
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرَاعَـكَ طَـائِرٌ بَعْـدَ الخُفُوقِ
بِفَاجِعَــةٍ مُشــَنَّعَةِ الطُّـرُوقِ
نَعَـمْ وَلَهـاً عَلَـى رَجُلٍ عَمِيدٍ
أَظَــلُّ كَـأَنَّنِي شـَرِقٌ بِرِيقِـي
كَـأَنِّي إِذْ عَلِمْـتُ بِهَـا هُدُوّاً
هَـوَتْ بِـي عَاصِفٌ مِنْ رَأْسِ نِيقِ
أُعَـلُّ بَزَفْـرَةٍ مِـنْ بَعْدِ أُخْرَى
لَهَـا فِي القَلْبِ حَرٌّ كَالحَرِيقِ
وَتَـرْدُفُ عَبْـرَةً تَهْتَـانَ أُخْرَى
كَفَــائِضِ غَـرْبِ نَضـَّاحٍ فَتِيـقِ
كَـأَنِّي إِذْ أُكَفْكِـفُ دَمْعَ عَيْنِي
وَأَنْهَاهَـا أَقُـولُ لَهَا هَرِيقِي
أَلَا تِلْـكَ الحَوَادِثُ غِبْتُ عَنْهَا
بِأَرْضِ الشَّامِ كَالفَرْدِ الغَرِيقِ
فَمَـا أَنْفَـكُّ أَنْظُـرُ فِي كِتَابٍ
تُدَارِي النَّفْسُ عَنْهُ هَوَى زَهُوقِ
يُخَبِّـرُ عَـنْ وَفَـاةِ أَخٍ كَرِيـمٍ
بَعِيـدِ الغَـوْرِ نَفَّـاعٍ طَلِيـقِ
وَقَـرْمٍ يُعْـرِضُ الخُصـْمَان عَنْهُ
كَمَا حَادَ البِكَارُ عَنِ الفَنِيقِ
كَرِيـمٍ يَمْلَأُ الشـَّيْزَى وَيَقْـرِي
إِذَا مَـا قَـلَّ إِيمَاضُ البُرُوقِ
وَأَعْظَـمُ مَـا رُمِيتُ بِهِ فَجُوعاً
كِتَـابٌ جَـاءَ مِـنْ فَـجٍّ عَمِيـقِ
يُخَبِّـرُ عَـنْ وَفَـاةِ أَخٍ فَصَبْراً
تَنَجَّــزْ وَعْــدَ مَنَّـانٍ صـَدُوقِ
سَأَصــْبِرُ لِلقَضـَاءِ فَكُـلُّ حَـيٍّ
سـَيَلْقَى سَكْرَةَ المَوْتِ المَذُوقِ
فَمَـا الدُّنْيَا بقَائِمةٍ وَفِيهَا
مِـنَ الأَحْيَـاءِ ذُو عَيْـنٍ رَمُوقِ
وَلِلأَحْيَـــاءِ أَيَّــامٌ تَقَضــَّى
يَلُـفُّ خِتَامُهَـا سـُوقاً بِسـُوقِ
فَأَعْنَـاهُمْ كَأَعْـدَمِهِمْ إِذَا مَا
تَقَضـَّتْ مُـدَّةُ العَيْـشِ الرَّقِيقِ
كَـذَلِكَ يُبْعَثُـنَّ وَهُـمْ فُـرَادَى
لِيَـوْمٍ فِيـهِ تَوْفِيـةُ الحُقُوقِ
أَبَعْدَ هُمَامِ قَوْمِكِ ذِي الأَيَادِي
أَبِـي الوَضـَّاحِ رَتَّاقِ الفُتُوقِ
وَبَعْـدَ عُبَيْدَةَ المَحْمُودِ فِيهِمْ
وَبَعْـدَ سَمَاعَةَ العَوْدِ العَتِيقِ
وَبَعْدَ ابْنِ المُفَضَّلِ وَابْنِ كَافٍ
هُمَا أَخَوَاكَ فِي الزَّمَنِ الأَنِيقِ
تُؤَمِّـلُ أَنْ تَعِيـشَ قَرِيـرَ عَيْنٍ
وَأَيْــنَ أَمَــامَ طَلَّابٍ لَحُــوقِ
وَدُنْيَـاكَ الَّتِـي أَمْسَيْتَ فِيهَا
مُزَايَلَـةُ الشَّقِيقِ عَنِ الشَّقِيقِ
هُوَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ إِسْماعِيلَ بنِ عَبدِ كُلال، مِنْ أَهْلِ صَنعاءَ مِنَ الأَبْناءِ، وَقِيلَ أَصْلُهُ مِنَ الفُرْسِ الَّذِينَ قَدِمُوا إِلى اليَمَنِ، غَلَبَ عليهِ لَقَبُ وَضَّاحِ اليَمَنِ لِجمالِهِ وَبَهائِهِ، وَهُوَ مِنْ شُعراءِ العَصْرِ الأُمَوِيِّ، كانَ جَميلَ الطَّلعَةِ يَتَقَنَّعُ فِي المَواسِمِ، وامْتازَ بِرقَّةِ غَزَلِهِ، وَلَهُ أَخْبارٌ مَعَ عَشِيقَةٍ لَهُ اسْمُها رَوضَةُ، ويُرْوَى أنَّه قُتِلَ بَعدَ أَنْ تَغَزَّلَ بِأُمِّ البَنِينِ زَوجَةِ الْخَلِيفَةِ الوَلِيدِ بنِ عَبدِ المَلِكِ حِينَ قَدمَ مَكَّةَ حاجَّاً، وكانَتْ وَفاتُهُ نَحوَ عامِ 90 لِلْهِجْرَةِ.