
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَلــى أَيِّ حـالٍ فيـكَ أَعجَـبُ لِلغَـدرِ
وَمـا أَنـتَ إِلّا واحِـدٌ مِن بَني الدَّهرِ
ســَجِيَّةُ حَــظّ عــازِبٍ مــا نَكَرتُهـا
وَخُطَّـةُ جَـورٍ قَـد أَلِفـتُ بِهـا صـَدري
فَكُـن كَيـفَ مـا شـاء الزَّمـانُ فَإِنَّهُ
لَـدَيكَ مُطـاعُ القَـولِ مُمتَثِـلُ الأَمـرِ
وَذَرنـي فَمـا أَعـدَدتُ بَعـدَك سـاعِدي
مُعينـي وَلا صـَدري أَمينـا عَلـى سِرّي
وَلَكِــن شــَجاني أَنَّ وُدَّكَ ضــاعَ مِـن
يَـدي وَقَـد أَنفَقـتُ فـي كَسـبِهِ عُمري
فَلَـو عَلِقَـت نَفسـي بِغَيـرِكَ لَـم تَكُن
تُــؤمِّلُهُ إِلّا لِيَشــفَعَ فــي الحَشــرِ
شــَبابٌ تَقَضــّى فــي هَــواكَ وَشـُرَّدٌ
مُطوَّحَــةُ الأَبنــاء جائِلَــةُ الـذِّكرِ
أَغــارَ عَلَيهــا أَن تُعــانَ بِشـافِعٍ
إِلَيـكَ وَتَسـعى فـي رِضـاكَ عَلـى قَسرِ
وَيَكتُمُهــا الـرّاوي حَيـاء وَعَرفُهـا
يَنِـمُّ كَمـا نَـمَّ النَّسـيمُ عَلى الزَّهرِ
وَســائِلُ لَــم تَمـرُرُ قُواهـا وَذِمَّـةٌ
عَلِقـتُ بِهـا عَطفَ الخَيالِ الَّذي يَسري
عَهِــدتُكَ مِطـواف الهَـوى كُـلَّ لَيلَـةٍ
تَـروحُ إِلـى وَصـلٍ وَتَغـدو عَلـى هَجرِ
إِذا أَحكَمَـت فيـكَ العُهـودُ زِمامَهـا
فَـذَلِكَ أَدنـى مـا تَكـونُ إِلى الغَدرِ
رِضـاكَ عَلـى سـُخطٍ وَصـَفوَكَ فـي قَـذى
وَحُبُّــكَ فـي بُغـضٍ وَحِلمُـكَ عَـن غَمـرِ
خَلائِقُ تَفويـــفُ الرِّيـــاضِ كَأَنَّمــا
سـَقاها سـَحابٌ مِـن أَنامِلِـكَ العَشـرِ
وَوَجـهٌ يَخـالُ البِشـرَ فيهِ عَنِ الرِّضى
وَمـا كُـلُّ ضـَوء لاحَ مِـن وَضـَحِ الفَجرِ
فَمالَــكَ تَرمينــي بِعَتــبِ جَهلَتُــهُ
فَلَـم أَرَ فيـهِ وَجـهَ ذَنـبي وَلا عُذري
وَكَيــفَ أَضــَلَّتني الهُمــومُ وَطَـوَّحَت
بِلُــبيَ حَتّــى صـِرتُ أَجنـي وَلا أَدري
طَــوَيتَ عَلـى غِـلٍّ ضـَميرَكَ بَعـدَ مـا
تَــوَهَّمتُ أَنَّ الســِرَّ عِنـدَكَ كَـالجَهرِ
فَمـا أَعرَبَـت عَنـكَ الجُفـونُ بِنَظـرَةٍ
إِذا بَثَّـتِ الأَحقـادَ بِـالنَّظَرِ الشـَّزرِ
تَغِــلُّ عَلَــيَّ العَتـبَ بَيـنَ دَلائِلِ ال
صـَفاءِ وَتَجلو الحِقدَ في رَونَقِ البِشرِ
فَمــا كُنـتَ إِلّا السـَّيفَ يُسـعِرُ حَـدُّهُ
ضـِرامَ الوَغى وَالماء في مَتنِهِ يَجري
فَـــأَيُّ خَليــلٍ بِــالتَّجَنّي حَمَلتَــهُ
عَلى الخُطَّةِ الشَّنعاءِ وَالمَركَبِ الوَعرِ
وَأَيُّ حُســـامٍ فَـــلَّ رَأيُـــكَ حَــدَّهُ
وَقَـد كـانَ يَفـري وَالقَواضِبُ لا تَفري
فَلَـو لَـم أَرَ البُقيـا أَطَعتُ حَفيظَتي
عَلَيـكَ وَلَكِـن لَيـسَ قَلبُـكَ فـي صَدري
وَكُنــتُ جَــديراً أَن أَبيـتَ وَبَينَنـا
مَهـامهُ تَسـري الشُّهبُ فيها عَلى ذُعرِ
يُضــِلُّ بِهــا عَنّــي خَيالُــكَ قَصـدَهُ
وَلَـو رَكِـبَ الجَوزاء أَو صَهوَةَ البَدرِ
وَهَيهـاتَ لَـو نـادَيتَني ساكِنَ الثَّرى
أَجَبـتُ فَصـيحاً لا صـَدى جـانِبَ القَبرِ
وَإِنّــي وَإِن كــانَت سـَماؤُكَ أَمطَـرَت
سـَحائِبَ عُـرفٍ نـاء فـي حَملِـهِ ظَهري
لأَعلَــمَ أَنّــي بِانتِســابي إِلَيكُــمُ
عَلـى الكَـرمِ الوَضّاحِ وَالمَنصبِ الجَرِّ
جَرَيـتُ بِـأَوفى مـا تَطـولُ بِـهِ يَـدي
وَجُـدتُ بِـأَعلى مـا يَضـِنُّ بِـهِ شـُكري
غَضــِبتُ عَلــى جَـدواكَ نَفسـاً أَبِيَّـةً
فَصـارَ غِنـائي عَنـكَ أَوضـَحَ مِن فَقري
وَعَلَّمتَنــي بَــذلَ النَّــوالِ تَـوَكلاً
عَلَيـكَ كَمـا جـادَ السَّحابُ مِنَ البَحرِ
فَــإِن كــانَ إِدلائي عَلَيــكَ جِنايَـةً
فَإِنَّـــك أَهــل لِلتعمــد وَالغفــرِ
وَلَســتُ بَعيـداً مِـن رِضـاكَ وَبَينَنـا
مَواثِــقُ تُلغـى فـي وَسـائِلِها وِزري
وَكَـم لَـكَ عِنـدي مِنَّـةٌ مـا وَفي بِها
ثَنــائي فَلا شـُكري رَضـيتُ وَلا كُفـري
وَقَبلَــكَ مــا عَرَّضـتُ نَفسـي لِنـائِلٍ
يُعَـدُّ وَلا رُمـتُ الـرَّواء مِـنَ القَطـرِ
وَلا كُنـــتُ إِلّا راضـــِياً بِقَناعَـــةٍ
أَعيـشُ بِهـا بَيـنَ الخَصاصـَةِ وَاليُسرِ
وَلَكِــنَّ حَظّــي مِــن ســَحابِكَ شـِيمَةٌ
تُكَثِّــرُ حُســّادي وَتَرفَـعُ مِـن قَـدري
فِـداكَ كَريـمٌ جـادَ مِـن فَضـلِ مـالِهِ
فَإِنَّــكَ مــا أَعطَيـتَ إِلّا عَلـى عُسـرِ
فَكَيـــفَ عَميــدٌ بِــالثَّراءِ قِلاصــُهُ
قِلاصُ الثُّرَيّــا لا تَخـافُ مِـنَ النَّحـرِ
وَلا زِلـتَ أَحلَى في الجُفونِ مِنَ الكَرى
وَحُبُّـكَ أَحلـى فـي القُلوبِ مِنَ الذِّكرِ
عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الخفاجي الحلبي.شاعر، أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وغيره، وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من أعمال حلب وعصي بها، فاحتيل عليه بإطعامه أكلة تدعى (خشكناجة) مسمومة، فمات وحمل إلى حلب.