
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُطَـرِّبُ الصـُّبْح هَيَّـجَ الطَّرَبـا
لَمّا قَضَى الليْلُ نَحْبَهُ انْتَحَبا
مُغَــرِّدٌ تَـابَع الصـِّياحَ فَمـا
نَـدْري رِضاً كانَ ذَاكَ أَمْ غَضَبا
مـا تُنْكِـرُ الطَّيْـرُ أَنَّـهُ مَلِكٌ
لَهـا فَبِالتّـاجِ رَاحَ مُعْتَصـِبا
طَـوَى الظَّلامُ البُنُـودَ مُنْصَرِفاً
حِينَ رَأَى الفَجْرَ يَنْشُرُ العَذَبا
واللَّيْـلُ مِنْ فَتْكَةِ الصَّباحِ بِهِ
كَراهِــبٍ شــَقَّ جَيْبَــهُ طَرَبـا
فَبَـاكِرِ الخَمْـرَةَ الـتي تَرَكَتْ
بَنـانَ كَـفِّ المُـديرِ مُخْتَضـبا
كأَنَّمـا صـَبَّ فـي الزُّجاجَةِ مِنْ
لُطْـفٍ ومِـنْ رِقَّـةٍ نَسـيمَ صـَبا
ولَيْـسَ نـارُ الهُمـومِ خامِـدَةً
إِلا بِنــورِ الكُـؤوسِ مُلْتَهِبـا
يَظَــلُّ زِقَّ المُــدامِ مُمْتَهنـاً
سـَحْباً وَذَيْـلُ المُجونِ مُنْسَحِبا
ومُقْعَـــدٍ لا حَــرَاكَ يُنْهِضــُهُ
وهـو علـى أَرْبَـعٍ قَدِ انْتَصَبا
مُصــــَفَّرٍ مُحْـــرِقٍ تَنَفُّســـَهُ
تَخَـالُهُ العَيْـنُ عاشـِقا وَصِبا
إِذا نَظَمْنـا فـي جِيـدِهِ سَبَجاً
صــَيَّرَهُ بَعْــدَ ســاعَةٍ ذَهَبـا
فَمـا خَبَـتْ نارُنـا ولا وَقَفَـتْ
خُيـولُ لَهْـوٍ جَـرَتْ بِنـا خَبَبا
وسـَاحِرِ الطَّـرْفِ لا نِقـابَ لَـهُ
إِذْ كَـانَ بِالْجُلَّنـارِ مُنْتَقِبـا
جَنَيْــتُ مــن ثَغْـرِهِ وَوَجْنَتِـهِ
بِلَحْــظِ عَيْنَــيَّ زَهْـرَةً عَجَبـا
شــَقائِقاً مُـذْهباً يُـرى خجلا
وأُقْحُوانــاً مُفَضَّضــاً شــَنَبا
حتّـى إِذا مـا انْتَشى ونَشْوَتُهُ
قَـدْ سـَهَّلَتْ مِنْـهُ كُلَّ ما صَعُبا
غَلَبْـتُ صـَحْبي عليـهِ مُنفـرداً
بِـهِ وهَـلْ فـازَ غَيْرُ مَنْ غَلَبا
أَرْشـُفُ رِيقاً عَذْبَ الَّلمى خَصِراً
كـأَنَّ فِيـهِ الضـَّريبَ والضَّرَبا
محمد بن هشام بن وعلة أبو بكر الخالدي.شاعر أديب، من أهل البصرة، اشتهر هو وأخوه سعيد بالخالديين وكانا من خواص سيف الدولة بن حمدان،وولاهما خزانة كتبه، لهما تآليف في الأدب، وكانا يشتركان في نظم الأبيات أو القصيدة، فتنتسب إليهما معاً، ذكر ابن النديم في (الفهرست): أن أبا بكر قال له: وقد تعجب ابن النديم من كثرة حفظه: إني أحفظ ألف سفر، كل سفر في نحو مائة ورقة.