
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ولمّـا رأَيْـتُ اللَّيْـلَ عَسـْكَرَ قـرّهُ
وهَبَّــتْ لــه رِيحــانِ تَلْتَطِمَــانِ
وعَمَّـمَ صـُلْعَ الهُضـْبِ مِن قَطْرِ ثَلْجِهِ
يَــدانِ مِــن الصــِّنَّبْرِ تَبتَـدِرانِ
رَفَعْتُ لِسَارِي اللَّيْلِ ناريْنِ فارْتأَى
شــُعَاعَيْنِ تَحْـتَ النَّجْـمِ يَلْتَقِيَـانِ
فأَقْبَـلَ مَقْـرُورَ الْحَشَا لم تَكُنْ له
بــدَفْعِ صــُرُوفِ النَّائِبـاتِ يـدانِ
فقُلْـتُ إِلـى ذاتِ الدُّخانِ فقالَ لِي
وهــل عُرفَــتْ نـارٌ بَغْيـرِ دُخَـانِ
فمِلْــتُ بــه أَجْتَـرُّهُ نَحْـوَ جَمْـرَةٍ
لهــا بـارِقٌ للضـَّيْفِ غَيْـرُ يَمـانِ
إِذا مـا حَسـَا أَلْقَمْتُـهُ كُـلَّ فِلْذَةٍ
لفَرْخــةِ طَيْــرٍ أَوْ لســَخْلةِ ضـانِ
فَمـا زالَ فـي أَكـلٍ وشـُرْبٍ مُدارَكٍ
إِلـى أَنْ تَشـَهَّى التَّرْكَ شَهْوَةَ وانِي
فــأَلْحَفْتُهُ فامتَــدَّ فَـوْقَ مِهَـادِهِ
وخَـــدّاهُ بالصـــَّهْبَاءِ تَتَّقِــدانِ
وَمـا انْفَـكَّ مَعْشـُوقَ الثَّواءِ نَمُدُّهُ
ببشــْر وتَرْحِيــب وبَســْطِ لســانِ
تُغَنِّيـهِ أَطْيَارُ القِيانِ إِذا انْتَشَى
بصــنْجٍ وكَيْثَــارٍ وعُــودِ كِــرانِ
وَيَسـْمُو دُخَانُ المَنْدَلِ الرَّطْبِ فَوْقَهُ
كَمـا احْتَمَلَـتْ رِيـحٌ مُتُـون عُثَـانِ
إِلى أَنْ تَشهى البَيْنَ مِن ذاتِ نَفْسِهِ
وحَــنَّ إِلـى الأَهْلِيـنَ حَنَّـةَ حـانِي
فــأَتْبَعْتُهُ مــا سـَدَّ خَلَّـةَ حـالِهِ
وأَتْبَعَنِــي ذِكْــراً بكُــلِّ مَكَــانِ
وقال في مكان آخر من الذخيرة أثناء حديثه عن انقلاب المستظهر أبي المطرف الناصري على الخلافة: (وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابةً يحل بها الفتاء، ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت دولته سريعاً، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب الناس تفاوتاً ما بين قوله وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو محمد بن حزم، وعبد الوهاب ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهماً ومعرفةً ونفاذاً في العلوم الرفيعة).وفي (بغية الملتمس): وتوفي ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة 426 بقرطبة ولم يعقب وانقرض عقب الوزير بموته، وكان له من علم الطب نصيب وافر. (عن الأعلام للزركلي والذخيرة لابن بسام وبغية الملتمس لابن عميرة)