
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَانَ الخَلِيطُ بِمَنْ عُلِّقْتَ فَانْصَدَعُوا
فَــدَمْعُ عَيْنِــكَ وَاهٍ وَاكِـفٌ هَمِـعُ
كَيْـفَ اللِقَاءُ وَقَدْ أَضْحَتْ وَمَسْكَنُهَا
بَطْـنُ المَحِلَّـةَ مِنْ صَنْعَاءَ أَوْ ضَلَعُ
كَـمْ دُونَهَا مِنْ فَيَافٍ لَا أَنِيسَ بِهَا
إِلَّا الظَّلِيـمُ وإِلَّا الظِّبْـيُ والسَّبُعُ
وَمَنْهَــلٍ صــَخِبِ الأَصــْدَاءِ وَارِدُهُ
طَيْرُ السَّمَاءِ تَحُومُ الحَيْنُ أَوْ تَقَعُ
لَا مَــاؤُهُ مَــاءُ أَحْسـَاءٍ تُقَرِّظُـهُ
أَيْـدِي السـُّقَاةِ وَلَا صـَادٍ وَلَا كَرِعُ
إِلَّا تَرَســُّخُ عِلْبَــا دُونَــهُ رَهَـبٌ
مِـنْ عِرْمِـضٍ فَأَبَـاءٍ فَهْـيَ مُنْتَقَـعُ
تَقُـولُ عَـاذِلَتِي مَهْلاً فَقُلْـتُ لَهَـا
عَنِّـي إِلَيْـكِ فَهَـلْ تَدْرِينَ مَنْ أَدَعُ
وَكَيْـفَ أَتْـرُكُ شَخْصـاً فِـي رَوَاجِبِهِ
وَفِـي الأَنَامِـلِ مِـنْ حَنَّـائِهِ لَمَـعُ
وَأَنْتِ لَوْ كُنْتِ بِي جُدُّ الخَبِيرَةِ لَمْ
يُطْمِعْـكِ فِـي طَمَـعٍ مِنْ شِيمَتِي طَمَعُ
إِنِّــي لَيُعْــوِزُنِي جَـدِّي فَـأَتْرُكُهُ
عَمْـدَاً وَأُخْـدَعُ أَحْيَانـاً فَأَنْخَـدِعُ
وَأَكْتُـمُ السـِّرَّ فِـي صَدْرِي وَأَخْزِنُهُ
حَتَّـى يَكُـونَ لِـذَاكَ القَـوْلِ مُطَّلَعُ
وَأَتْـرُكُ القَـوْلَ إِلَّا فِـي مُرَاجَعَـةٍ
حَتَّــى يَكُـونَ لَـهُ مُلْـحٌ وَمُسـْتَمِعُ
لَا قُـوَّتِي قُـوَّةُ الرَّاعِـي رَكَـائِبَهُ
يَأْوِي فَيَأْوِي إِلَيْهِ الكَلْبُ وَالرَّبَعُ
وَلَا العَسـِيفِ الَّـذِي يَشـْتَدُّ عُقْبَتَهُ
حَتَّـى يَبِيـتَ وَبَـاقِي نَعْلِـهِ قِطَـعُ
لَا يَحْمِـلُ العَبْـدُ مِنَّا فَوْقَ طَاقَتِهِ
وَنَحْـنُ نَحْمِـلُ مَـا لَا تَحْمِل القَلَعُ
مِنَّـا الأَنَاةُ وَبَعْضُ القَوْمِ يَحْسَبُنَا
إِنَّـا بِطَـاءٌ وَفِـي إِبْطَائِنَـا سَرَعُ
هُوَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ إِسْماعِيلَ بنِ عَبدِ كُلال، مِنْ أَهْلِ صَنعاءَ مِنَ الأَبْناءِ، وَقِيلَ أَصْلُهُ مِنَ الفُرْسِ الَّذِينَ قَدِمُوا إِلى اليَمَنِ، غَلَبَ عليهِ لَقَبُ وَضَّاحِ اليَمَنِ لِجمالِهِ وَبَهائِهِ، وَهُوَ مِنْ شُعراءِ العَصْرِ الأُمَوِيِّ، كانَ جَميلَ الطَّلعَةِ يَتَقَنَّعُ فِي المَواسِمِ، وامْتازَ بِرقَّةِ غَزَلِهِ، وَلَهُ أَخْبارٌ مَعَ عَشِيقَةٍ لَهُ اسْمُها رَوضَةُ، ويُرْوَى أنَّه قُتِلَ بَعدَ أَنْ تَغَزَّلَ بِأُمِّ البَنِينِ زَوجَةِ الْخَلِيفَةِ الوَلِيدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ حِينَ قَدمَ مَكَّةَ حاجَّاً، وكانَتْ وَفاتُهُ نَحوَ عامِ 90 لِلْهِجْرَةِ.