
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جارِيَ لا تَسْتَنْكِري عَذِيرِي
سَعْيِي وَإِشْفاقِي عَلى بَعِيرِي
وَحَذَرِي ما لَيْسَ بِالْمَحْذُورِ
وَقَذَرِي ما لَيْسَ بِالْمَقْذُورِ
وَكَثْرَةَ التَّخْبِيرِ عَنْ شُقورِي
وَهَل يَرُدُّ ما خَلا تَخْبِيرِي
مَعَ الْجَلا وَلائِحِ الْقَتِيرِ
وَحِفْظَةٍ أَكَنَّها ضَميرِي
لَوْ أَنَّ عُصْمَ شَعْفاتِ النِّيرِ
يَسْمَعْنَهُ باشَرْنَ لِلتَّبْشِيرِ
بَيْنَ اقْتحامِ الطَّوْعِ وَالْخُرُورِ
إِذْ تَرْتَمِي مِنْ خَلَلِ الْخُدُورِ
بِأَعْيُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ
خُزْرٍ بِأَلْبابٍ إِلَيَّ صُورِ
إِذْ نَحْنُ في ضَبابَةِ التَّسْكِيرِ
وَالْعَصْرِ قَبْلَ هَذِهِ الْعُصُورِ
مَجَرَّساتٍ غِرَّةَ الْغَريرِ
بِالرِّيمِ وَالرِّيمُ عَلى الْمَزْجورِ
فَقَدْ سَبَتْنِي غَيْرَ ما تَعْذِيرِ
مَرْمارَةٌ مِثْلُ النَّقا الْمَرْمورِ
بَرَّاقَةٌ كَظَبْيَةِ الْبَرِيرِ
تَمْشِي كَمَشْيِ الْوَحْلِ الْمَبْهورِ
عَلَى خَبَنْدَى قَصَبٍ مَمْكُورِ
كَعُنْقُراتِ الْحائِرِ الْمَسْكورِ
غَرَّاءُ تَسْبِي نَظَرَ النَّظورِ
بِفاحِمٍ يُعْكَفُ أَوْ مَنْشورِ
كَالْكَرْمِ إِذْ نادَى مِنَ الْكافُورِ
في خُشَشاوَي حُرَّةِ التَّحْريرِ
فَإِنْ يَكُنْ أَمْسَى الْبِلَى تَيْقُورِي
وَالْمَرْءُ قَدْ يَصِيرُ لِلتَّصْيِيرِ
مُقَرَّراً بِغَيْرِ لا تَقْرِيرِ
بَعْدَ شَبابٍ عَبْعَبِ التَّصْوِيرِ
فَرُبَّ ذِي سُرادِقٍ مَحْجورِ
جَمِّ الْغَواشِي حاضِرِ الْمَحْضُورِ
أَشْوسَ عَنْ سِفارَةِ السَّفِيرِ
سُرْتُ إِلَيْهِ في أَعالِي السُّورِ
دُونَ صِياحِ الْبابِ وَالصَّرِيرِ
بِجاهِ لا وَغْلٍ وَلا مَغْمُورِ
عالي النَّثا وَالْوَجْهِ مُسْتَنيرِ
بَلْ بَلْدَةٍ مَرْهُوبَةِ الْعاثُورِ
تُنازِعُ الرِّياحَ سَحْجَ الْمُورِ
زَوْراءَ تَمْطُو فِي بِلادٍ زُورِ
إِذا حَبا مِنْ رَمْلِها الْوَعُورِ
عَوانِكٌ مِنْ ضَفِرٍ مَأْطُورِ
بِالْقُورِ مِنْ قِفافِها وَالْقُورِ
وَنَسَجَتْ لَوامِعُ الْحَرُورِ
بِرَقْرَقانِ آلِها الْمَسْجُورِ
سَبائِباً كَسَرَقِ الْحَريرِ
لا هَيْتُ أَخْشَى هَوْلِها الْمَذْكورِ
بِناعِجٍ كَالْمِجْدَلِ الْمَجْدُورِ
عُولِيَ بِالطِّينِ وَبِالْآجُورِ
كَأَنَّ عَيْنَيْهِ مِنَ الْغُؤْورِ
بَعْدَ الإِنَى وَعَرَقِ الْغُرورِ
قَلْتانِ في لَحْدَيْ صَفاً مَنْقُورِ
أَذاكَ أَمْ حَوجَلَتا قارُورِ
غَيَّرَتا بِالنَّضْجِ وَالتَّصْيِيرِ
صَلاصِلَ الزَّيْتِ إِلى الشُّطورِ
تَحْتَ حِجاجَيْ شَدْقَمٍ مَضْبُورِ
في شَعْشَعانِ عُنُقِ يَمْخُورِ
حابِي الْحُيودِ فارِضِ الْحُنْجورِ
كَالْجِذْعِ إِلَّا لِيفَهُ الْمَأْبُورِ
مُرَكَّبٍ في صَلَبٍ مَزْفُورِ
وَعَجُزٍ يَنْفِرُ لِلتَّنْقيرِ
يَكادُ يَنْسَلُّ مِنَ التَّصْدِيرِ
عَلى مُدالاتِي وَالتَّوْقِيرِ
تَدافُعَ الْأَتِيِّ بِالْقُرْقورِ
هَيَّأَهُ لِلْعَوْمِ وَالتَّمْهيرِ
نَجَّارُهُ بِالْخَشَبِ الْمَنْجورِ
وَالْقِيرِ وَالضَّبَّاتِ بَعْدَ الْقِيرِ
وَمَدَّ مِنْ جِلالِهِ الْمَثْجورِ
صَوْرُ الْعُرَى في دَقَلٍ مَأْصُورِ
لَأْياً يُثانِيها عَنِ الْجُؤُورِ
جَذْبُ الصَّرارِيِّينَ بِالْكُرُورِ
إِذْ نَفَحَتْ في جَلِّهِ الْمَشْجُورِ
حَدْواءُ جاءَتْ مِنْ بِلادِ الطُّورِ
تُزْجِي أَرَاعِيلَ الْجَهامِ الْخُورِ
فَهْوَ يَشُقُّ صائِبَ الْخَريرِ
مُعْتَلِجاتِ واسِقٍ مَزْخُورِ
إِذا انْتَحَى بِجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ
وَتارَةً يَنْقَضُّ في الْخُؤُورِ
تَقَضِّيَ الْبازِي مِنَ الصُّقُورِ
بَلْ خِلْتُ أَعْلاقِي وَجِلْبَ الْكُورِ
عَلى سَراةِ رائِحٍ مَمْطورِ
ظَلَّ بِذاتِ الْحاذِ وَالْجُذُورِ
مِنَ الدَّبِيلِ ناشِطاً لِلدُّورِ
يَرْكَبُ كُلَّ عاقِرٍ جُمْهورِ
مَخافَةً وَزَعَلَ الْمَحْبُورِ
وَالْهَوْلَ مِنْ تَهَوُّلِ الْهُبُورِ
حَتَّى احْتَداهُ سَنَنُ الدَّبُورِ
وَالظِّلُّ في جَحْرٍ مِنَ الْجُحورِ
جَحْرِ بَحِيرِ أَوْ أَخِي بَحِيرِ
إِلى أَراطٍ وَنَقاً تَيْهُورِ
مِنَ الْحِقافِ هَمِرٍ يَهْمُورِ
فَباتَ فِي مُكْتَنَسٍ مَعْمورِ
مُساقِطٍ كَالْهَوْدَجِ الْمَخْدُورِ
كَأَنَّ رِيحَ جَوْفِهِ الْمَزْبُورِ
في الْخُشْبِ تَحْتَ الْهَدَبِ الْيَخْضُورِ
مَثْواةُ عَطَّارِينَ بِالْعُطُورِ
أَهْضامِها وَالْمِسْكِ وَالْكَافُورِ
مِن أَرَجِ الصِّيرانِ بِالْمَصِيرِ
وِبالشِّتاءِ حَضِرُ الْمَحْضُورِ
وَإِنْ نَحا كَالنَّابِثِ الْمُثِيرِ
مَرَّتْ لَهُ دُونَ الرَّجا الْمَحْفُورِ
نَواشِطُ الْأَرْطاةِ كَالسُّيُورِ
مُجْرَمِّزاً كَضِجْعَةِ الْمَأْسُورِ
مُسْتَشْعِراً خَوْفاً عَلى وُقورِ
كَأَنَّ هِفْتَ الْقِطْقِطِ الْمَنْثُورِ
بَعْدَ رَذاذِ الدِّيمَةِ الْمَحْدُورِ
عَلى قَراهُ فِلَقُ الشُّذورِ
حَتَّى جَلا عَن لَهَقٍ مَشْهُورِ
لَيْلَ تِمامٍ تَمَّ مُسْتَحيرِ
عُكامِسٍ كَالسُّنْدُسِ الْمَنْشُورِ
بَيْنَ الْفِرْنْدادَيْنِ ضَوْءُ النُّورِ
يَمْشِي كَمَشْيِ الْمَرِحِ الْفِخِّيرِ
سُرْوِلَ في سَراوِلِ الصُّفورِ
تَحْتَ رِفَلِّ السَّنَدِ الْمَزْرُورِ
أَوْ مَرْزُبانِ الْقَرْيَةِ الْمَخْمورِ
دُهْقِنَ بِالتَّاجِ وَبِالتَّسْوِيرِ
فَحَطَّ في عَلْقَى وَفي مُكورِ
بَيْنَ تَوارِي الشَّمْسِ وَالذُّرُورِ
مُبْتَكِراً فَاصْطادَ في الْبُكورِ
ذا أَكْلُبٍ نَواهِزٍ ذُكورِ
يُهْمِدْنَ للْإِجْراسِ وَالتَّشْوِيرِ
وَاللَّمْعِ إِنْ خافَ نَدى الصَّفِيرِ
فَرُعْنَهُ وَالرَّوْعُ لِلمَذْعورِ
فَانْصاعَ وَهْرَ ذاخِرُ الشَّكيرِ
مِنَ بَغْيِهِ مُقارَبُ التَّهْجِيرِ
وَتارَةً يَمُورُ كَالتَّعْذيرِ
نَسْجَ الشَّمالِ حَدَبَ الْغَديرِ
وَفِيهِ كَالْإِعْراضِ لِلْعُكورِ
مِيلَيْنِ ثُمَّ قالَ في التَّفْكِيرِ
إِنَّ الْحَياةَ الْيَومَ في الْكُرورِ
أَوْ أَتَرَدَّى وَمَعِي ثُؤُوري
فَكَرَّ وَالنَّصْرُ مَعَ الصَّبورِ
مُعْتَرِفاً لِلْقَدَرِ الْمَقْدُورِ
بِوَقْعِ لا جافٍ وَلا ضَجورِ
بِسَلْهَبٍ لُيِّنَ فِي تُرورِ
مُطَّرِدٍ كَالنَّيْزَكِ الْمَطْرورِ
لا غَرِلِ الطُّولِ وَلا قَصيرِ
إِذا اسْتَدَرْنَ حَوْلَ مُسْتَدِيرِ
لِشَزْرِهِ صانَعَ بِالْمَشْزُورِ
وَيَسَرٍ إِنْ دُرْنَ لِلْمَيْسورِ
يُجْشِمُهُنَّ آلَةَ الْمَوْتورِ
قَسْراً وَيَأْبَى سُنَّةَ الْمَقْسورِ
حامِي الْحُمَيَّا مَرِسُ الضَّرِيرِ
يَنْشُطُهُّنَ في كُلَى الْخُصورِ
مَرّاً وَمَرّاً ثُغَرَ النُّحورِ
وَتارَةً في طَبَقِ الظُّهورِ
وَبَجَّ كُلَّ عانِدٍ نَعورِ
أَجْوَفَ ذي ثَوَّارَةٍ ثَؤُورِ
قَضْبَ الطَّبِيبِ نائِطَ الْمَصْفُورِ
يَذُبُّ عَنْهُ سَوْرَةَ السَّؤُورِ
مِنْ داجِنٍ أَوْ ناهِزٍ مَذْمُورِ
ذَبَّ الْمُحامِي أَوَّلَ النَّفِيرِ
كَأَنَّ نَضْخَ عَلَقِ الصُّدورِ
بِرَوْقِهِ نَوَاضِخُ الْعَبِيرِ
حَتَّى إِذا اعْتَصَمْنَ بِالْهَرِيرِ
وَالنَّبْحِ وَاَسْتَسْلَمْنَ لِلتَّعويرِ
وَقَدْ يَثُوبُ الرَّوْعُ لِلْمَكْثُورِ
حَتَّى رَآهُنَّ مِنَ التَّسْكِيرِ
مِنْ ساعِلٍ كَسُعْلَةِ الْمَجْشُورِ
وَنازِعٍ حَشْرَجَةَ الْكَريرِ
وَنَشِبٍ في رَوْقِهِ مَجْرُورِ
وَخابِطٍ ثِنْيَيْنِ مِنْ مَصِيرِ
يَخْبِطُهُ خَبْطَ اللَّقا الْمَعْفُورِ
وَلَّى كَمِصْباحِ الدُّجَى الْمَزْهورِ
كَأَنَّهُ مِنْ آخِرِ الْهَجيرِ
قَرْمُ هِجانٍ هَمَّ بِالْفُدورِ
يَمْشِي بِأَنْقاءِ أَبِي حِبْرِيرِ
مَشْيَ الْأَمِيرِ أَوْ أَخِي الْأَمِيرِ
يَمْشِي السِّبْطَرَى مِشْيَةَ التَّجْبِيرِ
أَوْ فَيْخُمانِ الْقَرْيَةِ الْكَبيرِ
هو عَبْدُ اللهِ بن رؤبة التَّميميّ، أبو الشَّعثاء، شاعرٌ مُخضْرم، توفِّي في خلافةِ الوليدِ بن عبد المَلِك سنة 90هـ/ 708م. كانَ أوّل من أطالَ الرَّجَز، اشْتُهر بالفصاحةِ والبلاغةِ، وقد استُشهدَ كثيرًا بأراجِيزِه في كتبِ الأدب واللّغة، وصنَّفه الأصْمعيُّ من أَشعر الرُّجَّاز.