
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَدْ وَجَدْتُمْ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا
حِين رَمَى الْأَحْزَابَ وَالْمُحزِّبا
وَخَشَبَى الْأَعْجَمِ وَالْمُخَشِّبا
وَالدَّرْبَ ذا الْبُنْيانِ وَالمُدَرَّبا
وَابْنَ أَبي عُبَيْدٍ الْمُكَذِّبا
وَالسَّبَئِيَّ وَالْمُراشَ الْمُذْنِبا
بِحاجِبَيْ سَبْعِينَ أَلْفاً مُعْرِبا
مَوْجاً تَرَى قُدْمُوسَهُ مُكَوْكَبا
في مُرْجَحَنٍّ يَذْعَرُ الْمُهَيَّبا
سارٍ عَلَى أَهْوائِهِ مُسْتَنْسِبا
بِقَدَرٍ يَتْلُو كِتاباً مُوجَبا
إِذا تَبارى مَوْكِباً وَمَوْكِبا
مُؤَوِّباً إِنْ هَمَّ أَنْ يُؤَوِّبا
كَما دَعا الْغَيْثُ الْجَرادَ الْمُجْدِبا
جَرَّ جَراداً وَاجْرَهَدَّ مُطْنِبا
تَدافُعَ الْماءِ حُباً عَلى حُبَا
في ذِي عُبابٍ يَرْتَمِي مُصَوِّبا
بِالْخُشْبِ لا ضَحْلاً وَلا مُنَضَّبا
يَعْلُو أَوَاذِيهِ النُّبا بَعْدَ النُّبا
وَيُقْلَعَ النَّخْلَ الرِّطابَ الْمُرْطِبا
وَالزَّيْتَ لَمْ يُرْطِبْ وَزَيْتاً أَرْطَبا
وَذاوياتِ السِّدْرِ وَالْمُغْلَوْلِبا
ضَرْباً هَذاذَيْكَ وَطَعْناً لَعِبا
وَالْجَوْزَ لَمْ يُهْدِبْ وَجَوْزاً أَهْدَبا
وَالسَّاحِلَيْنِ وَالصَّرِيعَ الْمُسْتَبَى
كَأَنَّ مِنْ حَرَّةِ لَيْلَى ظَرِبا
أَسْوَدَ مِثْلَ كَشِبٍ أَنْ كَشِبا
نَفى حَصِيراً شَوْكِهِ الْمُشَذِّبا
دُوَّارُهُ يُدِيرُ عِيصاً أَشِبا
مِنْ حَلْبَةِ الْجُفَّيْنِ حِينَ اسْتُغْضِبا
كَبَّةَ أَوْرادٍ تَغُمُّ الْمُرْهِبا
زَحْفَ الدَّبا إِثْرَ الدِّبا مُذْ لَعْبِبا
سُوداً وَخُضْراناً وَوُرْقاً نَيْسبَا
يَبْرِي لِرَيْعانِ الصَّبا أَوْ مُجْنِبا
أَلَفَّ يَلْتَفُّ إِذا ما حُرِّبا
قَدْ عَلِمَ الْمُخْتارُ إِذْ جَدَّ الْجِبَى
وَبَلَغَ الْماءُ حَلاقِيمَ الزُّبى
مَنَ الَّذي غَيَّقَ تَغْييقَ الصِّبا
وَرَئِمَ الْخَسْفَ الَّذي كانَ أَبى
إِذْ لَمْ يَزَلْ يُطاوِعُ الْمُسْتَصْعَبا
إِذْ حَسِبَ الرَّحْمنَ عَنْهُ مُضْرِبا
كَهانَةً وَقَدْ رَأى مُرَيِّبا
إِذْ نَصَبَ الْحَرْبَ فَلاقَى مُنْصِبا
بِجانِبِ الْكُوفَةِ يَوْماً مُشْجِبا
وِبالْمَذارِ عَسْكَراً مُشَيِّبا
أَلَفَّ يَلْتَفُّ إِذا ما حُرِّبا
هو عَبْدُ اللهِ بن رؤبة التَّميميّ، أبو الشَّعثاء، شاعرٌ مُخضْرم، توفِّي في خلافةِ الوليدِ بن عبد المَلِك سنة 90هـ/ 708م. كانَ أوّل من أطالَ الرَّجَز، اشْتُهر بالفصاحةِ والبلاغةِ، وقد استُشهدَ كثيرًا بأراجِيزِه في كتبِ الأدب واللّغة، وصنَّفه الأصْمعيُّ من أَشعر الرُّجَّاز.