
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا في الطُّلُولِ مِن الأَحِبَّةِ مُخْبِرُ
فَمَـن الَّـذِي عـن حالِها نَسْتَخْبِرُ
لا تَسـأَلنَّ سـِوى الفـراقِ فـإِنَّهُ
يُنْبِيكَ عنهم أَنْجدُوا أَم أَغْوَرُوا
جـارَ الزَّمـانُ علَيْهِـمُ فَتَفَرَّقُوا
فـي كُـلِّ ناحِيّـةٍ وبـادَ الأَكْـثرُ
جَـرَتِ الخُطُـوبُ على محلِّ دِيارِهِم
وعلَيْهِــمُ فَتَغَيَّــرَتْ وتَغَيّــرُوا
فـدَعِ الزَّمانَ يصوغُ في عرصاتِهِم
نُـوراً تكـادُ لـه القُلُوبُ تُنَوِّرُ
فلِمثْـلِ قُرْطُبـةٍ يقـلُّ بُكـاءُ مَن
يَبْكِــي بعَيْــنٍ دَمْعُهـا متَفَجِّـرُ
دَارٌ أَقـالَ اللَّـهُ عَثْـرةَ أَهْلِهَا
فَتَبَرْبَـرُوا وتَغَرَّبُـوا وتَمَصـّرُوا
فــي كُـلِّ ناحِيَـةٍ فَرِيـقٌ منهـمُ
مُتَفَطِّـــرٌ لفراقِهـــا مُتَحَيِّــرُ
عَهْـدي بهـا والشملُ فيها جامِعٌ
مِـن أَهْلِهـا والعَيْشُ فيها أَخْضَرُ
ورِيـاحُ زَهْرَتِهـا تلـوحُ علَيْهـمُ
بـرَوائِحٍ يَفتَـرُّ منهـا العَنْـبرُ
والـدارُ قد ضَربَ الكَمالُ رِواقَهُ
فيهـا وبـاعُ النقص فيها يَقْصُرُ
والقَـوْمُ قد أَمنُوا تغيُّرَ حُسْنِها
فَتَعَمَّمُــوا بجَمالِهـا وتـأَزَّرُوا
يـا طِيبَهُـمْ بقُصـُورِها وخُدُورِها
وبُــدُورها بقُصــُورِها تَتَخَــدَّرُ
والقَصـْرُ قَصـْرُ بَنـي أُمَيّةَ وافِرٌ
مـن كُـلِّ أَمْـر والخِلافـةُ أَوْفَـرُ
والزاهِرِيَّــةُ بـالمَراكِبِ تُزْهِـرُ
والعامِرِيّــةُ بـالكَواكِبِ تُعْمَـرُ
والجـامِعُ الأَعْلَـى يغـصُّ بكُلِّ مَن
يتلـو ويَسـْمَعُ مـا يَشاءُ ويَنْظُرُ
ومسـالِكُ الأَسـْواقِ تشـهد أَنَّهـا
لا يَســتَقِلُّ بسـالِكِيها المَحْشـَرُ
يـا جَنَّـةً عَصـفَتْ بهـا وبأَهْلِها
رِيـحُ النَّـوى فتَـدَمَّرتْ وتَدَمَّرُوا
آسـَى علَيْـكِ مِن المَماتِ وَحقَّ لِي
إِذ لـم نَزَلْ بكِ في حَياتِكِ نَفخَرُ
كــانَتْ عراصــُك للمُيَمِّـمِ مَكَّـةً
يأوِي إِلَيْها الخائِفُونَ فيُنْصَرُوا
يـا مَنْـزِلاً نَزَلَـت بـه وبـأَهْلِهِ
طَيْـرُ النَّـوى فَتَغَيَّرُوا وتَنَكَّرُوا
جـادَ الفُـراتُ بسـاحَتَيْك ودِجْلةٌ
والنّيـلُ جادَ بها وجادَ الكَوْثَرُ
وسـُقِيتَ مِـن ماءِ الحَياةِ غمامةً
تحيـا بهـا منكَ الرِّياضُ وتُزْهِرُ
أَسـَفِي علـى دارٍ عَهـدْتُ ربوعَها
وظباؤُهــا بفنائِهــا تَتَبَخْـترُ
أَيّـامَ كـانَتْ عَيْـنُ كُـلِّ كَرامـةٍ
مِـن كُـل ناحِيَـةٍ إِليَهْـا تَنظُـرُ
أَيْـامَ كـانَ الأَمْـرُ فيها واحِداً
لأَمِيرهــا وأَمِيــرِ مَـن يتَـأَمَّرُ
أَيَّــامَ كــانَتْ كَـفُّ كُـلِّ سـلامةٍ
تسـمو إِلَيْهـا بالسـّلامِ وتَبْـدُرُ
حَزَنـي علـى سـَرَواتِها ورُواتِها
وثِقاتِهــا وحُماتِهــا يَتَكَــرَّرُ
نَفْســِي علـى آلائِهـا وصـفائِها
وبَهائِهــا وســَنائِها تَتَحَســَّرُ
كَبِـدِي علـى عُلَمائِهـا حُلَمائِها
أُدَبائِهــا ظُرَفائِهــا تَتَفَطَّــرُ
وقال في مكان آخر من الذخيرة أثناء حديثه عن انقلاب المستظهر أبي المطرف الناصري على الخلافة: (وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابةً يحل بها الفتاء، ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت دولته سريعاً، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب الناس تفاوتاً ما بين قوله وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو محمد بن حزم، وعبد الوهاب ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهماً ومعرفةً ونفاذاً في العلوم الرفيعة).وفي (بغية الملتمس): وتوفي ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة 426 بقرطبة ولم يعقب وانقرض عقب الوزير بموته، وكان له من علم الطب نصيب وافر. (عن الأعلام للزركلي والذخيرة لابن بسام وبغية الملتمس لابن عميرة)