
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا رَبِّ إِذْ شَدَدْتَنِي عِقالا
وَلَوْ تَشاءُ أَسْرَعَ انْحِلالا
إِنْ كُنْتَ قَدْ غَيَّرْتَ حالِي حَالا
مِنْ كِبَرٍ قَدْ أَوْهَنَ الْأَوْصَالا
فَلَمْ أَكُنْ أَسْتَنْطِقُ الْعُذَّالا
مِنْ أَنْ يَرَوْنِي لِلْخَنا قَوَّالا
وَلَمْ أَكُنْ لِجارَتِي غَوَّالا
وَلَمْ أَكُنْ فِي جَنْبِها جَهَّالا
وَلَمْ أَكُنْ أُخادِعُ الضُّلَّالا
وَلا لِما حَرَّمْتَهُ أَكَّالا
وَلا لِبَيْتِ جارَتِي خَتَّالا
بَعْدَ الْمَنامِ أَبْتَغِي الْأَدْغَالا
تَبَغِّياً ما لَيْسَ لِي حَلالا
عَلَّ الْإِلَهُ الْباعِثَ الْأَثْقَالا
يُعْقِبُنِي مِنْ جَنَّةٍ تَظْلَالا
وَعِنَباً يُساقِطُ الْأَهْدالا
وَقَدْ يُثِيبُ الصَّابِرَ النَّوالا
وَبَلْدَةٍ تَسْتَحْسِرُ الْأَرْسَالا
مِنَ الْقَطا وَتَبْهَظُ الشِّمالا
زَوْراءَ تَنْضُو بَعْدَ آلٍ آلَا
إِذا السَّرابُ اسْتَشْخَصَ الْأَجْذَالا
وَاَنْتَسَجَتْ رَقارِقاً أَضْحَالا
وَاَطَّرَدَتْ دَياسِقاً أَسْمَالا
وَاَسْتَشْخَصَ الْآرامَ وَالتِّلالا
تَخالُها في رَيْعِها آجَالا
شِيبَ رِجالٍ عاتَقَتْ رِجالا
وَمَرَّ فِيها رَيْعُها عَسَّالا
تَرى بِها آجالَها رِعالا
فَوْضَى وَرَفْضاً تَتْبَعُ الْأَظْلَالا
قَطَعْتُ لَمَّا آَزَتِ الظِّلالا
أَفْياؤُها وَاشْتَعَلَ اشْتِعالا
فِيها سُعارٌ يُنْضِجُ الْآجَالا
وَسَدَّ لَيْلٍ مُلْبَسٍ جِلالا
إِذا الصَّدَى جاوَبَهُ إِعْوالا
هامٌ يُنادِي مُثْكَلٌ إِثْكَالا
تَخالَهُ مُؤَبِّناً مُخْتالا
أَوْ صَوْتَ داعٍ ناشِدٍ إِفالا
إِنَّا أُناسٌ نَحْمِلُ الْأَعْيالا
وَنَقْسِمُ النِّهابَ وَالْأَنْفالا
نَكْفِي الثَّأَى وَنُعْظِمُ الإِجْزالا
وَنُكْثِرُ الإِنْعامَ وَالإِفْضالا
نَلْهَزُ ذا الدَّرْءِ إِذا ما مالا
في كُلِّ يَوْمٍ نُحْجِرُ الْأَبْطالا
إِذا السُّيوفُ اتُّخِذَتْ ظِلالا
وَانْسَحَلَ الْمَوْتُ بِها انْسِحالا
وَاَكْتَنَعَ الْقَتْلُ بِها وَاَنْهَالا
وَساجَلَتْ قُرُومُها سِجالا
دِلاءَ مَوْتٍ تُنْشِطُ الْحِبالا
إِنَّ لَنا قَرْماً إِذا ما صَالا
هَدَّ الصُّوَى وَأَذْرَقَ الْفِحالا
يَلْقَيْنَ مِنْهُ قِهْيَباً جُلالا
نَقْتَصِلُ اللُّدَّ بِهِ اقْتِصالا
بِهِ نَدُوكَ الْمُتْرَفَ الْمُخْتالا
إِنَّ لَنا عِزّاً رَسا وَطالا
حالَفَنا وَاَفْتَرَعَ الطِّوالا
ما حالَفَتْ أَرْضٌ بِها الْجِبالا
هو عَبْدُ اللهِ بن رؤبة التَّميميّ، أبو الشَّعثاء، شاعرٌ مُخضْرم، توفِّي في خلافةِ الوليدِ بن عبد المَلِك سنة 90هـ/ 708م. كانَ أوّل من أطالَ الرَّجَز، اشْتُهر بالفصاحةِ والبلاغةِ، وقد استُشهدَ كثيرًا بأراجِيزِه في كتبِ الأدب واللّغة، وصنَّفه الأصْمعيُّ من أَشعر الرُّجَّاز.