
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَشـاقَكَ مِـنْ عَهْـدِ الْخَلِيـطِ مَغـانِ
عَفَــتْ مُنْـذُ أَحْـوالٍ خَلَـوْنَ ثَمـانِ
أَأَنْ أَبْصـَرَتْ عَيْنـاكَ داراً مَحَلَّـةً
بِجِــزْعِ الْحَلا عَيْنــاكَ تَبْتَــدِرانِ
أَقُـولُ وَقَـدْ هاجَ اشْتِياقِي حَمائِمٌ
قِفــا تُسـْعِدانِي أَيُّهـا الـرَّجُلانِ
نَشـَدْتُكُما اللـهَ الَّذِي أَنْتُما لَهُ
وَذِمَّــةَ مَنْظُــورٍ أَمَــا تَرَيـانِي
أَلَـمْ تَعْلَمـا أَنَّ الدُّمُوعَ إِذا جَرَتْ
دَواءُ صــُداعِ الـرَّأْسِ وَالْخَفَقـانِ
أَلا أَبْلِغـا تَيْـمَ بْنَ مُرَّةَ وَاحْسِنا
رِســـالَةَ لا فَـــذٍّ وَلا مُتَـــوانِ
بِــأَنَّكُمُ لَــمْ تَأْخُـذُوا لِنُفُوسـِكُمْ
بِمــا يَرْتَضـِيهِ مِنْكُـمُ الْمَلَكـانِ
هَلُمُّـوا إِلَـى دِيـنِ النَّبِـيِّ مُحَمَّدٍ
وَلَـوْ كـانَ فِـي أَقْصـَى جِبالِ عُمانِ
تَراهـا وَلَـمْ تُضْرَبْ بِسَوْطٍ وَلَمْ تَخَفْ
تُـراوِحُ بَيْـنَ السـَّدْوِ وَالْجَمَـزانِ
كَـأَنَّ لَهـا هِـرّاً بِمَعْقِـدِ غَرْزِهـا
إِذا خُلِــطَ الْإِرْقــالُ بِالْوَخَــدانِ
مَحَضــْتُكُمُ نُصــْحِي فَلا تَقْبَلُــونَهُ
جَزاكُــمْ إِلَهِــي نُصـْحَكُمْ وَجَزانِـي
فَأَحْمَــدُ مَــوْلايَ الْجَلِيـلَ فَـإِنَّهُ
بِنِعْمَتِـهِ مـا انْتَاشـَنِي وَهَـدانِي
وَما زالَ ذُو الْعَرْشِ الْعَلِيُّ بِدِينِهِ
حَفِيّـــاً فَفِيــمَ الْآنَ تَمْتَرِيــانِ
أَلَـمْ تَرَيـا وَالْفَيْلَقـانِ كِلاهُمـا
بِبَــدْرٍ وَثـارَ النَّقْـعُ يَعْتَرِكـانِ
إِلَـى لُطْفِـهِ بِـالْمُؤْمِنِينَ وَنَصـْرِهِ
لَهُـمْ وَتَـوَلَّى الْخَـذْلُ كُـلَّ هِـدانِ
وَأَوْدَى أَبُــو جَهْـلٍ وَهَـكَّ بِرُوحِـهِ
إِلــى النَّـارِ زِبْنِيَّـانِ يَبْتَـدِرانِ
وَكَمْ مِنْ كَفُورٍ غادِرٍ أُنْزِلَتْ بِهِ النْ
نَــوازِلُ لَمَّــا زَلَّــتِ الْقَـدَمانِ
فَغُــودِرَ مَصـْرُوعاً تُفِيـضُ نِسـاؤُهُ
عَلَيْـــهِ دُمُوعـــاً جَمَّــةَ الْهَمَلانِ
سـَلَبْناهُ دُنْيـاهُ وَأَفْضـَى بِـدِينِهِ
إِلــى حَــرِّ نـارٍ جـاحِمٍ وَدُخـانِ
فَـذاكَ لَكُـمْ مـا دُمْتُـمُ وَأَراكُـمُ
تُجِيبُــونَ مَـنْ نـادَى بِكُـلِّ أَذانِ
أبو بَكْر الصِّدِّيق، عَبْدُ اللهِ بن أبي قُحافة التَّيْمي القُرَشي، أَوّلُ الخلفاءِ الرَّاشِدين، وأّوَّل مَنْ آمنَ مِن الرِّجال، وأَحَدُ ساداتِ قُرَيش في الجاهليّة وأَغنيائِهم، كانَ عالِماً بأنسابِ القبائِلِ وأَخْبارِها. صَحِب النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلّم في هِجْرَتِه للمَدينة المنوَّرة، وشَهِدَ معه المشاهِدَ كُلَّها، بُويع بالخلافةِ بعد وفاةِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم سنة 11هـ، فحاربَ المُرْتدِّين، وافْتُتِحَتْ الشَّام وجزءٌ كبيرٌ من العراقِ في عَهْدِه. ودارَ أغلبُ شِعْرِهِ في الدّفاع عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم والإسلامِ، بالإضافةِ إلى عدّةِ قصائدَ في رثاءِ النَّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعدَ وفاتِه.