
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَمَا لَـكَ شـَوْقٌ مِنْ نَوَارٍ وَدُونَها
سـُوَيْقَةُ وَالـدَّهْنا وَعَـرْضُ جِوائِها
وَكُنْـتُ إِذا تُـذْكَرْ نَـوَارُ فَإِنَّهـا
لِمُنْـدَمِلاتِ النَّفْـسِ تَهْيـاضُ دَائِها
وَأَرْضٍ بِهــا جَيْلانُ رِيــحٍ مَرِيضـَةٍ
يَغُـضُّ الْبَصـِيرُ طَرْفَـهُ مِنْ فَضائِها
قَطَعْــتُ عَلَــى عَيْرانَـةٍ حِمْيَرِيَّـةٍ
كُمَيْـتٍ يَئِطُّ النِّسـْعُ مِـنْ صُعَدائِها
وَوَفْـراءَ لَـمْ تُخْـرَزْ بِسَيْرٍ وَكِيعَةٍ
غَـدَوْتُ بِهـا طَيّاً يَدِي في رِشَائِها
ذَعَـرْتُ بِهـا سـِرْباً نَقِيّـاً كَـأَنَّهُ
نُجُـومُ الثُّرَيّا أَسْفَرَتْ مِنْ عَمائِها
فَعـادَيْتُ مِنْهـا بَيْـنَ تَيْسٍ وَنَعْجَةٍ
وَرَوَّيْـتُ صـَدْرَ الرُّمْحِ قَبْلَ عَنائِها
أَلِكْنِـي إِلَى ذُهْلِ بْنِ شَيْبانَ إِنَّنِي
رَأَيْـتُ أَخَاهـا رافِعـاً لِبِنائِهـا
لَقَـدْ زادَنِـي وُدّاً لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ
إِلَـى وُدِّها الْماضِي وَحُسْنِ ثَنائِها
بَلاءُ أَخِيهِــمْ إِذْ أَنِيخَـتْ مَطِيَّتِـي
إِلَــى قُبَّــةٍ أَضـْيَافُهُ بِفِنائِهـا
جَـزَى اللهُ عَبْدَ اللهِ لَمَّا تَلَبَّسَتْ
أُمُـورِي وَجاشـَتْ أَنْفُسٌ مِنْ ثَوائِها
إِلَيْنـا فَبـاتَتْ لَا تَنـامُ كَأَنَّهـا
أُسـَارَى حَدِيـدٍ أُغْلِقَـتْ بِـدِمائِها
بِجابِيَـةِ الْجَـوْلانِ بـاتَتْ عُيُونُنا
كَـأَنَّ عَـوَاوِيراً بِهـا مِنْ بُكائِها
أَرِحْنِي أَبَا عَبْدِ الْمَلِيكِ فَمَا أَرَى
شـِفاءً مِـنَ الْحاجاتِ دُونَ قَضَائِها
وَأَنْـتَ امْرُؤٌ لِلصُّلْبِ مِنْ مُرَّةَ الَّتي
لَهـا مِنْ بَنِي شَيْبانَ رُمْحُ لِوَائِها
هُـمُ رَهَنُوا عَنْهُمْ أَبَاكَ فَمَا أَلَوْا
عَـنِ الْمُصْطَفَى مِنْ رَهْنِها لِوَفائِها
فَفَـكَّ مِـنَ الأَغْلَالِ بَكْـرَ بْـنَ وَائِلٍ
وَأَعْطَـى يَداً عَنْهُمْ لَهُمْ مِنْ غَلَائِها
وَأَنْقَـذَهُمْ مِنْ سِجْنِ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزٍ
وَقَـدْ يَئِسـَتْ أَنْفَارُها مِنْ نِسائِها
وَما عَدَّ مِنْ نُعْمَى امْرُؤٌ مِنْ عَشِيرَةٍ
لِوالِــدِهِ عَــنْ قَــوْمِهِ كَبَلائِهـا
أَعَـمَّ عَلَـى ذُهْـلِ بْنِ شَيْبَانَ نِعْمَةً
وَأَدْفَـعَ عَـنْ أَمْوَالِهـا وَدِمائِهـا
وَمَا رُهِنَتْ عَنْ قَوْمِها مِنْ يَدِ امْرِئٍ
نِزارِيَّــةٍ أَغْنَـتْ لَهـا كَغَنَائِهـا
أَبُـوهُ أَبُـوهُمْ فـي ذَرَاهُـمْ وَأُمُّهُ
إِذَا انْتَسـَبَتْ مِنْ مَاجِدَاتِ نِسائِها
وَمَا زِلْتُ أَرْمِي عَنْ رَبِيعَةَ مَنْ رَمَى
إِلَيْهـا وَتُخْشَى صَوْلَتِي مِنْ وَرَائِها
بِكُــلِّ شــُرُودٍ لَا تُــرَدُّ كَأَنَّهــا
سـَنَا نـارِ لَيْـلٍ أُوقِـدَتْ لِصِلَائِها
سـَتَمْنَعُ بَكْـراً أَنْ تُـرَامَ قَصَائِدِي
وَأَخْلُفُهـا مَـنْ مَـاتَ مِنْ شُعَرائِها
وَأَنْـتَ امْرُؤٌ مِنْ آلِ شَيْبانَ تَسْتَقِي
إِلَـى دَلْـوِكَ الْكُبْرَى عِظَامُ دِلائِها
لَكُـمْ أَثْلَـةٌ مِنْهـا خَرَجْتُمْ وَظِلُّها
عَلَيْكُـمْ وَفِيكُمْ نَبْتُها في ثَرائِها
وَأَنْتَ امْرُؤٌ مِنْ ذُهْلِ شَيْبانَ تَرْتَقِي
إِلَى حَيْثُ يَنْمِي مَجْدُها مِنْ سَمَائِها
وَقَـدْ عَلِمَـتْ ذُهْلُ بْنُ شَيْبانَ أَنَّكُمْ
إِلَـى بَيْتِهـا الْأَعْلَى وَأَهْلُ عَلَائِها
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.