلَيْـهِ فـي مُسْتَحْصـِدِ الْحَبْـلِ مُكْرَبِ
إِلَــى بَـدْرِ لَيْـلٍ مِـنْ أُمَيَّـةَ ضـَوْءُهُ
إِذَا مـا بَـدا يَعْشـَى لَـهُ كُـلُّ كَوْكَبِ
وَأَعْطـاهُ بِـالْبِرِّ الَّـذي فـي ضـَمِيرِهِ
وَبِالْعَــدْلِ أَمْـرَيْ كُـلِّ شـَرْقٍ وَمَغْـرِبِ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.