
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــالَ النَّبِــيُّ وَلَــمْ أَجْـزَعْ يُـوَقِّرُنِي
وَنَحْــنُ فِـي سـُدْفَةٍ مِـنْ ظُلْمَـةِ الْغـارِ
لا تَخْــشَ شـَيْئاً فَـإِنَّ اللـهَ ثالِثُنـا
وَقَـــدْ تَوَكَّلَنـــا مِنْـــهُ بِإِظْهــارِ
وَإِنَّمــا الْكَيْــدُ لا تُخْشــَى بَـوادِرُهُ
كَيْــدُ الشــَّياطِينِ كــادَتْهُ لِكُفَّــارِ
وَاللــهُ مُهْلِكُهُـمْ طُـرّاً بِمـا كَسـَبُوا
وَجاعِـلُ الْمُنْتَهَـى مِنْهُـمْ إِلَـى النَّارِ
وَأَنْـــتَ مُرْتَحِـــلٌ عَنْهُــمْ وَتــارِكُهُمْ
إِمَّــا غُــدُوّاً وَإِمَّــا مُدْلِــجٌ ســارِ
وَهــاجِرٌ أَرْضــَهُمْ حَتَّــى يَكُـونُ لَنـا
قَـــوْمٌ عَلَيْهِــمْ ذَوُو عِــزٍّ وَأَنْصــارِ
حَتَّــى إِذا اللَّيْـلُ وَارَتْنـا جَـوانِبُهُ
وَســَدَّ مِــنْ دُونِ مـا نَخْشـَى بِأَسـْتارِ
ســارَ الْأُرَيْقِــطُ يَهْــدِينا وَأَيْنُقُــهُ
يَنْعَبْـنَ بِـالْقَوْمِ نَعْبـاً تَحْـتَ أَكْـوارِ
يَعْسـِفْنَ عَـرْضَ الثَّنايـا بَعْـدَ أَطْوُلِها
وَكُــلَّ ســَهْبٍ دُقــاقِ التُّــرْبِ مَـوَّارِ
حَتَّـى إِذا قُلْـتُ قَـدْ أَنْجَـدْنَ عارَضـَنا
مِــنْ مُدْلِــجٍ فــارِسٌ فِـي مَنْصـِبٍ وارِ
يَــرْدِي بِـهِ مُشـْرِفُ الْأَقْطـارِ مُعْتَرِضـاً
كَالسِّيدِ ذِي اللِّبْدَةِ الْمُسْتَأْسِدِ الضَّارِي
فَقــالَ كُــرُّوا فَقُلْنــا إِنَّ كَرَّتَنــا
مِـنْ دُونِهـا لَـكَ نَصـْرُ الْخالِقِ الْبارِي
أَنْ يَخْســِفَ الْأَرْضَ بِــالْأَحْوَى وَفارِســِهِ
فَـانْظُرْ إِلـى أَرْبَـعٍ فِـي الْأَرْضِ غُـوَّارِ
فَهِيــلَ لَمَّــا رَأَى أَرْســاغَ مُهْرَتِــهِ
قَـدْ سـُخْنَ فِـي الْأَرْضِ لَمْ تُحْفَرْ بِمِحْفارِ
فَقــالَ هَــلْ لَكُـمُ أَنْ تُطْلِقُـوا فَرَسـِي
وَتَأْخُــذُوا مَـوْثِقِي فِـي نُصـْحِ أَشـْرارِ
فَأَصــْرِفَ الْحَــيَّ عَنْكُــمْ إِنْ لَقِيتُهُــمُ
وَأَنْ أُعَـــوِّرُ مِنْهُـــمْ كُـــلَّ عُــوَّارِ
فَـادْعُوا الَّـذِي هُـوَ عَنْكُمْ كَفَّ عَدْوَتَنا
يُطْلِــقْ جَـوادِي فَـأَنْتُمْ خَيْـرُ أَبْـرارِ
فَقــالَ قَــوْلاً رَســُولُ اللــهِ مُبْتَهِلاً
يـا رَبِّ إِنْ كـانَ يَنْـوِي غَيْـرَ إِخْفـارِي
فَنَجِّــهِ ســالِماً مِــنْ شــَرِّ دَعْوَتِنـا
وَمُهْــرَهُ مُطْلَقــاً مِــنْ كَلْــمِ آثــارِ
فَــأَظْهَرَ اللــهُ إِذْ يَــدْعُو حَـوافِرَهُ
وَفــازَ فارِســُهُ مِــنْ هَــوْلِ أَخْطـارِ
أبو بَكْر الصِّدِّيق، عَبْدُ اللهِ بن أبي قُحافة التَّيْمي القُرَشي، أَوّلُ الخلفاءِ الرَّاشِدين، وأّوَّل مَنْ آمنَ مِن الرِّجال، وأَحَدُ ساداتِ قُرَيش في الجاهليّة وأَغنيائِهم، كانَ عالِماً بأنسابِ القبائِلِ وأَخْبارِها. صَحِب النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلّم في هِجْرَتِه للمَدينة المنوَّرة، وشَهِدَ معه المشاهِدَ كُلَّها، بُويع بالخلافةِ بعد وفاةِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم سنة 11هـ، فحاربَ المُرْتدِّين، وافْتُتِحَتْ الشَّام وجزءٌ كبيرٌ من العراقِ في عَهْدِه. ودارَ أغلبُ شِعْرِهِ في الدّفاع عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والإسلامِ، بالإضافةِ إلى عدّةِ قصائدَ في رثاءِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعدَ وفاتِه.