
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا لَيــتَ شــِعري هَــل أَبيتَـنَّ لَيلَـةً
بِجَنـبِ الغَضـا أُزجـي القَلاصَ النَواجِيا
فَلَيـتَ الغَضـا لَـم يَقطَـعِ الرَكبُ عرضه
وَلَيـتَ الغَضـا ماشـى الرِّكـابَ لَيالِيا
وَلَيـتَ الغَضـا يَـومَ اِرتَحلنـا تَقاصَرَت
بِطـولِ الغَضـا حَتّـى أَرى مَـن وَرائِيـا
لَقَد كانَ في أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا
مَــزارٌ وَلَكِــنَّ الغَضــا لَيـسَ دانِيـا
أَلَــم تَرَنــي بِعـتُ الضـَلالَةَ بِالهُـدى
وَأَصـبَحتُ فـي جَيـشِ اِبـنِ عَفّـانَ غازِيا
وَأَصــبَحتُ فــي أَرضِ الأَعــاديِّ بَعـدَما
أرانِــيَ عَــن أَرضِ الأَعــادِيِّ نائِيــا
دَعـاني الهَـوى مِـن أَهـلِ أَودَ وَصُحبَتي
بِــذي الطَّبَســَينِ فَــالتَفَتُّ وَرائِيــا
أَجَبــتُ الهَــوى لَمّـا دَعـاني بِزَفـرَةٍ
تَقَنَّعـــتُ مِنهـــا أَن أُلامَ رِدائِيـــا
أَقـولُ وَقَـد حـالَت قُـرى الكُردِ بَينَنا
جَـزى اللَّـهُ عَمـراً خَيرَ ما كانَ جازِيا
إِن اللَّـهَ يُرجِعنـي مِـنَ الغَـزوِ لا أَكُن
وَإِن قَــلَّ مـالي طالِبـاً مـا وَرائِيـا
تَقـولُ اِبنَـتي لَمّـا رَأَت وَشـكَ رحلَـتي
ســـفارُكَ هَــذا تــارِكي لا أَبالِيــا
لَعَمــرِي لَئِن غــالَت خُراسـانُ هـامَتي
لَقَـد كُنـتُ عَـن بـابَي خُراسـانَ نائِيا
فَـإِن أَنـجُ مِـن بـابَي خُراسـانَ لا أَعُد
إِلَيهـــا وَإِن مَنَّيتُمــوني الأَمانِيــا
فَللَّـــهِ درِّي يَـــومَ أتــركُ طائِعــاً
بَنِــيَّ بِــأَعلى الرَقمَتَيــنِ وَمالِيــا
وَدَرُّ الظبـــاءِ الســـانِحاتِ عَشـــِيَّةً
يُخَبِّــرنَ أَنّــي هالِــكٌ مِــن وَرائِيـا
وَدَرُّ كَــــبيرَيَّ اللَــــذين كِلاهُمـــا
عَلَــيَّ شــَفيقٌ ناصــِحٌ لَــو نَهانِيــا
وَدَرُّ الرِّجـــالِ الشـــاهِدينَ تَفتكــي
بِــأَمرِيَ أَلا يقصــِروا مِــن وَثاقِيــا
وَدَرُّ الهَـوى مِـن حَيـثُ يَـدعو صـَحابَتي
وَدَرُّ لُجـــــاجَتي وَدَرُّ اِنتِهائِيـــــا
تَــذَكَّرتُ مَــن يَبكـي عَلَـيَّ فَلَـم أَجِـد
سـِوى السـَّيفِ وَالرُّمـحِ الرُدَينِيِّ باكِيا
وَأَشـــقَرَ مَحبـــوكٍ يَجُـــرُّ عَنـــانَهُ
إِلـى الماءِ لَم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقِيا
يُقـــادُ ذَليلاً بَعـــدَما مــاتَ رَبُّــهُ
يُبــاعُ بِبَخــسٍ بَعــدَما كـانَ غالِيـا
وَلَكِـــن بِأَكنــافِ الســُمَينَةِ نســوَةٌ
عَزيــزٌ عَلَيهِــنَّ العيشــَةَ مــا بِيـا
صــَريعٌ عَلــى أَيـدي الرِجـالِ بِقَفـرَةٍ
يُســَوُّونَ لحــدي حَيــثُ حُــمَّ قَضـائِيا
وَلَمّــا تَــراءَت عِنــدَ مَــروٍ منِيـتي
وَخَــلَّ بِهــا جِســمي وَحـانَت وَفاتِيـا
أَقـــولُ لأَصــحابي اِرفَعــوني فَــإِنَّهُ
يَقَــرُّ بِعَينــي أَن ســُهَيلٌ بَـدا لِيـا
فَيـا صـاحِبي رَحلي دَنا المَوتُ فَاِنزِلا
بِرابِيَـــةٍ إِنّـــي مُقيـــمٌ لَيالِيــا
أقيمــا عَلَـيَّ اليَـومَ أَو بَعـضَ لَيلَـةٍ
وَلا تُعجلانـــي قَـــد تَبَيَّــنَ شــانِيا
وَقومــا إِذا مـا اِسـتُلَّ روحـي فَهَيِّئا
لِــيَ السـّدرَ وَالأَكفـانَ عِنـدَ فَنائِيـا
وَخُطّـــا بِـــأَطرافِ الأَســِنَّةِ مَضــجَعي
وَرُدَّا عَلـــى عَينَــيَّ فَضــلَ ردائِيــا
وَلا تَحســداني بــارَكَ اللَّــهُ فيكُمـا
مِـنَ الأَرضِ ذاتَ العَـرضِ أَن توسـِعا لِيا
خُــذاني فَجُرّانــي بِثَــوبي إِلَيكُمــا
فَقَـد كُنـتُ قَبـلَ اليَـومِ صَعباً قيادِيا
وَقَـد كُنـتُ عَطَّافـاً إِذا الخَيـلُ أَدبَرَت
سـَريعاً لَـدى الهَيجـا إِلى مَن دَعانِيا
وَقَـد كُنتُ صَبَّاراً عَلى القرنِ في الوَغى
ثَقيلاً عَلــى الأَعــداءِ عَضـباً لِسـانِيا
وَقَـد كُنـتُ مَحموداً لَدى الزادِ وَالقِرى
وَعَـن شـَتمِيَ اِبـنَ العَمِّ وَالجارَ وانِيا
فَطَـــوراً تَرانــي فــي ظلالٍ وَنِعمَــةٍ
وَطَــوراً تَرانــي وَالعِتــاقُ رِكابِيـا
وَيَومــاً تَرانــي فـي رحـىً مُسـتَديرَةٍ
تُخَـــرِّقُ أَطــرافُ الرِمــاحِ ثِيابِيــا
وَقومــا عَلــى بِئرِ السـَّمينَةِ أسـمعا
بِهـا الغُـرَّ وَالبيضَ الحِسانَ الروانِيا
بِأَنَّكُمــــا خَلَّفتُمــــاني بِقَفــــرَةٍ
تُهيـلُ عَلَـيَّ الريـحُ فيهـا السـَّوافِيا
وَلا تَنســَيا عَهــدي خَليلَــيَّ بَعــدَما
تَقطـــعُ أَوصــالي وَتَبلــى عِظامِيــا
وَلَــن يَعـدَمَ الوالـونَ بَثّـاً يُصـيبُهُم
وَلَـن يَعـدَمَ الميـراثَ مِنّـي المَوالِيا
يَقولــونَ لا تَبعُــد وَهُــم يَـدفِنونَني
وَأَيــنَ مَكــانُ البُعــدِ إِلا مَكانِيــا
غَـداةَ غَـدٍ يـا لَهـفَ نَفسـي عَلـى غَـدٍ
إِذا أدلجــوا عَنّــي وَأَصـبَحتُ ثاوِيـا
وَأَصــبَحَ مــالي مِــن طَريــفٍ وَتالِـدٍ
لِغَيـري وَكـانَ المـالُ بِـالأَمسِ مالِيـا
فَيـا لَيـتَ شـِعري هَـل تَغَيَّـرَتِ الرَّحـا
رحـا المُثـلِ أَو أَمسـَت بِفَلجٍ كَما هِيا
إِذا الحَــيُّ حَلَّوهـا جَميعـاً وَأنزلـوا
بِهــا بَقَــراً حُــمَّ العُيـونِ سـَواجِيا
رَعَيـــنَ وَقَــد كــادَ الظَّلامُ يُجِنُّهــا
يَســفنَ الخُزامــى مَــرَّةً وَالأَقاحِيــا
وَهَـل أَتـرُك العيـسَ العَـوالي بِالضُحى
بِرُكبانِهـا تَعلـو المِتـانَ الفَيافِيـا
إِذا عُصــَبُ الرُكبــانِ بَيــنَ عُنَيــزَةٍ
وَبـولانَ عـاجُوا المُبقِيـاتِ النَواجِيـا
فَيـا لَيـتَ شـِعري هَـل بَكَـت أُمُّ مالِـكٍ
كَمـا كُنـتُ لَـو عـالَوا نَعِيَّـكِ باكِيـا
إِذا مــتُّ فَاِعتــادي القُبـورَ وَسـَلِّمي
عَلـى الرَمـسِ أُسقيتِ السَحابَ الغَوادِيا
عَلــى جَــدَثٍ قَـد جَـرَّتِ الريـحُ فَـوقَهُ
تُرابــاً كَســَحقِ المَرنُبــانِيِّ هابِيـا
رَهينَـــةُ أَحجـــارٍ وَتُـــربٍ تَضــَمَّنَت
قَرارَتُهــا مِنّــي العِظـامَ البَوالِيـا
فَيــا صــاحِبا إِمّــا عَرضــتَ فَبلغـن
بَنــي مــازِنٍ وَالرَّيــبَ أَن لا تَلاقِيـا
وَعَــرِّ قَلوصــي فــي الرِّكـابِ فَإِنَّهـا
ســَتَفلِقُ أَكبــاداً وَتبكــي بَواكِيــا
وَأَبصــَرتُ نــار المازِنِيَّــاتِ موهِنـاً
بِعَليـاءَ يُثنـى دونَهـا الطَّـرفُ رانِيا
بِعـــودِ النّجـــوج أَضــاءَ وَقودُهــا
مَهـاً فـي ظِلالِ السـِّدرِ حـوراً جَوازِيـا
غَريــبٌ بَعيــدُ الــدارِ ثـاوٍ بِقَفـرَةٍ
يَـدَ الـدَّهرِ مَعروفـاً بِـأَن لا تَـدانِيا
تَحَمَّـــلَ أَصــحابي عَشــاءً وَغــادَروا
أَخـا ثِقَـةٍ فـي عَرصـَةِ الـدارِ ثاوِيـا
أُقَلِّــبُ طَرفــي حَــولَ رَحلــي فَلا أَرى
بِــهِ مِــن عُيـونِ المُؤنِسـاتِ مُراعِيـا
وَبِالرَّمــلِ مِنّــا نسـوَةٌ لَـو شـَهِدنَني
بَكَيــنَ وَفَــدَّينَ الطَــبيبَ المُـداوِيا
وَمـا كـانَ عَهـدُ الرَّمـلِ عِنـدي وَأَهلِهِ
ذَميمــاً وَلا وَدَّعــتُ بِالرَّمــلِ قالِيـا
فَمِنهُـــنَّ أُمّــي وَاِبنَتــايَ وَخــالتي
وَباكِيَــةٌ أُخــرى تهيــجُ البَواكِيــا
مالك بن الريب بن حوط بن قرط المازني التميمي.شاعر، من الظرفاء الأدباء، فتاك، اشتهر في أوائل العصر الأموي.ورويت عنه أخبار في قطع الطريق مدة. ورآه سعيد بن عثمان بن عفان بالبادية في طريقه بين المدينة والبصرة، وهو ذاهب إلى خراسان وقد ولاه عليها معاوية (سنة 56) فأنبه سعيد على ما يقال عنه من العيث وقطع الطريق واستصلحه وصحبه إلى خراسان، فشهد فتح سمرقند وتنسك. ومرض في مرو وأحس بالموت فقال قصيدته المشهورة وهي غرر الشعر وعدّتها 58 بيتاً مطلعها:ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا