
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرقـتُ ونـامَ الاخليـاءُ وهاجني
مـع الليلِ همٌّ في الفؤاد وجيعُ
وَهيَّـجَ لـي حُزنـاً تـذكُرُ مالـكٍ
فمـا نمـتُ الا والفـؤادُ مـروع
إذا عـبرةٌ ورّعتهـا بعـد عبرةٍ
أبَــت واسـتهلَت عـبرةٌ ودمـوعُ
كمـا فـاضَ غربٌ بينَ أقرن قامةٍ
يُــروِّي دِيــاراً مــاؤه وزروعُ
جديدُ الكُلى واهي الأديمِ تُبينُهُ
عـن العُبر زوراءُ المقامِ نَزوعُ
لـذكرى حـبيب بعـد هدءٍ ذكرتهُ
وقد حان من تالي النجوم طلوعُ
إذا رقـأت عينـايَ ذكرنـي بـه
حمـامٌ تنـادى في الغصونِ وقوعُ
دَعَـونَ هـديلاً فـاحتزنتُ لمالـكِ
وفـي الصدر من وَجدٍ عليه صدوعُ
كـأن لم أجالسه ولم أمسِ ليلة
أراه ولـم يصـبح ونحـن جميـعُ
فتى لم يعش يوماً بذمِّ ولم يزل
حــواليه ممـن يجتـديهِ ربـوعُ
لـه تبـعٌ قـد يعلمُ الناسُ انه
علـى مـن يـداني ضـيفُ وربيـعُ
وراحت لِقاحُ الحي جُدباً تسوقُها
شــآميةٌ تـزوي الوجـوهَ سـفوعُ
وكـانَ إذا ما الضيفُ حلَّ بمالك
تَضـــمّنهُ جــارٌ أشــَمُ منيــعُ
مُتَمِّمُ بِنُ نُوَيْرَةَ اليَرْبُوعِيُّ التَّمِيمِيُّ، أَبُو نَهْشَلٍ، صَحابيٌّ وشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ، أَشْهَرُ شِعْرِهِ فِي رِثاءِ أَخِيهِ مالِكٍ الّذي قَتَلَهُ خالِدُ بنُ الوَلِيدِ فِي حُرُوبِ الرِّدَّةِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُجِيدِينَ المُقدَّمِينَ، جَعَلَهُ ابنُ سَلّامٍ على رأسِ طَبَقَةِ أَصْحابِ المَراثِي، وَاخْتارَ المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ قَصِيدَتَيْنِ لمتمِّمٍ فِي مُفَضَّلِيّاتِهِ، تُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 30 لِلهِجْرَةِ.