
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجِــدَّكَ مــا لِعَيْنِـكَ لا تَنـامُ
كَـــأَنَّ جُفُونَهــا فِيهــا كِلامُ
لِأَمْــرِ مُصــِيبَةٍ عَظُمَــتْ وَجَلَّـتْ
وَدَمْـعُ الْعَيْـنِ أَهْوَنُهُ انْسِجامُ
فُجِعْنـا بِـالنَّبِيِّ وَكـانَ فِينا
إِمــامَ كَرامَـةٍ نِعْـمَ الْإِمـامُ
وَكـانَ قِوامَنـا وَالرَّأْسَ فِينا
فَنَحْـنُ الْيَـوْمَ لَيْـسَ لَنا قِوامُ
نَمُـوجُ وَنَشـْتَكِي ما قَدْ لَقِينا
وَيَشـْكُو فَقْـدَهُ الْبَلَـدُ الْحَرامُ
كَــأَنَّ أُنُوفَنـا لاقَيْـنَ جَـدْعاً
لِفَقْــدِ مُحَمَّــدٍ فِيــهِ اصـْطِلامُ
لِفَقْــدِ أَغَــرَّ أَبْيَـضَ هاشـِمِيٍّ
تَمــامِ نُبُـوَّةٍ وَبِـهِ الْخِتـامُ
أَمِيــنٍ مُصـْطَفىً لِلْخَيْـرِ يَـدْعُو
كَضــَوْءِ الْبَـدْرِ زايَلَـهُ الظَّلامُ
سـَأَتْبَعُ هَـدْيَهُ مـا دُمْـتُ حَيّاً
طَـوالَ الدَّهْرِ ما سَجَعَ الْحَمامُ
أَدِيــنُ بِــدِينِهِ وَلِكُـلِّ قَـوْمٍ
تَراهُــمْ مِـنْ ذُؤابَتِـهِ نِظـامُ
فَقَـدْنا الْـوَحْيَ مُـذْ وَلَّيْتَ عَنَّا
وَوَدَّعَنــا مِــنَ اللـهِ الْكَلامُ
سـِوَى ما قَدْ تَرَكْتَ لَنا رَهِيناً
تَـوارَثُهُ الْقَراطِيـسُ الْكِـرامُ
فَقَـدْ أَوْرَثْتَنـا مِيـراثَ صـِدْقٍ
عَلَيْـكَ بِـهِ التَّحِيَّـةُ وَالسـَّلامُ
مِـنَ الرَّحْمَـنِ فِـي أَعْلَى جِنانٍ
مِنَ الْفِرْدَوْسِ طابَ بِها الْمُقامُ
رَفِيـقَ أَبِيـكَ إِبْراهِيـمَ فِيها
فَهَـلْ فِـي مِثْـلِ صـُحْبَتِهِ نِدامُ
وَإِســْحاقٌ وَإِســْماعِيلُ فِيهـا
بِمـا صـَلُّوا لِرَبِّهِـمُ وَصـامُوا
فَلا تَبْعَــدْ فَكُـلُّ كَرِيـمِ قَـوْمٍ
سـَيُدْرِكُهُ -وَلَـوْ كَرِهَ- الْحِمامُ
كَـأَنَّ الْأَرْضَ بَعْـدَكَ طـارَ فِيها
فَأَشــْعَلَها بِســاكِنِها ضــِرامُ
أبو بَكْر الصِّدِّيق، عَبْدُ اللهِ بن أبي قُحافة التَّيْمي القُرَشي، أَوّلُ الخلفاءِ الرَّاشِدين، وأّوَّل مَنْ آمنَ مِن الرِّجال، وأَحَدُ ساداتِ قُرَيش في الجاهليّة وأَغنيائِهم، كانَ عالِماً بأنسابِ القبائِلِ وأَخْبارِها. صَحِب النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلّم في هِجْرَتِه للمَدينة المنوَّرة، وشَهِدَ معه المشاهِدَ كُلَّها، بُويع بالخلافةِ بعد وفاةِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم سنة 11هـ، فحاربَ المُرْتدِّين، وافْتُتِحَتْ الشَّام وجزءٌ كبيرٌ من العراقِ في عَهْدِه. ودارَ أغلبُ شِعْرِهِ في الدّفاع عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والإسلامِ، بالإضافةِ إلى عدّةِ قصائدَ في رثاءِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعدَ وفاتِه.