
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذَا شــِئْتُ هَـاجَتْنِي دِيَـارٌ مُحِيلَـةٌ
وَمَرْبِــــطُ أَفْلَاءٍ أَمَــــامَ خِيَــامِ
بِحَيْـثُ تَلَاقَــى الدَّوُّ وَالحَمْضُ هَاجَتَا
لِعَيْنَــــيَّ أَغَرَابـــاً ذَوَاتِ سـِجَامِ
فَلَــمْ يَبْــقَ مِنْهَا غَيْرُ أَثْلَمَ خَاشِعٍ
وَغَيْـــــرُ ثَلَاثٍ لِلرَّمَـــــادِ رِئَامِ
أَلَــمْ تَرَنِـي عَاهَـدْتُ رَبِّـي وَإِنَّنِـي
لَبَيْــــنَ رِتَـــاجٍ قَـائِمٌ وَمَقَــامِ
عَلَــى قَسـَمٍ لَا أَشْـتُمُ الدَّهْرَ مُسْلِماً
وَلَا خَارِجـــاً مِــنْ فِــيَّ سُـوءَ كَلَامِ
أَلَــمْ تَرَنِــي وَالشِّعْرَ أَصْبَحَ بَيْنَنَا
دُرُوءٌ مِــــنَ الإِسْــلَامِ ذَاتُ حُــوَامِ
بِهِــنَّ شـَفَى الرَّحْمَنُ صَدْرِي وَقَدْ جَلَا
عَشَـــا بَصـَرِي مِنْهُـــنَّ ضــَوْءَ ظَلَامِ
فَأَصْــبَحْتُ أَسْــعَى فِــي فَكَاكِ قِلَادَةٍ
رَهِينَــــةِ أَوْزَارٍ عَلَـــيَّ عِظَـــامِ
أُحَــاذِرُ أَنْ أُدْعَـى وَحَوْضـِي مُحَلِّــقٌ
إِذَا كَــانَ يَـوْمُ الـوِرْدِ يَوْمَ خِصَامِ
وَلَــمْ أَنْتَــهِ حَتَّـى أَحَاطَتْ خَطِيئَتِي
وَرَائِي وَدَقَّـــتْ لِلـــدُّهُورِ عِظَـامِي
لَعَمْـرِي لَنِعْــمَ النِّحْـيُ كَانَ لِقَوْمِهِ
عَشـــِيَّةَ غَــبَّ البَيْـعُ نِحْـيُ حُمَـامِ
بِتَوْبَـــةِ عَبْـدٍ قَـدْ أَنَـابَ فُـؤَادُهُ
وَمَــا كَـانَ يُعْطِـي النَّاسَ غَيْرَ ظِلَامِ
أَطَعْتُــكَ يَــا إِبْلِيـسُ سَبْعِينَ حِجَّـةً
فَلَمَّــا انْتَهَــى شَيْبي وَتَـمَّ تَمَامِي
فَــرَرْتُ إِلَـى رَبِّـي وَأَيْقَنْـتُ أَنَّنِـي
مُلَاقٍ لِأَيَّــــامِ المَنُـــونَ حِمَــامِي
وَلَمَّــا دَنَـا رَأْسُ الَّتِي كُنْتُ خَائِفاً
وَكُنْـــتُ أَرَى فِيهَــا لِقَـاءَ لِـزَامِ
حَلَفْـــتُ عَلَــى نَفْسِــي لَأَجْتَهِـدَنَّهَا
عَلَــى حَالِهَـــا مِــنْ صـِحَّةٍ وَسَقَامِ
أَلَا طَــالَ مَـا قَـدْ بِتُّ يُوضِعُ نَاقَتِي
أَبُــو الجِـنِّ إِبْلِيـسٌ بِغَيْـرِ خِطَـامِ
يَظَــلُّ يُمَنِّينـِي عَلَـى الرَّحْلِ وَارِكاً
يَكُـــونُ وَرَائِي مَــــرَّةً وَأَمَــامِي
يُبَشـــِّرُني أَنْ لَـــنْ أَمُـوتَ وَأَنَّـهُ
ســَيُخلِدُنِي فِــــي جَنَّــــةٍ وَسـَلامِ
فَقُلْـــتُ لَــهُ هَلَّا أُخَيَّــكَ أَخْرَجَــتْ
يَمِينُــكَ مِـنْ خُضْـرِ البُحُـورِ طَـوَامِ
رَمَيْــتَ بِــهِ فِي اليَـمِّ لَمَّا رَأَيْتَهُ
كَفِرْقَـــةِ طَـــوْدَيْ يَـــذْبُلٍ وَشَمَامِ
فَلَمَّــا تَلَاقَـى فَـوْقَهُ المَوْجُ طَامِياً
نَكَصْــتَ وَلَــمْ تَحْتَـلْ لَـهُ بِمَـرَامِ
أَلَـمْ تَأْتِ أَهْلَ الحِجْرِ وَالحِجْرُ أَهْلُهُ
بِـــأَنْعَمِ عَيْـــشٍ فِـي بُيُـوتِ رُخَامِ
فَقُلْــتَ اعْقِرُوا هَذِي اللَّقُوحَ فَإِنَّهَا
لَكُـــمْ أَوْ تُنِيخُوهَـا لَقُـوحُ غَـرَامِ
فَلَمَّـــا أَنَاخُوهَــا تَبَـرَّأْتَ مِنْهُـمُ
وَكُنْـــتَ نَكُوصــاً عِنْـدَ كُـلِّ ذِمَـامِ
وَآدَمَ قَـــدْ أَخْرَجْتَــهُ وَهْـوَ سَـاكِنٌ
وَزَوْجَتَـــهُ مِــنْ خَيْــرِ دَارِ مُقَـامِ
وَأَقْسـَمْتَ يَــا إِبْلِيــسُ أَنَّـكَ نَاصِحٌ
لَـــهُ وَلَهَـــا إِقْسَـامَ غَيْـرِ إِثَامِ
فَظَلَّا يَخِيطَــانِ الـــوِرَاقَ عَلَيْهِمَـا
بَأَيْـــدِيهِمَا مِـنْأَكْــلِ شـَرِّ طَعَـامِ
فَكَــمْ مِنْ قُرُونٍ قَدْ أَطَاعُوكَ أَصْبَحُوا
أَحَـــادِيثَ كَــانُوا فِـي ظِلَالِ غَمَامِ
وَمَـا أَنْتَ يَا إِبْلِيسُ بِالمَرْءِ أَبْتَغِي
رِضَـــاهُ وَلَا يَقْتَــــادُنِي بِزِمَــامِ
سـَأُجْزِيكَ مِـنْ سَوْءَاتِ مَا كُنْتَ سُقْتَنِي
إِلَيْــــهِ جُرُوحــاً فِيــكَ ذَاتَ كِلَامِ
تُعَيِّرُهَـا فِي النَّـارِ وَالنَّارُ تَلْتَقِي
عَلَيْـــكَ بِزَقُّـــومٍ لَهَـــا وَضـِرامِ
وَإِنَّ ابــنَ إِبْلِيـسٍ وَإِبْلِيـسُ أَلْبَنَا
لَهُـــمْ بِعَــذَابِ النَّــاسِ كُـلَّ غُلَامِ
هُمَــا تَفَلَا فِـي فِـيَّ مِـنْ فَمَوَيْهِمَـا
عَلَــى النَّابِـحِ العَـاوِي أَشَدُّ رِجَامِ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.