
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَما وَرَبِّ الْبَيْتِ لَوْ لَمْ أُشْغَلِ
شُغْلاً بِحَقٍّ غَيْرِ ما تَكَسُّلِ
ما كُنْتُ مِنْ تِلْكَ الرِّجالِ الْخُذَّلِ
ذِي رَأْيِهِمْ وَالْعاجِزِ الْمُخَسَّلِ
عَنْ هَيْجِ إِبْراهِيمَ يَوْمَ الْمَرْحَلِ
وَجَعْلِ نَفْسِي مَعَهُ وَمِقْوَلِي
مِنْ أَجْلِ أَنَّ وُدَّهُ لَمْ يَنْسُلِ
مِنِّي وَلا بَلاؤُهُ إِذْ نَبْتَلِي
مِنْهُ أَهاضِيبَ رَبِيعٍ مُسْبِلِ
فَلَسْتُ أَنْساهَ كَما يَنْسَى السَّلِي
عَلى التَّنائِي وَالزَّمانِ الْأَعْصَلِ
يا بُشْرَتا بِالْخَبَرِ الْمُغَلْغَلِ
إِلَيَّ ذِي الْحَلاوَةِ الْمُعَسَّلِ
جاءَ بِهِ مَرُّ الْبَريدِ الْمُرْسَلِ
مِنَ السَّراةِ ناشِطاً لِلْأَجْبُلِ
بُعالِهِنَّ الْقَهْبِ وَالْمُجَزَّلِ
إِذْ نَذَرَ النَّاذِرُ نَذْرَ الْمُجْذَلِ
صَوْماً عَنِ الطَّعامِ وَالتَّعَلُّلِ
إِلى انْقِضاءِ شَهْرِهِ الْمُهَلِّلِ
إِنْ آبَ إِبْراهِيمُ لَمْ يُحَوَّلِ
وَلَمْ يُحَمَّلْ مَغْرَماً فَيُثْقَلِ
مِنْ بَعْدِ ما قالَ الْبَريدُ عَجِّلِ
بِرِحْلَةٍ وَافْزَعْ إِلى التَّوَكُّلِ
فَراحَ مِنْ حَجْرٍ قُبَيْلَ الْمُوصَلِ
وَقَبْلَ مُغْسَى المَلَثِ الْمُطَفِّلِ
مُسْتَجْمِعَ الْأَمْرِ جَمِيعَ الْأَرْمَلِ
تَبْرِي لَهُ مِنْ أَيْمُنٍ وَأَشْمُلِ
خَوالِجٌ مِنْ أَسْعُدٍ أَنْ أَقْبِلِ
إِلى أُثالَ مُلْكِكَ الْمُؤَثَّلِ
وَأَصْلِ مُلْكٍ لَكَ لَمْ يُزَلْزَلِ
لَوْ كُنْتَ كَالْعارِفِ بِالتَّفَؤُّلِ
إِذْ بَشَّرَتْكَ الطَّيْرُ أَنْ لا تَوْجَلِ
عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُغْفِلِ
حُسْنَى مَساعِيكَ وَلا مُبَدِّلِ
حُسْناكَ سُوءاً فَاجْرِ غَيْرَ مُجْبِلِ
حُزُونَةً وَلا بِسَهْلٍ مُوحِلِ
مُبَجَّلاً وَالْحَظُّ لِلْمُبَجَّلِ
فَقَدْ كَفى اللَّهُ غِيالَ الْغُوَّلِ
وَأَطْعِمِ الْوَاشِينَ خُشْنَ الْجَنْدَلِ
فَانْقَضَّ بِالسَّيْرِ وَلا تَعَلَّلِ
بِمِجْدَلٍ وَنِعْمَ رَأْسُ الْمِجْدَلِ
عَلَيْهِ بِاللهِ بَلاغُ الرُّحَّلِ
مِنَ الصِّحابِ وَمَتاعُ الْمُرْمِلِ
سامٍ إِلى الْمَعْلاةِ غَيْرُ حَنْبَلِ
كَزٍّ وَلا مُزَلَّمٍ كَوَأْلَلِ
وَصَّالِ إِخْوانِ النَّدَى مُوَصَّلِ
يَرْتاحُ أَنْ تَبْرُدَ رِيحُ الشَّمْأَلِ
يَرْمِي بِأَجْوازِ الْمَهارَى النُّحَّلِ
ذَوابِلاً مِثْلَ الْقِسِيِّ الذُّبَّلِ
حَوانِياً مِنْ سُبَّتٍ وَذُمَّلِ
يَنْتُقْنَ بِالْقَوْمِ مِنَ التَّزَغُّلِ
وَهِزَّةِ الْمِراحِ وَالتَّخَيُّلِ
مَيْسَ عُمانَ وَرِحالَ الْإِسْحِلِ
يَغْلُو بِها رُكْبانُها وَتَغْتَلِي
مَعْجَ الْمَرامِي عَنْ قِياسِ الْأَشْكَلِ
مِنْ قُلْقُلاتٍ وَطُوَالٍ قُلْقُلِ
بِأَذْرُعٍ سَوابِحٍ وَأَرْجُلِ
مُجَنَّباتٍ للِنَّجاءِ زُجَّلِ
يَقْطَعْنَ عَرْضَ الْأَرْضِ بِالتَّمَحُّلِ
جَوْزَ الْفَلا مِنْ أَرْمُلٍ وَأَرْمُلِ
عَوانِكاً مِنْ عَقِدٍ مُسَلْسَلِ
تَرَى لِصِيرانِ الْمَها الْمُسَرْوَلِ
وَشْيَ شَوىً تَحْتَ سَراً مُجَلَّلِ
سَبائِبَ الكَتَّانِ بَعْدَ الْغُسَّلِ
مَكانِساً مِنْ مُحْدَثٍ وَمُوأَلِ
في هَيْكَلِ الضَّالِ وَأَرْطىً هَيْكَلِ
وَأُمُلٍ مَوْصُولَةٍ بِأمُلِ
تَنْحَى بِطُولِ أَحْبُلٍ وَأَحْبُلِ
عَزْفَ مَعازِيفَ قِفافٍ قُفَّلِ
تَسْمَعُ فِي أَصْوائِهِنَّ الْمُثَّلِ
بَعْدَ الْكَرَى تَنْهِيتَ هامٍ ثُكَّلِ
يُعْقِبْنَ بَعْدَ النَّوْمِ بِالتَّوَلْوُلِ
إِذا الظَّلامُ وَهْوَ داجِي الْمِشْمَلِ
تَغَمَّدَ الْأَعْلامَ بِالتَّجَلُّلِ
وَحالَتِ الظَّلْماءُ بِالتَّهَوُّلِ
دُونَ الْجِبالِ وَفِجاجِ الْمَنْقَلِ
وَأَحْثَلَ الْوَسِيقَ كُلَّ مُحْثَلِ
مِنَ الْمَطايا وَالرِّجالِ الْوُغَّلِ
لَقِيتَ إِبْراهِيمَ غَيْرَ زُمَّلِ
يَنْقَضُّ بِالْقَوْمِ انْقِضَاضَ الْأَجْدَلِ
إِذا سَقَى النُّعَاسُ كُلَّ مَفْصِلِ
عُسَّ كَرىً مِنَ الْكَرَى الْمُثَمِّلِ
وَآضَتِ الْأَعْناقُ سُولَ الْعُنْصُلِ
مُخْتَضِعاتٍ بِرُؤُوسٍ مُيَّلِ
هَنَّا وَهَنَّا بِرَجُوفٍ مُرْقِلِ
تَراهُ لِلْواسِطِ كِالْمُقَبِّلِ
أَقامَ إِبْراهِيمُ صَدْرَ الْعَنْسَلِ
إِذْ خَثَرَ الْقَوْمُ خُثُورَ الثُّمَّلِ
حَتَّى إِذا أَعْجازُ لَيْلٍ غَيْطَلِ
أَوْفَتْ عَلَى الْغَوْرِ وَلَمَّا تَفْعَلِ
وَصاحَ مِنْها في تَوالِي ما تَلَى
ضِياءُ فَجْرٍ كَالضِّرامِ الْمُشْعَلِ
تَجْلُو قُداماهُ الدُّجَى فَتَنْجَلِي
عَنْ صَلَتانٍ مِثْلِ صَدْرِ الْمُنْصُلِ
أَفْنَى الضَّرِيباتِ وَلَمْ يُفَلَّلِ
يُذْرِي بِارْعاشِ يَمِينِ الْمُؤْتَلي
خُضُمَّةَ الذِّراعِ هَذَّ الْمُخْتَلي
سُوقَ الْحَصادِ بَغُروبِ الْمِنْجَلِ
حَتَّى تَناهَى حَيْثُ لَمْ يُتَلْتَلِ
وَلَمْ يُحَوِّلْ رَحْلَهُ فِي الْمَنْزِلِ
وَحاقِدٍ أَزْمَعَ بِالتَّزَيُّلِ
أَنْ يُخْبِرَ الْإِمامَ كُلَّ مَدْخَلِ
مِنْ أَهْلِهِ وِباطِنٍ وَجَلَلِ
فَقالَ للْإِمامِ: هَذا قِبَلي
بِذِي غِنَى أَهْلِي أَصْفَى مَأْكَلي
قال لَهُ الْإِمامُ: ما جَمَعْتَ لِي
فَقالَ إِبْراهِيمُ: عُذْرَ الْمُؤْتَلى
أَما وَعَهْدِ اللَّهِ أَنْ لَمْ أَغْفُلِ
جَمْعاً وَلَكِنَّ جَمِيعَ عَمَلِي
شَقَّقَهُمْ شَلُّ السِّنِينَ الشُّلَلِ
يَعُدْنَ بَعْدَ الْبَدْءِ بِالتَّجَبُّلِ
يَدَعْنَ ذا الثَّرْوَةِ كَالْمُعَيَّلِ
وَصاحِبَ الْإِقْتارِ لَحْمَ الْجَيْأَلِ
وَالْعَضُّ مِنْ جَدْبِ زَمانٍ مُعْضِلِ
وَعُرَفاءَ لِلْإمامِ حُمَّلِ
عَلى الْعَمَى وَعَنْ هُداهُمْ ذُهَّلِ
لِما اَسْتَطاعوا مِنْ خَبالٍ خُبَّلِ
وَلِلْأَمِيرِ مُعْنِتِينَ غُلَّلِ
مِنْ حُرُماتِ اللَّهِ ما لَمْ يُحَلَلِ
وَإِنْ لَقُوا ذا ضَعْفَةٍ قالُوا اجْعَلِ
فَإنْ يَوضِّحْ بِالْخَبِيثِ الْأَقْلَلِ
يَرْضَوْا وَيَنْسُوا خَفَرَ التَّزَوُّلِ
وَإِنْ يَقُلْ لا جُعْلَ عِنْدِي يُعْكَلِ
مِنْها ثِنىً عَلَى ثِنىً مُعَقَّلِ
يُقالُ عُمَّالٌ وَشَرُّ عُمَّلِ
وَلا أُحاشِي عَنْ فُلٍ وَلا فُلِ
كُلَّ أَصَمَّ قَلْبُهُ مَهْما يَلِي
مِمَّا يَعافُ الصَّالِحُونَ يَأْكُلِ
وَجَدَ الْكَلِيبِ بِاللِّحامِ الصُّلَّلِ
مُسْتَبْطِناً أَمانَةً كَالْمُنْخُلِ
فَأَصْبَحُوا بَعْدَ الزَّمانِ الدَّغْفَلِ
كَالْبُرْدِ بَعْدَ الْجِدَّةِ الْمُرَعْبَلِ
فَرَعْلَةٌ بِالْأُدَمَى وَالْمَغْسَلِ
وَالْخَرْجِ لا تَسْتِطيعُ مِنْ تَحَلْحُلِ
وَبِالرُّسُومِ ورَوَاطِي صُلْصُلِ
رَضائِمٌ أَعْيَتْ عِنِ التَّنَقُّلِ
هَلْكَى بِلا تَجْرٍ وَلا تَمَوُّلِ
وَكَرِشٍ بِهَجْرٍ لَمْ يَحْتَلِ
وَعامِدٍ بِنَفْسِهِ لِلدَّيْبُلِ
وَعامِدٍ سَمْتَكَ لَمْ يُنَعَّلِ
نَعْلاً وَلا ظَهْراً سِوَى التَّرَجُّلِ
حَتَّى تَناهَى لِمناهِي الْمَوْئِلِ
مِنْ فَقْرِهِ وَمُنْعِشِ الْمُعَوِّلِ
إِلى سُلَيْمانَ الْعَقولِ الْمُعْقِلِ
لِذي عُقولِ النَّاسِ وَالْمُنْكِّلِ
ذا الدَّرْءِ حَتَّى يَنْتَحُوا لِلْأَعْدَلِ
قَوْمٌ لَهُمْ عَزازَةُ التَّدَكُّلِ
عَلى الْعِدَى وَسُخْرَةُ المُرَفَّلِ
ما فَتِئُوا مِنْ أَوَّلٍ فَأَوَّلِ
يَمْرُونَ أَخْلافَ الْحُرُوبِ الْبُهَّلِ
حَتَّى يُدِرُّوها عَلَى التَّبَخُّلِ
لَهُمْ بِآكالِ الدَّسِيعِ الْعُدْمُلِ
وَما اصْطَلَى أَرْماحَهُمْ مِنْ مُصْطَلِ
مِنَ الْعِدَى في كُلِّ يَوْمٍ مُعْضِلِ
يَحُشُّ قَتْلاً بِأَكُفِّ الْقُتَّلِ
إِلَّا جَلَوْا عَنْهُ عَجاجَ الْقَسْطَلِ
بِوَلْقِ طَعْنٍ غائِرٍ وَنُجَّلِ
يَخْتَرِمُ الْأَجْوافَ بِالتَّخَلُّلِ
خِلالَ ضَرْبٍ حَيْثُ يَفْلِي الْمُفْتَلِي
مِنَ الرُّؤُوسِ وَالْقَذالِ الْأَقْذَلِ
إِلَّا هَوَى عَدُوُّهُمْ لِلْكَلْكلِ
أَوْ لِقَفاهُ بِالْحَضِيضِ الْأَسْفَلِ
وَفِي الْحَرَاكِيكِ بِخُدْبٍ جُزَّلِ
لُجْفاً كَأَشْداقِ الْقِلاصِ الْهُدَّلِ
وَإِنْ سُقاةُ الْمَجْدِ يَوْمَ الْمَحْفِلِ
تَواضَخُوا فِي الْجَمِّ وَالتَّمكُّلِ
حَوْلَ الْجِبَى بِدَالِياتِ الْمُدَّلي
نَفَى السُّقاةَ بِالْمَقامِ الْأَوْشَلِ
وَاَغْتَرَفَ الْمَجْدَ بغَرْبٍ سَحْبَلِ
رَحْبِ الْفُرُوغِ حَوْأَبٍ مُثَجَّلِ
هو عَبْدُ اللهِ بن رؤبة التَّميميّ، أبو الشَّعثاء، شاعرٌ مُخضْرم، توفِّي في خلافةِ الوليدِ بن عبد المَلِك سنة 90هـ/ 708م. كانَ أوّل من أطالَ الرَّجَز، اشْتُهر بالفصاحةِ والبلاغةِ، وقد استُشهدَ كثيرًا بأراجِيزِه في كتبِ الأدب واللّغة، وصنَّفه الأصْمعيُّ من أَشعر الرُّجَّاز.