
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَالَــكَ وَضـَّاحُ دَائِمَ الغَـزَلِ
أَلَسـْتَ تَخْشـَى تَقَـارُبَ الأَجَـلِ
صـَلِّ لِذِي العَرْشِ وَاتَّخِذْ قَدَمَاً
تُنْجِيـكَ يَوْمَ العِثَارِ وَالزَّلَلِ
يَا مَوْتُ مَا إِنْ تَزَالُ مُعْتَرِضَاً
لِآمِــلٍ دُونَ مُنْتَهَــى الأَمَــلِ
لَـوْ كَانَ مَنْ فَرَّ مِنْكَ مُنْفَلِتاً
إِذاً لَأَســْرَعْتُ رِحْلَـةَ الجَمَـلِ
لَكِــنَّ كَفَّيْـكَ نَـالَ طُولُهُمَـا
مَـا كَـلَّ عَنْـهُ نَجَـائِبُ الإِبِلِ
تَنَــالُ كَفَّــاكَ كُـلَّ مُسـْهِلَةٍ
وَحُـوتَ بَحْـرٍ وَمَعْقِـلَ الوَعِـلِ
لَـوْلَا حِذَارِي مِنَ الحُتُوفِ فَقَدْ
أَصـْبَحْتُ مِـنْ خَوْفِهَا عَلَى وَجَلِ
لَكُنْتُ لِلقَلْبِ فِي الهَوَى تَبَعاً
إِنَّ هَــوَاهُ رَبَــائِبُ الحَجَـلِ
حِرْمِيَّـةٌ تَسـْكُنُ الحِجَـازَ لَهَا
شـَيْخٌ غَيُـورٌ يَعْتَـلُّ بِالعِلَـلِ
عُلِّـقَ قَلْبِـي رَبِيـبَ بَيْتِ مُلُو
كٍ ذَاتَ قُرْطَيْـنِ وَعْثَـةُ الكَفَلِ
تَفْتَـرُّ عَـنْ مَنْطِـقٍ تَضـِنُّ بـهِ
يَجْـرِي رُضـَاباً كَذَائِبِ العَسَلِ
هُوَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ إِسْماعِيلَ بنِ عَبدِ كُلال، مِنْ أَهْلِ صَنعاءَ مِنَ الأَبْناءِ، وَقِيلَ أَصْلُهُ مِنَ الفُرْسِ الَّذِينَ قَدِمُوا إِلى اليَمَنِ، غَلَبَ عليهِ لَقَبُ وَضَّاحِ اليَمَنِ لِجمالِهِ وَبَهائِهِ، وَهُوَ مِنْ شُعراءِ العَصْرِ الأُمَوِيِّ، كانَ جَميلَ الطَّلعَةِ يَتَقَنَّعُ فِي المَواسِمِ، وامْتازَ بِرقَّةِ غَزَلِهِ، وَلَهُ أَخْبارٌ مَعَ عَشِيقَةٍ لَهُ اسْمُها رَوضَةُ، ويُرْوَى أنَّه قُتِلَ بَعدَ أَنْ تَغَزَّلَ بِأُمِّ البَنِينِ زَوجَةِ الْخَلِيفَةِ الوَلِيدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ حِينَ قَدمَ مَكَّةَ حاجَّاً، وكانَتْ وَفاتُهُ نَحوَ عامِ 90 لِلْهِجْرَةِ.